«كل ما أخشاه أن يكون عدوانياً كأخيه الأكبر، والسبب تلك العبارات الجارحة التي تنهال عليه عندما يعود إلى المنزل ومنها: أنت ضعيف، لا تستطيع الدفاع عن نفسك، كن رجلا قويا، كن ضاربا ولا تكن مضروبا، فكل تلك الكلمات كان وقعها وضررها النفسي أشد إيلاما على ابني خالد من شعور الألم الجسدي الذي أصابه خلال اللعب مع أقرانه». بهذه العبارة بدأت أم أخالد بث معاناتها لـ(الوطن) وهي تخشى من السلوك العدواني الذي قد يزرعه الأب لدى صغيرها. بدورها، نوهت الطبيبة النفسية بمستشفى الصحة النفسية بالقريات الدكتورة هدى البشير في حديثها لـ»الوطن» إلى خطورة الأمر، وقالت «هناك طرق كثيرة وصحية نفسيا نستطيع من خلالها توعية الأطفال بكيفية الدفاع عن أنفسهم، دون اللجوء إلى عبارات جارحة قد تتسبب في فقدانهم الثقة، خاصة عبارات التوبيخ اللاذعة، كما في حالة الطفل خالد». سلوك عدواني موجه تابعت البشير «هذا سلوك عدواني موجه من قبل الأب للطفل، قد يتفاقم في الكبر ويصعب علاجه»، وعللت «السيناريو الذي حدث في البداية على لسان أم خالد يجعلنا نقف أمام شخصية سلبية عدوانية وهي شخصية الأب، إن كانت تلك الشخصية تبدو طيبة في بعض الأحيان ومسالمة، ولكنها في المواقف تشعل فتيل العدوانية، بل وتزيد في اشتعاله، فهناك عدوانية هائلة داخل تلك الشخصية تخرج بطريقة غير مباشرة وغير معلنة». واستطردت «هنا للأسف خرج العدوان كعملية إسقاط على الابن باستخدام الأب لسلطته الأبوية، مبينة «غالبا ما تكون هذه الشخصية غير معتادة على المواجهة، والتعبير عن رأيها والدفاع عن نفسها، فربما تعرضت في طفولتها للقهر والكبت، ولذا تخاف الناس ولا تصارحهم بمشاعرها الحقيقية، وهي تخشى من تكرار الأمر مع أحد أفراد العائلة». صراع نفسي حذرت البشير من خطورة الاستهانة بمشاعر الطفل حال عودته إلى المنزل وقد تعرض للضرب من أقرانه، وقالت «إذا ما قوبل الطفل بردة فعل سلبية تتمثل في بعض الألفاظ السلبية والنعت بالضعف والجبن إلى غير ذلك، أو إذا ما أجبر على الدفاع عن نفسه بطرق خاطئة، فإن المشكلة تكمن هنا في التصرفات غير المحسوبة من قبل الآباء والتي قد تسبب صراعا نفسيا لدى الطفل، وقد تخيفه من نقل ما قد يتعرض له خارج المنزل، وتسبب له العزلة، والاكتئاب». ثقافة خاطئة تقول الأخصائية الاجتماعية منى العيد «من المحزن أن تتكون لدى بعض الأسر في مجتمعنا تلك الثقافة التربوية الخاطئة، فبعض الآباء يصورون لأطفالهم العالم الخارجي على أنه عالم من الوحوش المفترسة». وتابعت «قد تلجأ بعض الأسر للضغط على الطفل بحيث يكون عنيفاً مع الأطفال الآخرين، وهذا خطأ يعود أساساً إلى ثقافة المجتمع التي تركز على الجانب العضلي أكثر من التفكير بالعقل، فيتعلم الأبناء من الآباء تلك الطرق في الدفاع عن النفس مثلا ومقابلة السوء بالسوء». وتابعت «كثيرا ما نسمع أنه في حال تعرض الابن للضرب يقابل بالتوبيخ من قبل أسرته ومناداته بالصفات المخجلة والسلبية، معتبرة أن الأمر خطير وغير مرغوب فيه اجتماعيا، ما قد يؤدي في النهاية إلى الرهاب الاجتماعي لدى الأطفال». طرق دفاعية تربوية أضافت العيد «علينا أن نعلم أطفالنا الطرق الدفاعية بعيدا عن الضرب، وعلى الآباء مسؤولية كبيرة في نشر السلوكيات الإيجابية، وهناك عدة خطوات من الممكن أن نتعلم منها كيفية التصرف مع الأبناء في مثل تلك الحالات، وهي: اختلاط الطفل مع أقرانه مع مراقبة طريقة تفاعله، مراقبة سلوك الطفل في سن مبكرة، الوعي التام بأن الإدراك ينمو مع الأيام خاصة فيما يتعلق بالصواب والخطأ، إيصال بعض المفاهيم عن طريق القصص خاصة فيما يتعلق بطريقة تعامل الطفل مع مواقف العنف». تصرفات خاطئة تصرفات غير محسوبة من قبل الآباء تضر بصحة الأطفال النفسية، وتسبب: الصراع النفسي لدى الطفل. الخوف من نقل ما قد يتعرض له خارج المنزل. العزلة، الاكتئاب، الرهاب الاجتماعي، الكذب. خطوات تربوية سليمة اختلاط الطفل مع أقرانه مع مراقبة طريقة تفاعله. مراقبة سلوك الطفل في سن مبكرة. الوعي التام بأن الإدراك ينمو مع الأيام إيصال بعض المفاهيم عن طريق القصص نتائج السلوك الانتقامي العدواني يتسبب في فقد الثقة سلوك عدواني موجه من قبل الأب للطفل يتفاقم في الكبر ويصعب علاجه إجبار الطفل في الدفاع عن نفسه بطرق خاطئة
مشاركة :