الفنانة وفاء عامر القاهرة: سها الشرقاوي* في بداياتي الفنية كنت أعتقد أنني من الممكن بعد عام واحد أن أكون في حجم سيده الشاشة «فاتن حمامة». * «نسر الصعيد» لا يحسب لي.. بطله محمد رمضان، وشاركت فيه بعد شهر من التصوير. * هناك أعمال فنية شاركت فيها في بداياتي لم أكن راضية عنها، وقمت بتجسيد شخصيات مضطرة بسبب الاحتياجات المادية. شاركت الفنانة المصرية وفاء عامر في الموسم الدرامي الأخير بمسلسل «نسر الصعيد» أمام الفنان محمد رمضان، حيث جسدت شخصية الصعيدية «صالحة»، كما شاركت أيضا في فيلم «كارما» الذي عرض ضمن السباق السينمائي هذا الصيف. في حوارها مع «المجلة» عبرت عامر عن سعادتها بردود الأفعال الإيجابية حول العملين الدرامي والسينمائي، مؤكدة أنها محظوظة هذا العام، كما تحدثت عن أحدث مشاريعها الفنية خلال الفترة المقبلة… وإلى أهم ما جاء في الحوار…* ماذا عن ردود الأفعال حول عملك الدرامي الأخير «نسر الصعيد»؟ – الحمد لله… ردود الأفعال كانت أغلبها إيجابية خاصة من المجتمع الصعيدي الذي تابع العمل كاملا، كما وصلتني إشادات عبر شبكات التواصل الاجتماعي وتم الثناء على أدائي لدور الصعيدية، بل وطالبوني بالمشاركة في أعمال صعيدية مرة أخرى، وأعتبر هذا العمل من أهم أعمالي التي جذبتني قصتها، لأنها قريبة من البيت المصري وشعرت بأنها ستجذب المشاهدين وسيرتبطون بشخصيات العمل وخاصة شخصية صالحة التي جسدتها وهي السيدة الطيبة التي تظهر قسوتها أحيانا للحفاظ على بيتها وأسرتها، وهي شخصية لم أجسدها من قبل رغم أنني قمت بعدة أعمال باللهجة الصعيدية، وما يهمني تأثير الدور في العمل والرسالة التي أقدمها، فتلك المعايير هي أساس اختيار لأدواري.الفنانة وفاء عامر* لكنك قدمت شخصية الأم الصعيدية من قبل، فما الفرق بينهما؟ – قدمت الشخصية الصعيدية بأشكال مختلفة، سواء كانت السيدة الفقيرة أو من مستوى اجتماعي مرتفع، فالفنان القوي يمتلك الكثير من الأقنعة وما زلت في مرحلة التعليم ولا أستطيع أن أقول إنني ممثلة قوية، لا أريد التحدث عن الاختلاف بين الأدوار بقدر ما أريد الحديث عن حبي لدور الصعيدية وأمنيتي بتجسيد الكثير من الشخصيات الصعيدية المختلفة، فهما يتميزان بـ«الجدعنة» التي تتمثل في الكثير من المواقف منها أنها تذهب بابنها للجيش بيديها وتستقبل أي خبر بمنتهي القوة، فكل شخصية أقوم بأدائها أعيش معها بشكل حقيقي وترهقني وتتعبني في الوصول إلى الشكل النهائي لها، فكل شخصية «يطلع لها عفريت» وإحساس يظهر معي في الشخصية، فقد قدمت دور الصعيدية في «أبو هيبة» ولكنها شخصية مختلفة حيث كانت أشيك ومعها زوجها وتغار عليه، ومع نجم كبير هو الراحل محمود عبد العزيز. ولن أنسى هذه التجربة بسبب إنسانياتها العالية.* ما الفرق بين الوقوف أمام الراحل محمود عبد العزيز والفنان محمد رمضان؟ – بالتأكيد جيلان مختلفان تماماً ليس من ناحية الأحسن والأسوأ، لكن كل جيل له نكهته الخاصة ولا يوجد فروق كبيرة بين الجيلين فالذي يريد النجاح والتفوق يجتهد ويحصل عليه. محمد رمضان فنان مجتهد في شغله ولذلك وصل للنجومية والفنان محمود عبد العزيز نجم كبير وتاريخ والعمل معه كان متعة.* ماذا عن اللهجة الصعيدية؟ – لم أقابل عقبات في اللهجة رغم اختلاف طريقة محافظه قنا التي تدور فيها أحداث المسلسل في الكلام عن باقي المحافظات، وساعدنا في إتقانها الاستعانة بمصحح لغوي من محافظة قنا بصعيد مصر.* ماذا عن المشهد الذي تم حذفه من «نسر الصعيد» وتعرضت بسببه لانتقادات وهجوم حاد من الجمهور؟ – المشهد كتب من قبل مؤلف العمل محمد عبد المعطي، ولم نر فيه أي جرأة وقت التصوير، وقبلت تجسيده كنوع من المصداقية، لكن بعد غضب الجمهور تم حذفه احتراما لهم وانتهى الأمر، وفوجئت بعد ذلك بعرضه على اليوتيوب وربنا يسامح من قام بإخراجه وعرضه مره أخرى، ولا أعلم حتى الآن لماذا تم عرضه، وتفاجأت به لعلمي بأن المخرج حذفه وحزنت كثيرا من هذا الفعل.* لماذا قبلتِ تجسيد المشهد من البداية؟ – بصراحة.. تم تصويره في نهاية اليوم. لم يأخذ أي وقت في التصوير، كما لم أشاهده في المونتاج. لم أتخيل أنه سوف يخرج بهذا الشكل ولم أكن أفهمه، ولذلك أعتذر للجمهور الذي شاهده وكان يجب مراعاة حرمه شهر رمضان الذي عرض فيه، وكنت أرى أنه ما كان يجب أن يعرض على أي وسيله من وسائل الإعلام لأن المخرج قام بحذفه.* ماذا عن مشكلة التتر (عرض أسماء أبطال العمل) والشجار الذي حدث بسببه في مسلسل «نسر الصعيد» مع الفنانة التونسية درة؟ – المشكلة هي اعتراضها على كتابه اسمي قبل اسمها على «تتر العمل»، ولكن يسأل عن هذه الأزمة منتج العمل، لكنني أعذرها، فقد رأت نفسها مشهورة، شاركت في مسلسل بدور بطولة، فعندما كنت في بداياتي الفنية كنت أعتقد أنني من الممكن بعام عمل واحد أن أكون في حجم سيده الشاشة «فاتن حمامة»، بعد ذلك فهمت أن المشوار طويل لذلك أعذر «درة» ومن الممكن أنها لم تكن تقصد خلق مشكلة. أنا أسامح في ذلك، وراضية، وقلبي أبيض، وفيما بعد قالت لي إنها لم تقصد ما حدث والموضوع انتهى بالنسبة لي، لم يكن لي دور في كتابة الأسماء، فهذا من اختصاص المنتج والمخرج، بحكم معرفة الأصول. عندما يوضع اسمي في أي عمل، بجانب أستاذ، وأقدم مني، فأنا أكبر به، ويسعدني ذلك.* هل اختياراتك في الدراما التلفزيونية ستتغير بعد نجاح مسلسل «نسر الصعيد»؟ – «نسر الصعيد» لا يحسب لي. بطله محمد رمضان، وشاركت فيه بعد شهر من التصوير، وكنت أتمنى أن أكون معهم منذ البداية، ولكن كان لدي مسلسل آخر للمؤلف ناصر عبد الرحمن الذي تعاونت معه من قبل في «جبل الحلال»، إلا أنه توقف لظروف إنتاجية، وكان لدي ظروف خاصة فاعتذرت بعد قراءة عدد من الحلقات ثم أسند لبطلة أخرى وهي الفنانة سلوى خطاب، ولكنها أصيبت في قدميها، ثم اتصل بي الفنان محمد رمضان وطالبني بالموافقة على العمل مرة أخرى فوافقت بعد أن اتصلت بزميلتي سلوى خطاب وتأكدت أنها لن تستطيع أن تؤدي الدور واستأذنت منها لأداء الدور وهذا ما تعلمته من كبار النجوم.من كواليس مسلسل «نسر الصعيد»* ما رأيك في أن الموسم الدرامي هذا العام اتسم بقلة عدد المسلسلات مقارنة بالأعوام السابقة؟ – قله عدد الأعمال لم تكن المشكلة هذا العام، فهذا في صالح الجمهور، فالمشاهد في الأعوام السابقة لم يستطع متابعة كم المسلسلات الكبير الذي يعرض كل عام ولم يتمكن من الحكم عليه بشكل دقيق، وهذا الموسم كان مضبوطا إلى حد كبير من حيث الكم في المسلسلات، وعلى المستوى الشخصي لو تتوفر لي المشاركة في أعمال فنية بعيده عن شهر رمضان، لكان أفضل بكثير، ولا أتمنى العمل في رمضان رغم أنه خسارة للمنتج، لكن نحتاج إلى جهات إنتاجية تحافظ على المستوى الإعلاني لكي لا يخسر المنتج، ويتم عمل موسم موازٍ للموسم الرمضاني، لكي يعمل الفنان وهو مبسوط، ويتم عمل الدعاية اللازمة للأعمال وأتمنى العمل خارج المارثون الرمضاني وقد حققت النجاح في مسلسلات كانت تذاع في غير شهر رمضان.* هل تقبلين مشاركة فنانين في أعمال فنية دون شروط مسبقة؟ – بالتأكيد.. لكن هؤلاء الفنانين رحلوا عن دنيانا. ومن هؤلاء الراحل محمود عبد العزيز، أما الجيل الحالي فأنا أجربه في البداية، ثم أحكم عليه بعد ذلك.* لماذا لم تشاركي في عمل فني حتى الآن من بطولتك؟ – لا يهمني أن يكون لدي عمل فني من بطولتي، لكن يهمني أن أكون موجودة من أجل حبي للفن وأن يكون الممثل الذي أمامي مثلي وأن يكون المخرج مؤمناً بموهبتي وأن يكون وجودي من خلال نص جيد، فخسارة الوقت الذي أضيعه خارج البيت في عمل لا يرضيني حتى مع حب الناس لي ولأدواري، وبطبعي طماعة في شغلي، وأحب أن أعمل شيئا مختلفا وممتازا.* ماذا عن مشاركتك في فيلم «كارما» الذي يعرض حاليا بدور العرض السينمائي المصرية؟ – أظهر كضيفه شرف، وأقوم بدور امرأة شعبية ترفض بيع بيتها ويحاولون إخراجها منه بالقوة ثم تقوم بتنظيف الحارة وتصر على الوجود والعيش فيها. وشخصيتي في العمل تحمل رسالة فتؤكد من خلال الحارة التي ترمز إلى مصر خلال أحداث العمل؛ إننا لا ننظفها لكي نهجرها ونتركها، ولكن ننظفها لكي نعيش فيها. وتكفيني هذه الجملة لأن أقوم بها. وجسدت ذلك من قبل في فيلم «كف القمر».. نفس المعنى مع اختلاف الرسالة فكان دوري رمزًا للوطن العربي المفكك. دائما أسعى لعدم تكرار أدواري خاصة أن المخرج خالد يوسف يحرص على الأعمال الهادفة، فأفلامه جميعها تحمل مضمونًا ورسالة مهمة للمجتمع، و«كارما» عوده قوية له بعد سنوات من الغياب.* ماذا عن عملك الدرامي «السر»؟ – انتهيت من تصويره منذ عده أشهر، والعمل في مرحلة التسويق لأكثر من قناة فضائية، وأجسد في هذا العمل نموذج للمرأة المصرية المطحونة التي تعمل وتكد بحثا عن لقمه العيش، ويشارك في العمل الكثير من النجوم منهم الفنان حسين فهمي ومايا نصري وريم البارودي ومن تأليف حسان موسى وإخراج محمد حمدي وأتوقع أن يحقق نجاحا كبيرا بمجرد عرضه.* ماذا عن الشخصيات التي ما زلتِ تحلمين بتجسيدها؟ – أتمنى أن أؤدي شخصية المرأة السيناوية ونحن مقصرون في حقها، فهذه المرأة العظيمة أعطت من حياتها وعمرها لأبنائها وقدمت الشهداء، فليس كل أهل سيناء يبيعون بلدهم للإرهاب، فهناك منهم «جدعان» ولديهم وطنية. وهناك نماذج يجب أن نضعها في الحسبان، وأيضا أريد من الفن أن يقترب من عمل الرجل السيناوي الذي لا يقبل بالخيانة فهؤلاء رجال عظماء ولم يأخذوا حقهم في الدراما. كذلك أتمنى تجسيد قصة حياه العالمة المصرية «سميرة موسى»، فتحية لكل عالم لم يأخذ حقه وتم اغتياله، وتم وعدي بتقديمها، وأمنيتي تقديمها لأنها قصة كفاح لها أحاسيس عظيمة ويوجد لها الكثير من الجوانب الإنسانية والخفايا التي لم تظهر بعد ولكن عملا كهذا يحتاج لكاتب بحجم الكاتب الراحل محفوظ عبد الرحمن، مرة أخرى.الفنانة وفاء عامر* هل توافقين على تقديم عمل فني خاص بالإنترنت فقط «الديجيتال»؟ – منذ متابعة مواقع الإنترنت كنت أتوقع أنه سيأتي يوم وسيتم فيه تخصيص أعمال للديجيتال، وكنت من أوائل من قالوا ذلك، بدليل أنه الآن أصبحت هناك إعلانات على الأعمال التي تعرض على الإنترنت دون توقف، لذلك أتحمس لدخول تجربة من هذه النوعية ليس لدي مشكلة بشرط أن يكون عملا مميزا، لدي مشروع أعكف على قراءته لو تم إنتاجه بشكل صحيح سوف يحقق نجاحا مدويا، وهي فكرة لابن زوجي وزوجته المنتج محمد فوزي، فقد عرضت علي الفكرة وأعجبتني لكنها تحتاج إلى وقت للتنفيذ، وجرأة من الإنتاج، وتحتاج إلى ميزانية كبيرة، ففكرته مختلفة، لكنني لا أريد التحدث عنها الآن قبل تنفيذها، لو تم تنفيذها فسوف تضيف لرصيدي الفني. جمهور الإنترنت كبير ومختلف وصعب إرضاؤه، لكن جمهور الشاشة الصغيرة سيظل موجودًا.* هل أنت راضية عن مسيرتك الفنية حتى الآن؟ – بالتأكيد.. هناك أعمال فنية شاركت فيها في بداياتي لم أكن راضية عنها، وقمت بتجسيد شخصيات مضطرة بسبب الاحتياجات المادية، ولم يكن لدي رفاهية الاختيار. كان تفكيري في ذلك الوقت محدودا وليس لدي خبرة، أما الآن فأصبح لدي شروط في العمل الذي أقوم به، رغم ذلك لا أريد محو أي عمل لي فتعلمت من كل تجربة، وكل تجربة بالتأكيد أضافت لي حتى لو كانت غير مرضية لي الآن، وأي عمل فني شاركت فيه ساهم في وجودي على الساحة الفنية بقوة، فمن الممكن أن يكون هناك أخطاء في حياة الإنسان ولكن في النهاية غير محظوظ من لا يتعلم من أخطائه.. هذا ما تعلمته من الحياة.* لماذا رفضت المشاركة في فيلم «قرمط بيتقرمط»؟ – لم أرفض بل اعتذرت، نظرًا لارتباطي بتصوير مسلسل «هجرة الصعايدة» الذي توقف فيما بعد، لكن كنت أتمنى أن أشارك الفنان أحمد آدم العمل، لاعتزازي بصداقته وكنت أتشرف بالعمل معه.* ماذا عن مشاريعك الفنية القادمة؟ – هناك مشروع سينمائي مع المخرج المتميز «خالد يوسف» وسيكون في حجم فيلم «كف القمر» الذي عرض منذ سنوات، ولكنه مختلف في المضمون.
مشاركة :