إيران تحوِّل العراق إلى قاعدة صواريخ أمامية

  • 9/1/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

نقلت صواريخ باليستية إلى القوى الشيعية العميلة لتهديد دول المنطقة باريس/بغداد - الوكالات: قالت مصادر إيرانية وعراقية وغربية إن طهران قدمت صواريخ باليستية لجماعات شيعية تقاتل بالوكالة عنها في العراق، وأنها تطور القدرة على صنع مزيد من الصواريخ هناك لدرء الهجمات المحتملة على مصالحها في الشرق الأوسط ولامتلاك وسيلة تمكنها من ضرب خصومها في المنطقة. وقال ثلاثة مسؤولين إيرانيين ومصدران بالمخابرات العراقية ومصدران بمخابرات غربية ان إيران نقلت صواريخ باليستية قصيرة المدى إلى حلفاء في العراق خلال الاشهر القليلة الماضية. وقال خمسة من المسؤولين انها تساعد تلك الجماعات على البدء في صنع صواريخ. وقال مسؤول لرويترز: «المنطق هو أن تكون لإيران خطة بديلة ان هي هوجمت». وأضاف: «عدد الصواريخ ليس كبيرا.. مجرد بضع عشرات لكن بالإمكان زيادتها ان تطلب الامر». وقال المصدر الغربي ان عدد الصواريخ لا يتجاوز العشرات، وإن الغرض من عمليات النقل ارسال اشارة إلى الولايات المتحدة وإسرائيل وخاصة بعد الغارات الجوية على قوات إيرانية في سوريا. وللولايات المتحدة وجود عسكري واضح في العراق. وأضاف المصدر الغربي: «يبدو أن إيران تحول العراق إلى قاعدة صواريخ أمامية». وذكرت المصادر الإيرانية ومصدر بالمخابرات العراقية أن قرارا اتخذ قبل نحو 18 شهرا بالاستعانة بفصائل مسلحة لإنتاج صواريخ في العراق، لكن النشاط زاد في الاشهر القليلة الماضية بما في ذلك وصول قاذفات صواريخ. وقال قائد كبير في الحرس الثوري الإيراني خدم خلال الحرب العراقية الإيرانية في الثمانينيات: «لدينا قواعد كهذه في أماكن كثيرة من بينها العراق، فإن هاجمتنا أمريكا هاجم أصدقاؤنا مصالح أمريكا وحلفائها في المنطقة». وقال المصدر الغربي والمصدر العراقي ان المصانع المستخدمة في تطوير صواريخ بالعراق توجد في الزعفرانية شرقي بغداد وجرف الصخر شمالي كربلاء. وقال مصدر إيراني انه يوجد مصنع أيضا في كردستان العراق.وتسيطر على هذه المناطق فصائل شيعية منها كتائب «حزب الله» وهي واحدة من أقرب الجماعات إلى إيران. وذكرت ثلاثة مصادر أن عراقيين تدربوا في إيران على كيفية استخدام الصواريخ.وقال المصدر بالمخابرات العراقية ان مصنع الزعفرانية أنتج رؤوسا حربية ومادة السيراميك المستخدمة في صنع قوالب الصواريخ في عهد الرئيس الراحل صدام حسين، وأضاف أن جماعات شيعية محلية جددت نشاط المصنع عام 2016 بمساعدة إيرانية. وتابع المصدر قائلا انه تمت الاستعانة بفريق من المهندسين الشيعة ممن عملوا في المنشأة في عهد صدام بعد فحص سجلاتهم لتشغيل المصنع. وقال انه جرى اختبار الصواريخ قرب جرف الصخر. والصواريخ المعنية وهي صواريخ زلزال وفاتح 110 وذو الفقار يتراوح مداها بين نحو 200 و700 كيلومتر، ما يضع الرياض وتل أبيب على مسافة تتيح ضربهما ان تم نشر هذه الصواريخ في جنوب العراق أو غربه. ولفيلق القدس ذراع العمليات الخارجية بالحرس الثوري الإيراني قواعد في هاتين المنطقتين. وقال ثلاثة من المصادر ان قائد فيلق القدس قاسم سليماني يشرف على البرنامج.وامتنعت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ووزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) عن التعليق. وأكد مسؤول أمريكي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته أن طهران نقلت على مدى الاشهر القليلة الماضية صواريخ إلى جماعات بالعراق، لكنه لم يستطع تأكيد ان كانت هناك أي قدرة على اطلاق تلك الصواريخ من مواقعها الحالية.ومن شأن أي علامة على أن إيران تعد سياسة صواريخ أقوى في العراق أن تفاقم التوتر الذي زاد بالفعل بينها وبين واشنطن بعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي المبرم عام 2015 مع قوى عالمية كبرى. ومن شأن ذلك أيضا أن يحرج فرنسا وألمانيا وبريطانيا الدول الأوروبية الثلاث الموقعة على الاتفاق النووي والتي تسعى لإنقاذ الاتفاق رغم تجديد العقوبات الأمريكية على طهران. وسبق أن قالت إيران ان أنشطتها المتعلقة بالصواريخ الباليستية أنشطة ذات طابع دفاعي بحت. وامتنع مسؤولون إيرانيون عن التعليق عندما سئلوا عن أحدث الخطوات. وامتنعت أيضا الحكومة والجيش بالعراق عن التعليق.

مشاركة :