في خطوة تهدف إلى تشجيع مدمني مواقع التواصل الاجتماعي على استعادة السيطرة على أنفسهم، والتوقف التام عن تصفح جميع المواقع على مدار شهر كامل، تنظم الجمعية الملكية للصحة العامة في بريطانيا حملة “سبتمبر بلا تصفح”. وتستهدف الحملة في الأساس مستخدمي منصات فيسبوك وإنستجرام وتويتر وسناب شات، حيث تعتقد الجمعية أن الابتعاد عن المنصات الاجتماعية يسهم في الحد من الأرق، ويساعد على تعزيز العلاقات الاجتماعية، والصحة العامة، وفقا لـ”بي بي سي”. وقالت هيئة الخدمات الصحية الوطنية في المملكة المتحدة، إنه من الصواب تسليط الضوء على دور الإعلام الاجتماعي في تفاقم مشكلات الصحة العقلية لدى الشباب. وتوصل بحث للجمعية الملكية للصحة العامة إلى أن نصف المستخدمين الذين تراوح أعمارهم بين 18 و34 يعتقدون أن “الامتناع فجأة” عن استخدام الشبكات الاجتماعية شهرا، ستكون له آثار إيجابية على النوم والعلاقات الاجتماعية الحقيقية. كما يعتقد قرابة 47 في المائة من المستطلعة آراؤهم، أن الابتعاد عن هذه المنصات سيكون مفيدا للصحة العقلية بصورة عامة. وحول مدى إيجابية الابتعاد عن مواقع التواصل الاجتماعي تقول ريهانا بيري، البالغة 15 عاما: “الأمر متواصل، أذهب مباشرة إلى الهاتف عندما أستيقظ، وأشعر بأنني أريد أن أظل على دراية بكل ما يتحدث عنه الجميع، كما أشعر أحيانا بأنني أسيرة هاتفي، أتصفح مواقع التواصل دون سبب”. وقررت الفتاة، وهي من مدينة ويجان، محاولة التوقف عن استخدام مواقع التواصل الاجتماعي في المساء طيلة شهر سبتمبر المقبل. وتضيف صديقتها، إيما جاكسون، 15 عاما، وهي من مدينة ويجان أيضا: “دائما ما أحمل هاتفي معي، أعتقد أنني أستخدمه بدرجة مفرطة، لقد أصبح عادة.. إنه مشتت للانتباه بلا شك”. وترى إيما أنها قد لا تتمكن من التوقف كلية، لكنها ستحاول تجنب تصفح مواقع التواصل عند دخول البيت بعد انتهاء اليوم الدراسي مساء. أما ماريان بلندر، فقد نجحت في التوقف عن استخدام مواقع التواصل الاجتماعي خلال الدراسة في المدرسة الثانوية؛ إذ أكدت ماريان، 16 عاما، وهي من مدينة ترافورد: “كان أمرا غريبا في البداية، لكن لأنني كنت مشغولة للغاية أصبحت الأمور على ما يرام”. وكشف الممثل الكوميدي، راسيل كين، 42 عاما، عن استشارته الطبيب بسبب إدمان الإنترنت، وقال كين: “سأتخلص منه، خضعت لست استشارات طبية بسبب إدمان الإنترنت، لقد أثّر “الهاتف” سلبا في حياتي، ولم أعد أسيطر على نفسي في استخدام ذلك الجهاز”. وقالت شيرلي كريمر، من الجمعية الملكية للصحة العامة، إن مواقع التواصل الاجتماعي يمكن أن تتسبب في حدوث مشكلة كبيرة للصحة العقلية لدى الشباب، ولا سيما عند استخدام “سناب شات” و”إنستجرام”.