يعتبر صادق الصبّاح من أهمّ المنتجين في العالم العربي، فهو ينتمي إلى عائلة قدمت مئات الأعمال الدرامية والسينمائية في مصر ولبنان، كما أنه أسّس قبل سنوات شركة «صبّاح للإعلام» التي باتت تقدّم مسلسلات مصرية وأخرى عربية مشتركة وأفلام سينمائية. في موسم رمضان الماضي، حققت الأعمال التي أنتجتها هذه الشركة نجاحاً، ولعل أبرزها «طريق» و «الهيبة - العودة»، فبمَ سيفاجئنا صادق الصبّاح من أعمال؟ > في رمضان الفائت قدّمت عملين دراميّين في مصر وآخرَين في لبنان، كيف تقوم تجربتك الدرامية هذا العام وهل أنت راضٍ عنها؟ التقويم ليس من اختصاص المنتج بل يعود إلى الناس والنقّاد الفنيّين وأهل الإعلام. أنا سعيد بأصداء المسلسلات التي قدّمتها في موسم رمضان الماضي، والتي تنوّعت بين الكوميدي والاجتماعي و «الأكشن»، وأي صاحب شركة إنتاج يقيس مدى نجاح أعماله بناءً على ما يصله من نبض الشارع. > هذا العام اكتفيت بعملين في مصر، أحدهما مسلسل «سك على إخواتك» مع الكوميدي علي ربيع، كيف تنظر إلى تجربة علي في أوّل بطولة مطلقة له؟ أثبت الفنان علي ربيع موهبته في عملٍ مميّز هو «سك على إخواتك» وحقق مع كوكبة من النجوم نجاحاً لافتاً في مصر والخليج. أعتقد أنّه نجم الكوميديا القادم، وهذا ما حمّسنا لتوقيع عقد عمل معه لرمضان 2019. > لكن مسلسل «سك على إخواتك» تعرّض لهجوم على مواقع التواصل الاجتماعي؟ من الطبيعي أن يتعرض أيّ عمل فنيّ للانتقاد على مواقع التواصل الاجتماعي، ومسلسل «سك على إخواتك» هو عمل بسيط وقصته جميلة، ونحن نلتفت إلى النقد البنّاء فنعمل على تطوير أنفسنا وأعمالنا، أمّا النقد الهدّام والشتائم فلا نعيرها أي اهتمام. > مسلسل «قانون عمر» للمطرب حمادة هلال، هل حقق نجاحاً مماثلاً لـ «بطاقة القدر» العمل الذي أنتجته شركتكم العام الماضي؟ المطرب حمادة هلال حالة فريدة وله جمهور خاصّ، إذ أثبت في أعماله الثلاثة التي تولّينا إنتاجها أنه يستطيع استقطاب أعداد جماهيرية كبيرة، وهذا ما تؤكده أرقام شبابيك تذاكر السينما والأعمال الدراميّة. > معروفٌ أنّ شركتكم تعمل مع نجوم الصفّ الأول، ومنهم مثلاً أحمد السقا وهند صبري، فهل غابا هذا العام لأنّ الإنتاجات الكبيرة باتت صعبة؟ لا مشكلة في التعامل مع نجوم الصف الأوّل، وبعد أسابيع قليلة ستدور الكاميرا ويبدأ أحمد السقا تصوير عمله الدرامي الذي ستنتجه شركتنا، علماً أنّ أحمد لا يحبّ أن يقدّم كلّ سنة عملاً درامياً، لذا فإنّ عمله الدرامي المقبل سيكون في رمضان 2019. > ماذا عن هند صبري؟ هند صبري صديقة عزيزة على قلبي وأراها من أنجح الفنانات في العالم العربي، أما عدم التعامل الفني معها في الفترة الأخيرة فيعود إلى عدم عثورنا على نصٍّ دراميّ مميّز نقدمه معاً، وقد التقيت هند أخيراً وتحدّثنا عن مشاريع فنية مقبلة على رغم تعاقدها مع شركة إنتاج أخرى، وآمل أن نضع قريباً خطّة لمشروعٍ سيجمعنا خارج موسم رمضان. > ما رأيك في الدراما المصرية التي عُرضت في رمضان وتمحورت موضوعاتها حول الإرهاب و «الأكشن»؟ الدراما في الأساس تعكس واقع المجتمع الذي يعيش فيه الكاتب، لذا فمضمون الأعمال الدراميّة التي أشرت إليها يحكي عن الإرهاب و «داعش» وتأثيرهما في منطقتنا العربية. > قدمت شركتكم في لبنان عملين لافتين هذا العام يُعدّان من أهم إنتاجاتكم الفنية في السنوات الأخيرة، هل توافقني الرأي؟ نقدم كل عام أعمالاً تحقق نجاحاً باهراً، أما نِسب المشاهدة التي «يتحفوننا» بها فلا نعيرها اهتماماً، لأنّ حساباتها موزّعة بين السياسة والمنافسة بين المحطّات اللبنانية. إحصاءاتنا مختلفة عن تلك التي تجريها شركات الإحصاءات، فنحن نقيس مدى نجاح أعمالنا بالاستناد إلى نبض الناس في الشارع. وأعتقد أنّ مسلسل «الهيبة- العودة» فرض نفسه بقوة وكان خارج المنافسة بسبب كاريزما ومفردات بطله تيم حسن الذي تألق في شخصية «جبل شيخ الجبل». أمّا في مسلسل «طريق» المأخوذ عن رواية «الشريدة» للراحل الكبير نجيب محفوظ، فقد استطاعت نادين نسيب نجيم وعابد فهد أن يقدّما عملاً مميزاً في شعبيّته وبساطته وعفويّته. > لماذا قررتم تقديم جزء ثالث من مسلسل «الهيبة»؟ منذ تصوير الجزء الأول من «الهيبة»، قررنا الاستمرار في ما يمكن تقديمه من أجزاء. النجاح الذي حققه الجزء الأوّل من هذا العمل وردود الفعل التي وصلتنا حوله حفّزتنا على تقديم المزيد من الأجزاء. هذا المسلسل أصبح حالةً شعبية، واحتلّ المركز الأوّل في نِسب المشاهدة الرقمية، كما رأينا مدى نجاحه في وجوه الناس. > ماذا عن أحداث الجزء الثالث؟ أحداث الجزء الثالث تبدأ من نهاية الجزء الأوّل، وتدور حول واقعنا الحالي، وأترك التفاصيل للمعنيّين المتخصّصين لأن بعض أحداثه تدور في المدينة ولن يقتصر التصوير في الجبال. > كنت عاتباً في رمضان على النجم عابد فهد لأنّه صنّف أعمال الشركة معتبراً «طريق» أهمّ من «الهيبة- العودة»! لم أعتب عليه بمعنى الحَرفيّ للكلمة، فعابد فنان راقٍ جداً، وهو لم يصرّح بذلك، إنّما قارن بين العملين المشار إليهما بأسلوب غير مفهوم، معتبراً أنّ «الأكشن» في «الهيبة» لا يناسب مجتمعنا، وقد فُهم كلامه هذا سلباً، لذلك أتمنى على كلّ فنان يتعامل مع شركتنا عدم تصنيف أعمالنا في حواراته التلفزيونية والإعلامية حرصاً على الصدقيّة وعدم تأويل التصريحات. > ما هو مشروع نادين نجيم المقبل؟ لم تظهر ملامحه بعد، لكننا حريصون على تقديم الثنائي نادين نجيم وعابد فهد معاً بعد نجاح «طريق»، ونبحث حاليّاً عن الرواية المناسبة التي ستجمعهما تحت إدارة المخرجة رشا شربتجي. > ما هي تفاصيل العمل الذي سيجمع فاليري أبو شقرا مع معتصم النهار؟ أرى أنّ لفاليري أبو شقرا مستقبلاً واعداً، وسنقدّمها في مسلسل من 60 حلقة، من كتابة كلوديا مرشيليان وإخراج رشا شربتجي، سيبدأ تصويره الشهر المقبل، وسيُعرض خارج موسم رمضان. إضافة إلى مشاركتها في «الهيبة3». > ماذا عن المسلسل الذي وقّعه كلٌّ من عادل كرم وأمل بوشوشة مع شركتكم؟ هو مسلسل عصريّ وليس كلاسيكيّاً، وسيُعرض مقسّماً على مواسم عدّة، وكلّ موسم مؤلّف من 15 حلقة وهو يحمل اسم «راصور». والموسم الأول عنوانه «دولار»، من بطولة عادل كرم وأمل بوشوشة، تأليف محمود إدريس وإخراج سامر البرقاوي. > كيف تنظر إلى حال الدراما اللبنانية المحلية؟ الدراما اللبنانية المحليّة في خطر لأنّها لم تتمكن من الارتقاء إلى مستوى الأعمال العربيّة، وأكبر دليل على ذلك أنّها تُعرض فقط على الشاشات اللبنانية، أي لا تزال خارج المنافسة العربية. لذا أدعو الزملاء المنتجين إلى تقديم أعمال مميزة تلاقي الانتشار وتخرج عن المحلية، لأن الممثل اللبناني يستحقّ أن يُبرز طاقاته ومواهبه في أعمال مقبلة نفخر بها. > ما جديدكم على صعيد الأفلام السينمائية؟ نعمل حالياً على فيلم من بطولة داليدا خليل وبديع أبو شقرا، وكتابة وإخراج ليال راجحة، لكنّنا نسعى إلى أن تناسب مواعيد التصوير الجميع. *ينشر بالمشاركة مع مجلة «لها»
مشاركة :