شدد النائب في كتلة «الجمهورية القوية» وهبي قاطيشا، على أن «حزب الله» متخوف من عقوبات واشنطن على إيران، ما وضعه في موقف حرج، جعله يسعى لتأليف الحكومة «خوفا من عقوبات أمريكية أخرى تجاهه، لذلك يسعى جاهدا للاحتماء بالشرعية اللبنانية من خلال التمثيل الوزاري داخل الحكومة المرتقبة».وفي حوار خص به «اليوم»، أعلن قاطيشا أن وزير الخارجية جبران باسيل يريد عزل حزب «القوات اللبنانية»، لأنه يقوم بلعبة تسلط على القرار اللبناني والمسيحي داخل الحكومة بدلا من القيام ببناء الدولة، متمنيا أن «يعود باسيل الى رشده ويتوقف عن عرقلة التأليف خصوصا أنه من أكثر المتضررين، مشيرا إلى أنه «ابن العهد».ورفض «التطبيع مع النظام السوري»، قائلا: نحن ضد الابتزاز، وليس بشار الأسد مَنْ يحكم سوريا اليوم، لا بل مَنْ يحكمها هم الروس، مؤكدا انه لن يحصل إعادة إعمار لسوريا في ظل وجود النظام على سدة الحكم، ولفت إلى أن هذا هو شرط الدول الكبرى، وتابع: لذلك فليتوقف الابتزاز... وهنا نص الحوار:ضغط «حزب الله» لتأليف الحكومةاليوم: يبدو أن «حزب الله» وحلفاءه في الداخل اللبناني يتوجهون بشكل لافت إلى الضغط الكامل صوب الإسراع بتأليف الحكومة، ما سبب ذلك؟- وهبي قاطيشا: هنالك سببان لذلك، الأول يتعلق بالجانب الاقتصادي بعدما تجاوزت البلاد الخطوط الحمر في النواحي المالية والاقتصادية وهذا الأمر يخيف جميع اللبنانيين بغض النظر عن توجهاتهم السياسية، أما السبب الآخر فيتعلق بما تشهده المنطقة من أزمات، خصوصا ما يجري في سوريا بالإضافة الى العقوبات الأمريكية على إيران وهذا الأمر يخيف «حزب الله»، الذي يسعى جاهدا للاحتماء بالشرعية اللبنانية من خلال التمثيل الوزاري داخل الحكومة المرتقبة.باعتقادك، ما الذي يخشاه «حزب الله» من جراء هذه العقوبات؟- العقوبات تؤثر كثيرا على «حزب الله»، بكل تأكيد المحكمة الدولية لن تأتي برفات مصطفى بدر الدين أحد المتهمين في قضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري من سوريا للمحاكمة، إلا أنه عندما يتم اكتشاف مَنْ اشترك بهذه الجريمة فهذا الأمر سيضر بـ«حزب الله»، وهذا سبب إضافي للحزب للتواجد ضمن الحكومة. قاطيشا يخاطب احتفالية لحزب «القوات» في قضاء عكارالتطبيع مع نظام بشار الأسديكثر حديث في الأوساط السياسية عن بروز «عقدة إضافية» في التأليف وهي ضرورة التطبيع مع النظام السوري في المرحلة المقبلة؟- نحن ضد الابتزاز، ومَنْ يسعون للتطبيع مع سوريا هم كذلك منذ زمن بعيد، ويوميا هم في الشام، الا انهم يريدون ابتزاز لبنان بسبب «الأوكسجين الصناعي»، الذي استنشقوه لاعتقادهم أن النظام السوري باق بعد الأحداث الأخيرة، الا ان هذه الفئة إما أنهم يجهلون اللعبة السياسية أو أنهم يستغلون هذا «الأوكسجين» للقيام بلحظة تغييرية للسيطرة على السلطة في لبنان، الا انهم لن يتمكنوا من إقناع الفريق الآخر السيادي بالقبول بالتطبيع مع النظام السوري، ومعلوم أن بشار الأسد ليس مَنْ يحكم سوريا اليوم، بل مَنْ يحكمها هم الروس وهذا الأمر واضح للجميع.هل يتعلق هذا الأمر بما يتردد عن دور لبنان في إعادة إعمار سوريا؟- لا علاقة لذلك بتاتا، سوريا مَنْ تحتاجنا لإعادة الإعمار، لن يحصل إعمار لها في ظل وجود نظام بشار الاسد، وهذا هو شرط الدول الكبرى، لذلك يجب أن يتوقف الابتزاز.عزل «القوات».. وعقدة باسيلمَنْ يريد عزل «القوات اللبنانية» وعدم إعطائها حقها في التشكيل الوزاري؟- وزير الخارجية جبران باسيل يريد عزل «القوات»، لأنه ينتهج لعبة ليفرض تسلطه وينفرد بالقرار اللبناني والمسيحي داخل الحكومة بدلا من العمل على بناء الدولة، لهذا هو مَنْ يعرقل تأليف الحكومة بعدما تفاجأ بحجم تمثيل «القوات» بعد الانتخابات النيابية وهذا ما أثار جنونه، الا أنه لن يتمكن من ذلك ولن يصل الى غاياته.هل مَنْ مبرر لهذه الإطالة، خصوصا أن مصلحة البلاد تفوق المصالح الشخصية وتوزيع الحقائب وموازين القوى؟- لا سبب يفوق مصلحة لبنان، الا أن ما يسعى اليه جبران باسيل هو اخضاعنا له، وهذا لن يحصل ونحن «نفسنا» طويل، وأتمنى أن يعود باسيل الى رشده ويتوقف عن عرقلة التأليف، خصوصا أنه من أكثر المتضررين فهو «ابن العهد»، لن نتخلى عن «لبنانيتنا» لأحد من أجل ادارة بلادنا، وجل ما يمكننا القيام به هو التساهل لإنجاز التأليف.محاولات الانقلاب على«الطائف»متى ستحصل الحلحلة وتبصر الحكومة النور؟- لا حلحلة في المستقبل القريب إلا إذا اجتمع الرئيس سعد الحريري مع باسيل وأعاده الى صوابه والمنطق السليم، ولا حل لتأليف الحكومة الا بتراجع باسيل عن أطماعه وشهوته للسلطة.يتعرض اتفاق «الطائف» لأنواع ومحاولات شتى تهدف للانقلاب عليه بطريقة أو بأخرى ويكثر ذلك في الآونة الأخيرة من قبل فريق معين، ما هدفهم من ذلك وما أضرار الخروج عن الطائف؟- نحن متمسكون بالطائف ومن يحن للخروج عن بنوده ومخرجاته يجهل بالسياسة اللبنانية ويسعى لإعادة لبنان الى ما قبل الحرب، لا يوجد أي تعديل أو إلغاء لاتفاق الطائف تحت أي ذريعة، لذلك مَنْ يسعى الى ذلك فسيسبب أزمة كبيرة للبلاد.شكوى اليمن ضد «حزب الله»تقدمت الحكومة اليمنية مؤخرا بشكوى ضد «حزب الله» فيما يتعلق بتدخله في اليمن من خلال دعم وتدريب الحوثيين، كيف ترى نهاية هذه الحزب في ظل اشتداد الخناق عليه؟- يجب أن يعود «حزب الله» الى لبنان، فلا ملاذ لأي حزب الا الداخل اللبناني، بالإضافة الى ان الاتجاه العام للسياسة الدولية يذهب لإخراج إيران من المنطقة وكف هيمنتها على الدول العربية.ما قيمة سياسة النأي بالنفس طالما ان «حزب الله» ماضٍ في سياسة التورط في الحروب العربية؟- لا قيمة لـ «سياسة النأي» طالما «حزب الله» يصول ويجول ويتدخل بشؤون الدول العربية.
مشاركة :