تخبط المشهد الفلسطيني

  • 9/2/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

علي قباجه أن تأتي الآن خير من أن تأتي متأخراً، أو ألا تأتي أبداً، ربما هذا حال المشهد الحالي، إذ لا فائدة من إدراك الحقائق بعد فوات الأوان، لكن كما يقال ليس بالإمكان أفضل مما كان، فأخيراً توصلت قيادات «أوسلو» الفلسطينية إلى نتيجة حتمية، مفادها، فشل الخيار التفاوضي، والاقتناع التام بانحياز الولايات المتحدة- الوسيط والراعي التاريخي للتسويات- بخيله ورَجلِه إلى جانب الاحتلال، واضعاً كل طاقاته العسكرية والسياسية والاقتصادية في خدمة حكومة «إسرائيل»، التي يقودها «بيبي» كما يطيب للرئيس الأمريكي أن يصف نتنياهو، والتذلل له والتقرب منه. فهل تتجه هذه القيادات إلى خيارات أخرى؟ أم ستبقى حبيسة الركون إلى الواقع، على أمل العطف عليها؛ للحصول على فتات لا يُسمن ولا يغني من جوع؟ السلطة الفلسطينية تلقت الصفعة تلو الأخرى، وحطم البيت الأبيض كل أحلامها، محولاً إياها أضغاث أحلام، وأدركت أن المراهنة عليه وهم وعبث، واتخذت لأجل ذلك سلسلة من القرارات، أولها مقاطعة واشنطن واستبعادها من المفاوضات (ولم تلتزم)، وثانيها وقف التنسيق الأمني مع الاحتلال، والعمل على إلغاء الاتفاقات، التي وُقعت مع «إسرائيل»، والتنصل منها، من خلال قرارات صدرت في اجتماعات مجالس منظمة التحرير، و(لم تلتزم بها) أيضاً. ومع ضبابية مواقف القيادة الفلسطينية في التعامل مع الأحداث الأخيرة، التي تأتي في مرحلة حرجة من عمر القضية الفلسطينية، فإنه في المقابل لا تفتأ الولايات المتحدة تكيل الطعنات لفلسطين وأهلها، فتهويد القدس ونقل السفارة إليها لم يشبع نهمها، بل أتبعت ذلك بهجوم شرس على الفلسطينيين، وعملت على محاربة وتسخيف ركائز القضية، بدءاً من القدس إلى اللاجئين والأرض. فبعد أن منح ترامب القدس «هدية» للاحتلال، وأخرجها من دائرة مفاوضات الحل النهائي كما قال، بدأت معركته ضد ما يقرب من ستة ملايين لاجئ، يتلقون مساعدات من الوكالة الأممية «الأونروا»، فأعلن عن تقليص دعمها، وأردفه بقطع كامل المساعدات عنها، ودعت إدارته إلى إلغاء الوكالة، وشككت بأعداد المهجرين قسراً عن بيوتهم وقراهم، ثم توجت إدارته اعتداءاتها، بالتغاضي عن المستوطنات، بل شجعتها وسارت في ركب الدعوة إلى مزيد منها. ومع كل هذه الحملة الشرسة، لا بد للسلطة الفلسطينية من دراسة حل نفسها، فوجودها لا طائل منه، بل إنها اليوم، وفي ظل فشلها الذريع تشكل عبئاً ثقيلاً، فهي لا تملك فعلياً برنامجاً مقاوماً، أو خططاً بديلة تصارع بها الاحتلال وداعميه، فهي منحت ولم تأخذ، لذا الأجدى أن يبحث الشعب عن قيادات تخوض الصراع كما يجب أن يُخاض، وأن يحاكم كل من فرط وتنازل، أو قصّر وتراجع. aliqabajah@gmail.com

مشاركة :