تصدر الرئيسان الأميركيان السابقان باراك أوباما وجورج بوش الابن المشيعين، أمس، في مراسم وداع السناتور جون ماكين بطل حرب فيتنام والمرشح الرئاسي السابق الذي أحبط الرجلان محاولاته للوصول إلى البيت الأبيض. وفي الطريق إلى كاتدرائية واشنطن الوطنية، توقف موكب تشييع ماكين أحد أشهر الأسرى الأميركيين في الحرب عند النصب التذكاري للمحاربين الذين خاضوا حرب فيتنام، حيث وضعت زوجته سيندي إكليلا من الزهور على الجدار الغرانيتي الأسود الذي يحمل أسماء ما يربو على 58 ألف جندي أميركي قتلوا في الحرب. وانضم إلى أوباما الديمقراطي وبوش الجمهوري رؤساء أميركيون سابقون آخرون وأعضاء في مجلس الشيوخ ومسؤولون من حقبة حرب فيتنام وآخرون، معبّرين عن تقديرهم لرجل الدولة الذي توفي يوم 25 أغسطس الماضي، نتيجة إصابته بسرطان المخ قبل أيام من إتمام عامه الثاني والثمانين. وغاب عن المشهد الرئيس دونالد ترامب، الذي خاض على مدى السنوات الثلاث المنصرمة خلافا علنيا مع ماكين زميله في الحزب الجمهوري. وكانت عائلة ماكين قد أوضحت أن ترامب غير مرحّب به في المراسم الكنسية في ولايتي أريزونا وواشنطن، أو حتى أثناء عملية الدفن الخاصة اليوم، في أنابوليس بولاية ماريلاند في الأكاديمية البحرية الأميركية، التي تخرج فيها ماكين عام 1958. وسُجّي جثمان ماكين في مبنى الكونغرس منذ صباح أمس الأول، وقدم له التحية ساسة من جميع الأطياف، وألقى المشيعون نظرة أخيرة على النعش الملفوف بالعلم الأميركي. وداخل كاتدرائية واشنطن الوطنية، التي استغرق بناؤها 83 عاما، وهي سادس أكبر كاتدرائية في العالم، استمع الحضور لهنري كيسنغر وزير الخارجية الأسبق البالغ من العمر 95 عاما، والذي لعب دورا محوريا في حرب فيتنام. وأمس الأول أيضاً، وفي مشاهد مؤثرة، شاركت روبرتا ماكين، والدة السناتور الراحل البالغة من العمر 106 سنوات، في مراسم تكريم ابنها التي أقيمت في مقر الكابيتول بواشنطن. ودخلت روبرتا إلى مقر المراسم قبل الساعة الحادية عشرة صباحا في اليوم الممطر، وجلست في الصف الأمامي مرتدية قميصاً بخطوط سوداء وبيضاء، قبل أن يتم جلب تابوت ابنها المغطى بالعلم الأميركي، وبكت فوق النعش. وحضر المراسم نائب الرئيس مايك بنس، والسيدة الثانية كارين بنس، اللذان تبادلا عبارات المواساة مع روبرتا فور وصولهما. وأصيبت روبرتا بجلطة دماغية قبل سنوات جعلت من الصعب عليها الحديث، لكن السناتور الراحل، أكد في خطاب نشر هذا العام أن والدته بقيت محتفظة بحيويتها التي تمثل قوتها الطبيعة، وأنها لا تزال تحتفظ بـ "بريق عينيها المميز". على صعيد آخر، أعلن البيت الأبيض الجمعة أن دونالد ترامب سيشارك في باريس في 11 نوفمبر في إحياء الذكرى المئوية لانتهاء الحرب العالمية الأولى، في جولة ستقوده أيضاً إلى إيرلندا. وفي نهاية نوفمبر سيشارك ترامب في قمة مجموعة العشرين في بوينس إيرس، في رحلة ستقوده أيضاً إلى كولومبيا. وخلافاً للعام الماضي سيغيب الرئيس الأميركي هذا العام عن قمتي آبيك وآسيان المقررتين في نوفمبر واللتين سيمثّله فيهما نائبه مايك بنس. وبحسب الرئاسة الأميركية فقد انتدب ترامب نائبه لتمثيله في كل من اجتماع منتدى رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) المقرر في سنغافورة بين 11 و15 نوفمبر، وكذلك في منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ (آبيك)، الذي سيجري في بابوازيا-غينيا الجديدة بين 12 و18 نوفمبر.
مشاركة :