--> يتساءل كثير من المعلمين والمهتمين بالشأن التربوي: أين ذهبت هيبة المعلم؟ والجواب يتلخص في أن هذه الهيبة موجودة بصورة أكثر تحضراً في بعض المحاضن التربوية، واختفت من الوجود نهائياً في محاضن تربوية أخرى، وهو ليس اختفاء بل إخفاء قسريا تلوثت به أيدي أكثر من جهة، ومنها المعلمون أنفسهم وللأسف، وسأستعرض من خلال هذا المقال مجموعة من النقاط التي تعين المعلم على استعادة هيبته المفقودة فهو الأولى والأحوج! عزيزي المعلم! - كن واقعياً وكفى بكاءً على الأطلال، فطالب اليوم ليس طالب الأمس، وأسرة اليوم ليست أسرة الأمس، وتحديات اليوم ليست تحديات الأمس، وبدلاً من ترداد أسطوانة: (يوم كنا طلاب!) استبدلها بما هو أفضل وأنجع (كيف أطوّر قدراتي بحيث أواكب تغيرات هذا الزمن المتسارعة؟) - اجعل أخوّتك لطلابك أو أبوّتك لهم - كما هي وطنيتك - حقيقية وليست زائفة، عش همومهم واسعى في حل مشاكلهم، وتواصل معهم تواصل الأخ المحب الشفيق حتى خارج المدرسة، فأنت بحاجة إليهم كما هم بحاجة إليك! - اجلس في مدرستك وأعط وقتك لطلابك، ولا تستغل أي وقت فراغ للهروب من المدرسة، أو تحويل حصتك إلى وقت للتغريد أو ملاحقة قروبات الواتساب! - تعامل مع طلابك كبشر لهم مشاعر وأحاسيس كما كنت أيام الدراسة، وابتعد عن الكلمات والممارسات التي تشعرك بنشوة وقتية ولكنها تدمر شخصياتهم أو تعلّق بهم أوصافا لا تزول عنهم طوال العمر! - لا تشغلهم بتعصبك الرياضي وتقسّم الصف على حسب ميولك الرياضية أو القبلية! ولا ترسلهم ليحضروا علبة سجائرك من السيّارة! ولا تسابقهم على الأماكن غير المحجوزة في مقهى الشيشة! باختصار كن قدوة حسنة واستر عيوبك عنهم واعمل على علاجها! - لا تستبدل العاجل بالباقي، ولا الأدنى بالذي هو خير! فالحب الوقتي الذي تسعى لبنائه في نفوس الصغار، من خلال حذف بعض المقرر الدراسي! أو عمل ملخصات نهاية العام! أو غش بعضهم من خلال تغشيشهم في قاعات الاختبار! كلها تظهر لك حبهم لا إعجابهم في الوقت الحالي، ولكنها تزرع جذور كراهيتك في المستقبل عند كبر سنهم ونضج عقولهم ورؤيتهم لزملائهم الذين جدوا واجتهدوا ودرسوا فنالوا! - لا تتعامل مع طلابك كشخص يائس محطّم! باحث عن التكريم بالشهادات الورقية - مع أنك تستحق -! فنجاحك الحقيقي بنجاحهم، وتقديرك الذهبي بتلك الكلمات الصادرة من قلوبهم عندما يرونك وقد شقوا طريقهم في ميادين الحياة! هنا سيقوم العقلاء للمعلم ويوفوه التبجيلا! shlash2020@twitter مقالات سابقة: شلاش الضبعان : -->
مشاركة :