عبر عدد من مسئولى المؤسسة الدفاعية والأمنية فى إسرائيل عن مخاوفهم من تداعيات سعى الإدارة الأمريكية لتفكيك إنهاء عمل وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا واعتبروا أن نجاح واشنطن فى ذلك قد يعزز من نفوذ حركة "حماس" فى قطاع غزة ويعزز من أنشطتها بما يشكل تهديدا للأمن الإسرائيلي .ونقلت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل " عن خبراء عسكريين اسرائيليين قولهم ان التخفيض الكبير فى موازنة الأونروا سيخلق حالة من الفراع على صعيد تقديم الخدمات الأساسية فى قطاع غزة الذى يعتمد غالبية ساكنيه على مساعدات الوكالة فى توفير الغذاء والدواء والخدمة التعليمية ، ونبهوا الى ان حماس قد تستغل حماس المناخ الناتج عن انتكاس تلك الخدمات الحيوية فى تشديد قبضتها على قطاع غزة .وبحسب المصادر الاسرائيلية فقد تصاعدت تلك المخاوف فى اعقاب اعلان الولايات المتحدة فى الخامس والعشرين من الشهر الماضى عن الغاء مساعدات بقيمة 200 مليون دولار امريكى كانت تقدم للفلسطينيين عبر الأونروا .وبحسب قناة " هاداشوت " التليفزيونية الاسرائيلية تخطط الادارة الامريكية لاعادة النظر فى اعداد اللاجئين الفلسطينيين المدرجين على قوائم مساعدات الأونروا والتمييز بين الجيل الأول من اللاجئين وذويهم من الابناء ، وكشفت القناة التليفزيونية الاسرائيلية فى تقرير معمق عن مساع من جانب ادارة ترامب لدى اسرائيل لكى تعيد النظر فى تفويض العمل الممنوح لموظفى ومكاتب الأونروا فى الضفة الغربية واعتبرت ان الهدف من ذلك هو إعاقة القنوات الشرعية لإيصال المساعدات المقدمة من الدول العربية الى الأونروا فى الضفة.وأشارت القناة التليفزيونية الاسرائيلية الى احتمالات اقدام الادارة الامريكية على اعلان سياسة جديدة خلال الشهر الجارى بشأن " حق العودة " للفلسطسنيين ، لكن مسئولين فى وكالة الأمن القومى الأمريكية – الذين لم ينفوا الأمر – أكدوا للقناة ان ذلك سيبقى رهن التوقيت المناسب من وجهة النظر الامريكية للإعلان عنه .ويشكل حق العودة احد محاور الخلاف بين الفلسطينيين وبين اسرائيل ضمن قضايا الحل النهائى وفى هذا الصدد توقعت القناة التليفزيونية الاسرائيلية الا يتعدى من ستعترف بهم الولايات المتحدة - وفق رؤيتها المرتقبة - كلاجئين نصف مليون فلسطينى يشكلون الجيل الأول من فلسطينيي الشتات ، ويناقض ذلك تعريف صفة اللاجىء الفلسطينى الذى تعتمده الأمم المتحدة والذى يمتد للأباء الاصليين ( الجيل الأول ) ونسلهم الممتد وهو الأساس المرجعى لتقدير اعداد اللاجئين الذى تعمل " الأونروا " بموجبه منذ نشأتها عام 1949 و تقديم خدماتها الصحية و الاجتماعية للاجئين الفلسطينيين فى الضفة الغربية وغزة والاردن ولبنان وسوريا .وبحسب صحيفة " تايمز اوف اسرائيل " يعد رئيس الوزراء الاسرائيلى بنيامين نيتانياهو من الداعين لتفكيك " الأونروا " بل واتهمها فى يوليو الماضى بالتحريض ضد اسرائيل، كما اتهم نيتانياهو " الأونروا " بالسعى عمدا الى اطالة أمد معاناة الفلسطينيين لتبرير استمرارها على قيد الحياة .
مشاركة :