سيناريو كارثي ينتظر سكان إدلب أمام هجوم وشيك لقوات النظام السوري

  • 9/1/2018
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

بيروت – الوكالات: مع اقتراب قوات النظام من شن هجوم في محافظة إدلب، آخر أبرز معاقل الفصائل المعارضة في سوريا، تحذر الأمم المتحدة ومنظمات دولية من كارثة إنسانية في منطقة مكتظة تعاني أصلاً في قطاعها الصحي وتنتشر فيها مخيمات النزوح. ومنذ أسابيع ترسل قوات النظام السوري التعزيزات العسكرية تلو الأخرى إلى أطراف إدلب في شمال غرب البلاد تحضيراً لهجوم وشيك في المحافظة الواقعة بغالبيتها تحت سيطرة هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) وتنتشر فيها أيضاً فصائل معارضة متنوعة. وحذر مدير العمليات في مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة جون كينغ قبل أيام مجلس الأمن الدولي من أن «السيناريو الأسوأ في إدلب قادر على خلق حالة طوارئ إنسانية على مستوى لم تشهده هذه الأزمة من قبل». ويرجح محللون أن تقتصر العملية العسكرية في مرحلة أولى على أطراف محافظة إدلب فضلاً عن مناطق سيطرة الفصائل المعارضة المحاذية لها في محافظات حماة وحلب واللاذقية. وبشكل عام، يبلغ عدد سكان إدلب ومناطق المعارضة في المحافظات الثلاث نحو ثلاثة ملايين نسمة نصفهم من النازحين، وفق الأمم المتحدة. ويعتمد أكثر من مليوني شخص في مناطق سيطرة الفصائل في شمال سوريا، وخصوصاً أولئك المنتشرين في عشرات مخيمات النزوح، على المساعدات الإنسانية القادمة عن طريق تركيا. وبالإضافة إلى النازحين، تحولت إدلب خلال السنوات الماضية الى ملجأ لعشرات آلاف المقاتلين والمدنيين الذين أجبروا على مغادرة مناطق كانت تسيطر عليها الفصائل المعارضة بموجب اتفاقات إجلاء مع قوات النظام. وكما في كل معركة، تكمن الخشية أيضاً في أن يدفع هجوم قوات النظام لموجة نزوح داخلية جديدة، وكونها آخر أبرز معاقل الفصائل، لن يكون أمام الفارين من القتال مجالات كثيرة للتنقل، وسيلجأون غالباً إلى المنطقة الشمالية الحدودية مع تركيا. وتُرجح الأمم المتحدة أن تدفع المعارك في إدلب نحو 800 ألف شخص للنزوح. وكان الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش حذر الأربعاء من «الخطر المتنامي لحدوث كارثة إنسانية في حال حصول عملية عسكرية واسعة النطاق في محافظة إدلب». في غضون ذلك قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أمس إن الحكومة السورية لها كامل الحق في تعقب المتشددين وطردهم من إدلب. وأضاف لافروف أن المحادثات مستمرة لإقامة ممرات إنسانية في إدلب. بالمقابل اتّهم وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو نظيره الروسي بـ«الدفاع عن هجوم» النظام على إدلب. وقال الوزير الأمريكي في تغريدة على تويتر إن «سيرجي لافروف يدافع عن الهجوم السوري والروسي على إدلب»، مضيفاً أن «الولايات المتحدة تعتبر أن هذا الأمر تصعيد في نزاع هو أصلا خطير». إلى جانب ذلك يلتقي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نظيره التركي رجب طيب أردوغان على هامش القمة الثلاثية حول سوريا التي «يتمّ تحضيرها في طهران»، وفق ما أعلن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أمس الجمعة. وذكرت وسائل إعلام تركية أنه من المتوقع عقد قمة بين إيران وروسيا وتركيا، الدول الثلاث التي ترعى مفاوضات أستانة للسلام حول سوريا، في السابع من سبتمبر في إيران.

مشاركة :