مزارع النخيل مقصد الحجاج في المدينة النبوية

  • 9/1/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

استغل الحجاج وجودهم في المدينة المنورة بعد أداء فريضة الحج، في زيارة عدد من الأماكن التي يعدّونها أثرا ولمسة من لمسات النبوة، تعيد خيالهم إلى الماضي، ليعيش الحاج لحظات تاريخية وإيمانية، مثل مزارع النخيل الموزعة في المدينة المنورة. تمور المدينة قال عدد من الحجاج الذين صادفتهم «الوطن» في عدد من مزارع المدينة المنورة، إن «أجمل ما في المدينة المنورة هذه الأيام تزامن قطاف التمور مع موسم الحج، مؤكدين أنهم يستمتعون بأجواء مزارع النخيل، ويحرصون على أخذ تمور المدينة بأنواعها هدايا لذويهم وأحبابهم عند عودتهم إلى بلادهم. هدية الحاج أوضح الحاج الجزائري محمد المهدي لـ«الوطن»، أن «الحجاج يحرصون على زيارة مزارع المدينة المنورة، للاستمتاع بأجوائها وشراء التمور التي تشتهر بها المدينة المنورة، والتي تمتاز بمذاق طيب وسمعة جيدة لدى المسلمين في جميع أنحاء العالم، وهو ما يشجعهم على شرائها وإهدائها للأهل والأصدقاء». بركة المدينة يذكر المزارع عبدالله العوفي، أن «وجود مزارع التمور في المدينة المنورة أعطى المنطقة بُعدا سياحيا، فأصبحت وجهة مفضلة للحجاج والمعتمرين، إذ يعدّ كثيرون أشجار النخيل مصدر بركة لأنها في بلد الحبيب، وقد تحوّلت هذه المزارع بدعم الجهات المعنية بالسياحة، مؤخرا، إلى مناطق جذب سياحي، يترجم المكانة المميزة للمدينة المنورة في مجال المحافظة على الأصالة والتميز»، مشيرا إلى أن مزارع النخيل من الأماكن المفضلة لدى الحجاج وزوار طيبة، لأنها تذكّرهم بملحمة العطاء والوفاء للأرض الطيبة. ذات نخل يقول الباحث في تاريخ المدينة المنورة عبدالله كابر، إن «النخلة هوية المدينة النبوية، وكانت حاضرة في الرؤية التي رآها النبي -صلى الله عليه وسلم- في الهجرة النبوية خلال هجرته إلى المدينة، كما ورد في الحديث «إِنِّي أُرِيتُ دَارَ هِجْرَتِكُمْ ذَاتَ نَخْلٍ»، حتى عد علماء التاريخ أن من أسماء المدينة المنورة «ذات نخل»، كما ذكر المؤرخ الإمام السمهودي في مؤلفه عن تاريخ المدينة «وفاء الوفاء»، لذلك فإن الزوار والحجاج يحرصون على تتبع الأثر النبوي، خصوصا بعد اطلاعهم على دواوين السنّة وأحداث السيرة، ووجدوا ضمن تكوينها مزارع النخيل». 3 جهات أضاف كابر، إن «كثيرا من الحجاج لديهم صوره ذهنية عن المدينة المنورة بأنها ذات نخل، فيتمنون أن يقفوا على مزارع النخيل بالمدينة، ويأكلوا من ثمرها، كونها أحد أهم رموز أرض الهجرة التي اختارها الله لنبيه محمد». وأوضح كابر، أن «3 جهات حكومية تعمل بتوجيه من أمير المدينة المنورة الأمير فيصل بن سلمان، للعناية بمزارع المدينة المنورة والاستفادة منها سياحيا، وهي: هيئة تطوير المدينة المنورة، وهيئة السياحة والتراث الوطني، ووزارة الزراعة، وقد قامت تلك الجهات بتفعيل دور مزارع المدينة سياحيا، وفتح المجال لملاك المزارع والراغبين في الاستثمار السياحي، لتوظيف دور المزرعة التنموي والسياحي، لتكون نقطة جذب سياحي، إضافة إلى الاهتمام بالمسطحات الخضراء في زمن زحف العمران بشكل يهدد غياب النخلة رمز المدينة النبوية». وأكد أن «قيام الجهات المختصة بتنفيذ كثير من المشاريع التطويرية لمزارع النخيل في المدينة المنورة يسهم في إبراز الصورة المميزة لطيبة، ويبرز الإمكانات التي تملكها كوجهة مهمة للسياحة». دعم سياحي يذكر أن الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بالمدينة المنورة، دشنت مؤخرا أول مزرعة ضمن برنامج السياحة الزراعية «أرياف». وأوضح المدير العام لفرع الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بمنطقة المدينة المنورة، المهندس فيصل خالد المدني، أن «مشروع السياحة الزراعية «أرياف» ضمن مبادرات الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، لتطوير صناعة السياحة الوطنية المرتبطة بالزراعة، إذ تسعى الهيئة خلال هذا الاتجاه إلى زيادة الرحلات السياحية للمناطق الريفية والزراعية في المملكة، لما يتحقق منها من عوائد اقتصادية واجتماعية على المواطنين في تلك المناطق». وأبان أن «منطقة المدينة المنورة تحتضن كثيرا من المزارع التي تستوجب المحافظة عليها والاهتمام بها»، مشيرا إلى أن المبادرة تهدف إلى تطوير البرامج والأنشطة السياحية في المزارع، ورفع وتعزيز الجانب المعرفي لزائري المنطقة، وتنمية الحركة السياحية، وتوفير موارد مالية إضافية لملاك المزارع، وتوفير مزيد من فرص العمل للمواطنين

مشاركة :