أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور أسامة بن عبدالله خياط المسلمين بتقوى الله حق تقاته، والإنابة إليه، وطلب مرضاته. وقال في خطبة (الجمعة) أمس، إنَّ وقوفَ حاجِّ بيت الله في مقام الشكر لله ربّ العالمين على مـا منّ به سبحانه من نِعمٍ جليلة، يأتي في الطليعة منها بعد نعمة الإسلام التوفيقُ إلى قضاء المناسك، والفراغ من أعمال الحجّ والعمرة، في صحةٍ وسلامةٍ، وأمنٍ وصَلاحِ حال؛ حقٌّ واجب، وفرض متعيّن عليه إذا أراد استبقاءَ النعمة، واستدامة الفضل، واتصالَ التكريم، ذلك أنّ الشكرَ موعود صاحبُه بالمزيد. ولفت إلى أنّ الحسنةَ في الدنيا كما قال الإمام ابن كثير رحمه الله تشمل كلَّ مطلوب دنيويٍّ من عافيةٍ ودار رحبة وزوجةٍ صالحة ورزق واسع وعلمٍ نافع وعمل صالح ومركبٍ هنيّ وثناء جميل، وأمّا الحسنةُ في الآخرةِ فأعلاها النظرُ إلى وجه الربِّ الكريم الرحمن، ودخولُ جنّاتِ النعيم والرِّضوان، والأمنُ من الفزع الأكبر في العَرَصات، وتيسيرُ الحساب وغيرُ ذلك من أمور الآخرة الصالحة التي يمنُّ الله بها على أهلِ جنّته ودار كرامته، وأمّا النجاةُ من النارِ فهو يقتضي تيسيرَ أسبابها في الدنيا من اجتنابِ المحارم والآثام، وتركِ الشبهات والحرامِ. وأكد أنه لهذا لم يكن عجباً أن كـانت هذه الدعوةُ الطيبة المبارَكة أكثرَ ما كان يدعو بـه النبيُّ صلى الله عليه وسلم، كما جاء في الحديث الذي أخرجَه الإمام أحمد - رحمه الله - في مسنَده بإسناد صحيح عن عبدالعزيز بن سهيل أنّه قال: سألَ قتادةُ أنَساً عن أكثر ما كان يدعو به النبيُّ صلى الله عليه وسلم فقال: يقول: «اللّهمّ ربّنَا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنةً، وقنا عذاب النار»، وكان أنسٌ إذا أراد أن يدعوَ بدعوةٍ دعا بها، وإذَا أراد أن يدعوَ بدعاءٍ دعا بها فيه. وتساءل كيفَ سيكون حال حاج بيت الله فيما يستقبِل من أيام عمُره بعد أن منَّ الله عليه بإتمامِ حجِّه؟! وهل سينكُص على عقِبَيه فيتردَّى في وهدَةِ الشـركِ بالله تعالى بعد إذ أنار الله فؤادَه وأضاء جنَباتِ نفسِه وكشَفَ عنه غطاءَ الجهالاتِ الجاهلة والضلالاتِ الضالّة، فوجهه سبحانه للطّواف ببيته الحرام، وحرَّم عليه الطوافَ بأيِّ شيءٍ آخر سواه؟ وفي المدينة المنورة، أكد إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ الدكتور علي بن عبدالرحمن الحذيفي أهمية أداء العبد الحقوق الواجبة عليه، بدءاً بحق الله عليه بصرف العبادة لله وحده، وعدم الإشراك به، وكذلك الحرص على أداء حقوق الوالدين ببرهما والإحسان إليهما. وقال في خطبة (الجمعة) أمس، إن أداء الحقوق الواجبة على العبد نفعها في آخر الأمر يعود إلى المكلّف بالثواب في الدنيا والآخرة.
مشاركة :