بعد 64 عاما..«الإخوان» يعترفون بمحاولة اغتيال جمال عبد الناصر

  • 9/2/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

بعد سنوات تضاربت فيها آراء الإخوان جميعا، حول حادث المنشية بمدينة الإسكندرية، في محاولة إغتيال الزعيم العربي جمال عبد الناصر، ما بين من يكذب الرواية تماما، ويتبنى رأي أنها تمثيلية خطط لها، ونفذها بمهارة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، للتخلص من جماعة الإخوان المسلمين، وبين من اعتبر أن الإخوان خططوا بالفعل لقتل عبد الناصر، وأنها ليست تمثيلية، بل ويباهى بحادثة «تغيرت ملامح مستقبل جماعة الإخوان بناء عليها، بل أصبح تاريخها عرضة للنيل بسببها، سواء صحت الرؤى أم لم تصح» .. بعد 64 عاما اعترف القيادي الإخواني البارز، وتلميذ القرضاوي، الدكتور عصام تليمة، بقيام عناصر جماعة الإخوان المسلمين، بتنفيذ محاولة الإغتيال.     وفي تغريدة له علي صفحات السوشيال ميديا، كشهادة موثقة تصدر لأول مرة عن قيادي إخواني، أكد «تليمة» أن مرشد الإخوان مأمون الهضيبي كان يعرف من أطلق النار علي عبدالناصر في حادث المنشية وأنه حي يرزق ومستشيخ «حسب قوله»، وتفاصيل أخري يعرفها المرشد ولكن أغلقت أفواه الناس عنها بأمر صدر من المستشار مأمون الهضيبي.     وقال «تليمة» وهو أحد قادة الجماعة علي المستوي الفكري والشرعي والتنظيمي، ومدير مكتب الشيخ يوسف القرضاوي السابق، إنه كان شاهداً علي منع مرشد الجماعة أشخاصاً كانت شهادتهم مهمة، وهو نفسه قال إنه يعرف من أطلق الرصاص علي عبدالناصر ولكنه لم يفصح عن الاسم وألزم غيره بذلك.. وكشف «تليمة» عن دور «جماعة الإخوان» في الردم علي الحقيقة والتاريخ، فمرشد الجماعة وهو أعلي سلطة في الجهاز التنفيذي للتنظيم، هو من كمم الأفواه حتي تغيب الحقيقة.       يذكر أن حادثة المنشية تمثلت في إطلاق النار، ثماني مرات، على «جمال عبد الناصر» في 26 أكتوبر/ تشرين الأول 1954 أثناء إلقاء خطاب في ميدان المنشية بالإسكندرية، احتفالا بتوقيع  اتفاقية الجلاء، وخروج قوات الاحتلال البريطاني من مصر، وإعلان السيادة الحقيقة لمصر واستقلالها.. ومع إطلاق الرصاص على «غبد الناصر»، لم يهتز، واستمر في خطابه قائلا:  «أيها الشعب .. أيها الرجال الأحرار.. جمال عبد الناصر من دمكم، ودمي لكم، سأعيش من أجلكم، وسأموت في خدمتكم، سأعيش لأناضل من أجل حريتكم وكرامتكم. أيها الرجال الأحرار.. أيها الرجال.. حتى لو قتلوني فقد وضعت فيكم العزة، فدعوهم ليقتلوني الآن، فقد غرست في هذه الأمة الحرية والعزة والكرامة، في سبيل مصر وفي سبيل حرية مصر سأحيا، وفي خدمة مصر سأموت».     كانت «جماعة الإخوان»، قد واصلت التضليل، مؤكدة أن عبد الناصر دبر هذه «المسرحية» للخلاص من الجماعة و«جهادها في سبيل الله والوطن»، وكذبت ـ بعد أيام من حادث محاولة الاغتيال ـ شهادة  الشيخ أحمد حسن الباقورى، الوزير السابق عضو مكتب الإرشاد لجماعة الإخوان المسلمين.. قائلا: كنت أجلس بشرفة هيئة التحرير بميدان المنشية وكنت أجلس بالقرب من الرئيس وكان بجواري الميرغني حمزة وزير الزراعة السوداني ورفع يده بعد إطلاق الرصاص وإذا بيده غارقة بالدماء نتيجة نأثرها شظايا الزجاج، أما الناحية الأخرى فكان هناك سكرتير هيئة التحرير بالإسكندرية وأصيب برصاصة ببطنه ونقل إلى المستشفى وذهبنا إلى زيارته مع جمال عبد الناصر في اليوم التالي.     ويذكر أن المتهم الثالث في القضية  «خليفة عطوة»، اعترف بعد ثورة 25 يناير 2011، باشتراكه في التخطيط للعملية، وقال لعدد من وسائل الإعلام ـ وقتئذ ـ إنه تم تكليف مجموعة من الجهاز السري للجماعة من أربعة أشخاص كان يقودها هنداوي دوير، الذي كان يعمل محامياً، وكان هو الثالث في المجموعة وكان معه محمد النصيري، الطالب بكلية الحقوق، وأنور حافظ محمد الطالب بكلية التجارة، وأيضاً محمود عبداللطيف والذي كان يجيد إطلاق الرصاص، وكان بحوزته قطعتا سلاح خشية تعطل إحداهما لأي أسباب، وارتدى محمد النصيري حزاماً ناسفاً للهجوم على ناصر حال فشل مهمة عبداللطيف، وارتديت أنا وحافظ ملابس الحرس الوطني وبينما كان عبداللطيف يستعد لتصويب مسدسه ناحية ناصر بعد أن تمكن من الوقوف أعلى تمثال سعد زغلول، وفي الوقت الذى كان فيه جمال منفعلاً ويرفع يده اليسرى كانت تلك اللحظة لإطلاق الإشارة بالتلويح بأصبعي حتى تستقر الرصاصة في صدره، إلا أن القدر وقف مع ناصر أثناء وضعه قلم حبر من ماركة «تروبل» بحبر أحمر لتصيب الرصاصة القلم لتمر بين كتفى جمال سالم وعبدالحكيم عامر لتصيب أحمد بدر، سكرتير هيئة تحرير الإسكندرية.   وعقب حادث المنشية أصدر  الرئيس جمال عبد الناصر، قرارا عسكريا،  بحل جماعة الإخوان المسلمين، وتلى ذلك محاكمات لقيادات الجماعة انتهى معظمها بالإعدام.

مشاركة :