روما - تغرق نافورة تريفي وهي من أهم المعالم السياحية في روما، منذ سنوات تحت المد البشري الذي يجتاحها يوميا رغم المبادرات المتكررة من السلطات الإيطالية التي تبدو عاجزة عن حل مشكلة الازدحام الكبير في الموقع. وقال رافاييل ليرات، زائر إسباني في الرابعة والأربعين من العمر “المكان يتطلب نظاما أكثر وإلا فإن الزيارة ليست ممتعة”. وتقع ساحة تريفي التي تحتضن النافورة الشهيرة العائدة للقرن الثامن عشر والمدرجة على قائمة اليونسكو للتراث العالمي، بين الأزقة في مساحة ضيقة في الوسط التاريخي للعاصمة الإيطالية ما يجعلها تختنق سريعا بفعل تدفق أفواج السياح. وثمة نحو خمسة عشر شرطيا بلديا يتولون تنظيم تدفق الزوار والسهر على التحفة الفنية الموقعة من النحات الشهير برنيني. وينبّه هؤلاء بصفاراتهم الزوار عند أي سلوك مخالف. وأشار أحد هؤلاء لسائحة تحاول تناول المثلجات عند النافورة “لا يمكنك الذهاب إلى هذه المنطقة لأن هذا الأمر قد يلحق ضررا بالرخام”. واندلع عراك قبل بضعة أسابيع بين سائحة هولندية شابة وامرأة إيطالية أميركية في الرابعة والأربعين من العمر بسبب خلاف على أحقية الوقوف في موقع استراتيجي لالتقاط صورة. وأكدت فالنتينا بالدي، إيطالية من منطقة توسكانا في الثامنة والأربعين من العمر “هذا المكان من أجمل المواقع في روما. يجب أن يتحلى الناس بثقافة أكبر وعليهم أن يفهموا أنهم أمام معلم”. ودرجت العادة بأن يرمي الزوار قطعة نقود معدنية أثناء إدارة ظهرهم للنافورة في ظل المعتقد السائد بأن هذا الأمر يضمن عودتهم إلى روما. سكان العاصمة الإيطالية يستذكرون تخريب تحفة فنية لبرنيني وهي نافورة باركاتشيا في 2015 على يد مشجعين هولنديين لفريق فينورد في إطار مباراة ضد نادي روما وأبدت بلدية روما في مواجهة العدد المتزايد من الزوار، مرات عدة رغبتها في تنظيم الدخول إلى هذه النافورة التي خضعت لأعمال ترميم انتهت أخيرا، عن طريق إقامة بوابات دخول. وأكد سال بوسكاريلو، أميركي في التاسعة والثلاثين من العمر ردا على سؤال بشأن احتمال اتخاذ هذا التدبير “ما كنا لنأتي إلى هنا لو كان يتعين علينا الانتظار في طابور”. ولم تفلت نافورة تريفي مع درجات حرارة قياسية في روما خلال شهر أغسطس الماضي، من موجة المستحمين في المواقع العامة، فقد حاول سياح كثر تقليد الممثلة السويدية الفاتنة أنيتا إيكبرغ في المشهد الشهير من فيلم “لا دولتشي فيتا” لفيديريكو فيليني. وحاول زوجان كنديان في الثلاثين من العمر في منتصف أغسطس الماضي، النزول في مياه النافورة في عز الليل قبل إبعادهما من قبل قوات الأمن. غير أن الزوجين لم يستسلما إذ نجحا في الغطس في المياه الصافية للنافورة بعد بضع ساعات ما استدعى فرض غرامة مالية عليهما قدرها 450 يورو. وليست نافورة تريفي المعلم الوحيد في روما الذي شهد مثل هذه الحالات، فقد أطلقت الشرطة الإيطالية أخيرا نداء عبر مواقع التواصل الاجتماعي لمساعدتها في التعرف على هوية مجموعة سياح ناطقين بالإنكليزية كانوا قد نزلوا إلى مياه نافورة ساحة فينيسيا. وكتبت الشرطة عبر صفحتها على موقع فيسبوك أن هذه الخطوة “تشكل نيلا خطيرا بالشعور الوطني وذكرى الموتى الذين يكرس لهم هذا المعلم”. ودفعت هذه الحادثة ببلدية روما إلى نشر عناصر من الشرطة البلدية لمراقبة النوافير في الوسط التاريخي للمدينة على مدار الساعة بعد تسجيل حوالي عشرة حوادث مشابهة في أغسطس. وأوقف عناصر الدرك الإيطالي في 2016، شبانا من العاصمة الإيطالية بعدما نزلوا إلى مياه نوافير ساحة الشعب ونشروا صورة ذاتية عبر فيسبوك توثق هذا السلوك. غير أن سكان العاصمة الإيطالية يستذكرون خصوصا تخريب تحفة فنية أخرى لبرنيني هي نافورة باركاتشيا في 2015 على يد مشجعين هولنديين لفريق فينورد في إطار مباراة ضد نادي روما.
مشاركة :