بفضل الله تبارك وتعالى، نجحت المملكة العربية السعودية في إدارة (2.371.675) حاجا منذ لحظة وصولهم للمنافذ البرية والجوية والموانئ السعودية، منهم (612.953) حاجا من الداخل، تم استقبال الجميع بالابتسامة والترحيب وتقديم المساعدة لمن يحتاج، تنظيم مدروس وتخطيط مدعوم بالخبرات المتراكمة، تواجد أمني مكثف لأجل راحة وأمن وسلامة حجاج بيت الله الحرام، استقبال منظم ووداع أيضا منظم، ويبقى نجاح موسم حج عام 1439هـ حدثا مهما لكافة المسلمين في أنحاء العالم. ويبقى النجاح بالنسبة للمملكة هدفا وغاية، تستمد العون أولا من الله عز وجل، ثم من خلال توفير كافة الوسائل المساندة على حفظ أمن وسلامة الحجاج ورعايتهم طبيا، وتقديم كافة الخدمات المتنوعة لهم، وحين نعود بالذاكرة للخلف للأعوام الماضية قريبا أو البعيدة، نجد أن المملكة لم تخفق في تأدية دورها تجاه الحجاج، وإنما تقوم بواجبها كما ينبغي، فخدمة الحجاج يجب عدم حصرها في الجانب التنظيمي، والذي هو لا شك عمل ذو أهمية قصوى، وحتى نتوصل لخطط تنظيمية محكمة يتوجب قبل ذلك أن يتم التصدي لأي محاولات تخريبية من شأنها تعكير صفو أجواء حجاج بيت الله الحرام وزوار الأماكن المقدسة، وإغلاق المجال أمام أصحاب النوايا السيئة والمخربين هو ذروة النجاح ومحسوب للمملكة، وسيكون لذلك أهمية وأثر ملموس في حال لا سمح الله تعالى، هناك ثغرة أمنية يتم استغلالها من ذوي التوجهات الإجرامية، إلا أنه وبفضل من الله عز وجل، ثم بجهود رجال الأمن كل حسب اختصاصه تم العمل وبتخطيط للتصدي لأي محاولات إجرامية، وعملت المملكة ممثلة برجال الأمن على الحفاظ على سلامة الحجاج حتى ألا تتعثر قدم أحدهم ويسقط، ولكن يجب ألا يتم استغلال الأحداث الطبيعية بسبب مثلا التدافع أو عوامل طبيعية أخرى كانت ما تكون على أن ذلك نتاج تقصير يُحسب ضد المملكة، فوجود حوادث السير في كافة الدول هو لا يعني افتقارا للتنظيم وعدم إيجاد سبل السلامة، ولكنه نتاج لعدم التقييد بالأنظمة أو نزوات شخصية تمثل أصحابها، ولا يعني على كل حال عدم تهيئة السبل الأمنية، حين يكون انتظار الجريمة وتوقعها في أي لحظة هو السائد حينها بالفعل هناك افتقاد أمني وتنظيمي، وهذا بفضل الله تعالى، وتشهد الأوضاع المعاشة للحجاج والمشاهدة عبر القنوات التلفزيونية بأن الحجاج تمتعوا بأوضاع أمنية جلبت السرور ومطمئنة، ولن يكون النجاح نجاحا في نظر أصحاب الأهداف العدوانية، يرون النجاح في وجود الثغرات الأمنية، ولكن كنا ثغرا باسما ويدا حانية أعانت حجاج بيت الله الحرام، وكانت أعيننا تخترق الوجوه وما إن تلمح ملامح إجرامية إلا وتتحول لأداة ردع موجعة لكل من سولت له نفسه إيذاء الحجاج وبأي شكل كان، حفظ الله تعالى المملكة العربية السعودية قيادة وشعبا وأمدها بعونه وتوفيقه.
مشاركة :