تركيا تؤكد حاجتها لمنظومة أس-400 الروسية وطائرات أف-35 الأميركية

  • 9/1/2018
  • 00:00
  • 13
  • 0
  • 0
news-picture

أشار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى رغبة بلاده في عدم التفريط في العلاقة مع الولايات المتحدة، من خلال تأكيده على حاجة أنقرة إلى طائرات أف-35 في تصريحات أكدّ من خلالها في نفس الوقت قرب حصول بلاده على منظومة الدفاع الجوي روسية الصنع أس400- إسطنبول (تركيا) - أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الجمعة حاجة بلاده إلى منظومة أس400- الروسية للدفاع الجوي التي ستتزود بها قريبا، في وقت تشهد فيه العلاقات توترا بين أنقرة وواشنطن التي تعارض حيازتها لها وتهدد بوقف تسليمها طائرات أف35-. وقال أردوغان، خلال حفل تخريج ضباط صف في باليكسير بغرب البلاد، إن “تركيا بحاجة إلى صواريخ أس400-. الاتفاق بهذا الشأن تمّ وسنحصل عليها في القريب العاجل”. وتؤكد تركيا وروسيا إبرام الاتفاق بشأن هذه الأسلحة وتقول أنقرة إنها ستحصل على المنظومة التي تضاهي صواريخ باتريوت الأميركية في العام المقبل. ووقعت تركيا اتفاقا مع روسيا في ديسمبر الماضي لشراء بطاريات صواريخ أس400- أرض جو ضمن خطط أنقرة لتعزيز قدراتها الدفاعية، وسط تهديدات من المقاتلين الأكراد والمتشددين الإسلاميين في الداخل وصراعات على حدودها في سوريا والعراق. ووترت خطوة شراء صواريخ أس400، التي لا تتماشى مع أنظمة حلف شمال الأطلسي، أعضاء الحلف الذين يشعرون بالقلق بالفعل من الوجود العسكري لموسكو في الشرق الأوسط مما دفع مسؤولين بالحلف إلى تحذير أنقرة من عواقب غير محددة. أما واشنطن فترى أن حيازة صواريخ أس400- تطرح من جهة مشكلة مواءمتها مع أنظمة الحلف الأطلسي الذي تنتمي إليه تركيا ومن جهة ثانية حماية الأسرار التكنولوجية لطائرة أف35- الأميركية التي يفترض أنها قادرة على الإفلات من منظومة أس400- وترغب تركيا في الحصول عليها. وأضاف أردوغان أن تركيا “تحتاج كذلك إلى أف35-. هل سيسلمونها لنا أم لن يسلموها، لا أعرف. إذا سلموها سيبرهنون أنهم يوفون بالتزاماتهم”. وأشار إلى أن تركيا دفعت إلى اليوم 900 مليون دولار في إطار شراكتها بمشروع إنتاج مقاتلات الـ”أف35-، وتواصل الدفع كلما حان موعد الأقساط. ولفت إلى أن الاتفاق يقضي بتسليم تركيا 120 مقاتلة من الطراز المذكور. رجب طيب أردوغان: الاتفاق بشأن أس400-تم وسنحصل عليها في القريب العاجل رجب طيب أردوغان: الاتفاق بشأن أس400-تم وسنحصل عليها في القريب العاجل ويقول متابعون للشأن التركي إن تصريحات أردوغان تضمنت رسالة إلى واشنطن مفادها أن أنقرة لا تريد التفريط في علاقاتها معها. وساءت العلاقات التركية الأميركية بسبب احتجاز تركيا القس الأميركي أندرو برونسون، الذي تتهمه بالتجسس وبارتكاب أعمال “إرهابية” وبات الآن قيد الإقامة الجبرية في إزمير. وساهم هذا التوتر في تدهور الليرة التركية التي فقدت نحو 40 بالمئة من قيمتها منذ بداية السنة. لكن أردوغان يستمر في استعمال خطاب مضلل بشأن حقيقة الأزمة الاقتصادية التي تعيشها بلاده، حيث وصف الجمعة ازمة بهبوط الليرة بأنها عبارة عن “عملية تستهدف بلادنا”. وقال أردوغان، أمام الخريجين، إن “الجهود الرامية إلى التسبب في انهيار القطاعين الاقتصادي والعسكري التركي بسبب محاكمة جارية في إزمير هي غير مفهومة على الإطلاق”. وفي يونيو الماضي، سلمت الولايات المتحدة تركيا أول طائرة حربية من نوع أف35- رغم التوتر القائم بينهما ومعارضة مجلس الشيوخ الأميركي. وسلمت المجموعة الدفاعية الأميركية لوكهيد مارتن صانعة هذا النوع من الطائرات، مسؤولين أتراكا المقاتلة خلال احتفال أقيم في فورت وورث في ولاية تكساس. وتعتبر هذه الطائرة جوهرة التكنولوجيا بسبب قدرتها على الإفلات من أكثر الرادارات تطورا. وأوضح اللفتنانت كولونيل مايك أندروز، المتحدث باسم البنتاغون، ان الطائرة الثانية ستسلم خلال الأيام القليلة المقبلة على أن تنقل الطائرتان إلى قاعدة لوك الجوية في ولاية أريزونا. وكان مجلس الشيوخ قد عارض تسليم هذا النوع من الطائرات إلى تركيا بسبب إعلان أنقرة عن رغبتها في شراء منظومة الدفاع الجوي الروسية أس400- وهو ما يثير مخاوف الأميركيين. وتركيا شريكة منذ العام 2002 في الكونسورسيوم الدولي الذي يمول صناعة طائرات أف35-. وفي وقت سابق من نفس الشهر، أقرّ مجلس الشيوخ الأميركي مشروع قانون يقضي بإلغاء بيع هذه الطائرات في حال مضت أنقرة قدما في شراء منظومة أس400- التي تم التوقيع على عقد شرائها في 12 سبتمبر الماضي. ونص مشروع القانون من ضمن بنوده على أن “أي جهد تقوم به تركيا لتعزيز علاقاتها مع روسيا سيمس بأمن الحلف الأطلسي وبأمن الدول الأعضاء في هذا الحلف”. ويأتي تصنيع طائرات أف35- في إطار برنامج تسلح اعتبر الأكبر في التاريخ العسكري الأميركي لأن كلفته قدرت بنحو 400 مليار دولار على أمل تصنيع 2500 طائرة منها خلال العقود المقبلة. ويتمّ تصميم الـ”أف35-، التي تعتبر الولايات المتحدة مصنعها الرئيسي، بالتنسيق مع ثماني دول أخرى هي المملكة المتحدة وهولندا وكندا والدنمارك والنروج وأستراليا وتركيا وإيطاليا.

مشاركة :