قال اللواء محمد نور الدين مساعد وزير الداخلية الأسبق إن الأجهزة الأمنية فور تلقيها بلاغ حدوث جريمة، تتوجه إلى مكان الحادث لمعاينة المكان واتخاذ الإجراءات اللازمة، ثم تقوم على الفور بتشكيل فريق بحث على أعلى مستوى لكشف لغز وتفاصيل الجريمة، موضحًا بأنه في الجرائم الكبيرة التي تهز الرأي العام يكون هناك تنسيق بين قطاعات الأمن المختلفة وفي بعض الحالات يشارك ضباط قطاع الأمن العام وقطاع الأمن الوطني بالتنسيق مع قطاع الأمن المركزي ومديريات الأمن المختلفة، وتحدث متابعة مستمرة من وزير الداخلية، لنظر تداعيات الحادث والمعلومات التي توصل إليها فريق البحث، مشيرًا إلى أن المحقق أو الباحث الجنائي هو الشخص الذي يتولى ويتكلف بالبحث وجمع الدلائل لكشف غموض الجرائم من قبل رجال الضبط القضائي. ودورة يكمن في منع الجريمة قبل وقوعها، أو اكتشافها بعد وقوعها، وضبط مرتكبيها، ويلزمه عمله ألا يغير أو يعبث بأي دليل من الأدلة الموجودة في مسرح الجريمة.وأكد نور الدين أنه من أجل الوصول إلى هوية الفاعل أو الفاعلين ومعرفة كيفية وقوع الجريمة فإن الأسلوب الوحيد الذي يمكننا من ذلك هو دراسة مسرح الجريمة عن طريق الاهتمام بالآثار سوءا كانت بيولوجية أو غير بيولوجية، ومطابقة التسجيلات الجنائية المسجلة لدى أجهزة الأمن عند رفع البصمات مع التحريات الشخصية المعروفة من مناقشة شهود العيان وكل من له صلة سواء من قريب أو من بعيد بالجريمة ومسرحها، والتحري عن علاقات المجني عليه والأماكن التي يتردد عليها، وخطة حياته اليومية، وعداواته وصداقاته، وخلافاته، وكل الأمور المتعلقة بحياته، للتوصل إلى الجاني الحقيقي، مشيرًا إلى أن التقنيات الحديثة تساعد كثيرا رجال البحث الجنائي في كشف غموض الجرائم، مثل غرف العمليات الحديثة المزودة بالتقنيات التكنولوجية وأجهزة الحاسب الآلي بالإضافة الى كاميرات المراقبة التي لها الدور الأكبر في كشف الجرائم فهي بمثابة عصا موسى السحرية لأجهزة البحث الجنائي لقدرتها على كشف غموض العديد من الجرائم التي قد تكون معقدة ويصعب حلها.وأضاف مساعد وزير الداخلية الأسبق، بأن هناك جرائم كبيرة حدثت حيرت أجهزة الأمن وتأخرت تحرياتها وكشف غموضها بسبب عدم اكتمال الأدلة، وعند حدوث ذلك يتم حفظ القضية برمتها إلى أن يظهر أمر جديد أو يدلي أحد بمعلومات جديدة تفرض فتح القضية مرة أخرى، وأوضح بان الجرائم التي تكشف تفاصيلها سريعا تكون بسبب اعتراف الجاني أو تأكيدات شهود العيان أو كاميرات المراقبة فاكتمال الأدلة تساعد كثيرا في كشف الغموض فسرعة كشف الغموض من عدمه لا يتوقف على نوع الجريمة سواء جريمة كبيرة أو صغيرة، لكنه يتوقف على اكتمال الأدلة، وأن الأدلة الجنائية عندما تقدم تقريرا وافيا وشاملا، فإنها تسهل كثيرا من عمل القضاة، ولكن المحكمة تدرس كل الأدلة المقدمة إليها ولا يكتمل الدليل إلا باقتناعها.
مشاركة :