يبدو أن شركة البترول الكويتية العالمية KPI غير موفقة بتصريحاتها المتعددة حول تشغيل مصفاة فيتنام (ني سون) تجاريا منذ مايو 2017، فلقد تكرر التأجيل عدة مرات، وفي آخر مرة اعلنت ان التشغيل التجاري سيتم في اغسطس 2018! تمضي وعود ومواعيد KPI دون وفاء مهني لزبائنها المترقبين، بينما يستمر التشغيل غير التجاري زمنا طال امده يقارب السنة والنصف دون تقدم وبلا تحقيق ارباح! من خلال متابعتنا لأخبار المصفاة بين شهري ابريل واغسطس نجد ان معظم الوحدات حققت كفاءة تشغيلية بلغت %50 من طاقتها المصممة رغم قلة حجم الانتاج والمبيعات (انظر الجدول) كما اظهرت النتائج ان المنتجات البترولية متوافقة مع المواصفات القياسية، حيث تم بيع المنتجات البترولية لبعض الموردين المحليين من بينهم شركة Long Hung Trading، في حين واجهت بعض شحنات البنزين والديزل صعوبات تسويقية خاصة بعد قيام موردين محليين كبار بتوقيع عقود استيراد طويل الأجل بسبب تأخر التشغيل التجاري، علماً بأن مصفاة فيتنام ستعمل على رفع كفاءتها التشغيلية الى %75 مع بداية شهر سبتمبر الحالي حتى تصل الى %100 في نوفمبر القادم وستدخل المصفاة حيز التشغيل التجاري بشكل رسمي! هذا ما قاله مسؤولو شركة مصفاة فيتنام في لقائهم مع وزير الصناعة والتجارة الفيتنامي في 30 يوليو الماضي، كما قدمت المصفاة اقتراحات الى الوزير تطلب السماح لها بتصدير جزء من المنتجات البترولية لتخفيف الاعباء المالية على الشركة، إضافة إلى دعم إجراءات استرداد ضريبة القيمة المضافة، وقد اعرب الوزير عن تقديره لجهود القائمين على المصفاة واكد دعم الحكومة وانها ستنظر في مقترحات المصفاة وتسويتها ضمن الاطار القانوني. ومما سبق نستشف الآتي: 1 – الكميات المنتجة بيعت في السوق الفورية ولم تبع بعقود طويلة الأجل للحكومة الفيتنامية او من يمثلها، وهذا يتناقض مع تصريح سابق لأحد المسؤولين الكويتيين عن إنجاز تعاقد بيع المشتقات البترولية لمدة 15 عاما مع موردين محليين! علما بأن هناك 30 موردا محليا من بينهم بترو فيتنام PetroVietnam وبتروليمكس Petrolimex ورغم وجود شركة ايدمتسو كيوايت، فإن الشركة عجزت عن تصريف المنتجات، ما دعا المصفاة الطلب من الحكومة الفيتنامية السماح لها بالتصدير. 2 – المصفاة أُنشئت لتغطية الاحتياجات المحلية لسوق فيتنام! فعندما تطلب المصفاة إذنا للسماح لها بتصدير المنتجات البترولية خارج فيتنام فهذا يترتب عليه فقدان الامتيازات الخاصة التي تتمتع بها المصفاة، ومنها الحصول على نسبة ارباح واسترداد ضريبة القيمة المضافة، علما بأن ما تم بيعه يعادل 125 مليون دولار وفق الاسعار الدارجة! 3 – شحنة بولي بروبلين 217 طنا كانت شحنة تجريبية بينما كانت شحنة 939 طنا بولي بروبلين غير مطابقة للمواصفات، كما جاء في اعلان البيع، ما يدلل على خلل في عمليات الانتاج. ولم تذكر المصفاة شيئا عن انتاج البارازايلين والبنزين العطري! 4 – الكميات المباعة من البنزين والديزل والكبريت والبتروكيماويات هي 188 الف طن تقريباً، وهذه الكميات لا تتناسب مع مستوى التشغيل المعلن، حتى لو اضفنا اليه الكميات المخزنة. ويلاحظ ايضا ان المصفاة وفق المخطط لها يجب ان تنتج كيروسين ووقود الطائرات وغاز مسال ولكن المصفاة لم تذكر شيئا عن انتاج او بيع هذه المنتجات! الى متى سيستمر عجز التشغيل التجاري؟ ام اصبح التأجيل مستداماً في مصفاة فيتنام؟ عبدالحميد العوضي خبير متخصص في تكرير وتسويق النفط
مشاركة :