لم تكن حياتها كباقى الفتيات اللواتى عشقن الرسم، لم يكن الرسم بالنسبة لها لوحة وفرشاة، كان إحساسا نابضا يحكى فى كل رسمة ألف حكاية وحكاية، تسطر من خلاله قصصا، وترصد معاناة، ترسم الفرحة ولو بالدموع التي تتساقط من كثرة الفرح، كانت دراستها بعيدة عن موهبتها، فجمعت بين الحسنيين بالنسبة لها، أميرة جمال صاحبة الـ ٢٣ ربيعا بنت مدينة المنصورة التى اتخذت طريقا آخر فى الرسم، تبدأ قصتها فى عمر مبكر عندما بدأت الرسم فى العاشرة من عمرها، ولكن كان مجرد موهبة لم تنمها، وككثير من أبناء جيلها لم تلتحق بالكلية التى تناسب أحلامها وشغفها بالرسم، فلم يحالفها الحظ بالالتحاق بكلية الفنون الجميلة فالتحقت بكلية الزراعة، الأمر الذي يبعد تماما عن هوايتها، لكن طوعت دراستها لموهبتها، بدأت تتعلم الرسم بشكل احترافى من خلال ورش للرسم على أيدى أكبر الرسامين فى مصر، لتربط بين الدراسة والرسم وتهتم بالرسم على الخضراوات والفاكهة، خاصة عندما قامت برسم كوكب الشرق أم كلثوم على «الباذنجان» الأمر الذي جعل رواد شبكات التواصل الاجتماعى يتداولون الصورة بينهم، وتنال شهرة برسمتها، رغم أن البعض نسبها لنفسه فى بعض الأوقات، تواصل أميرة حديثها بأن الرسم رسالة حياة وسلام وهو الفم الوحيد الذى يتحدث بدون لسان، فقط الفرشاة قادرة على أن تخلق مئات الكلمات والأحاديث دون أن تلفظ بكلمة واحدة من الفنان، وتتابع بأنها رغم دراستها للزراعة إلا أنها تعلمت الكثير من خلال المرسم فى الجامعة، الأمر الذى ساعدها كثيرا فى تطوير موهبتها، تعشق أميرة الرسم لدرجة الجنون على حد قولها، ليصل بها الأمر أن تحكى ما تريد وتكتب ذكرياتها بالرسم، وعندما تشعر بأنها فى حاجة للكتابة تكتب، ولكن بشكل آخر عن طريق فرشاتها التى لا تفارقها أبدا.تحلم بنت المنصورة بأن يهتم الجميع بالرسم، لأنه الفن الذى يحارب التطرف ويوصل رسائل السلام بدون كلام، كما أنه لا يحتاج لمترجم فيتواصل بدون حديث.