عهد التميمي خسرت قبل أن تبدأ

  • 9/3/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

عهد التميمي الشابة الفلسطينية الصغيرة ذات الملامح الأجنبية والتي اشتغلت لها بروباغندا إعلامية أبرزتها دوناً عن باقي المعتقلات والسجينات الفلسطينيات في سجون إسرائيل، هذه «العهد» كسبت تعاطفاً إعلامياً لافتاً خلال محاكمتها وبعد خروجها من السجن الذي ظلت فيه شهوراً معدودة. هذه العهد استهوتها او استهوت والدها «لا ندري» لعبة الميديا الخطيرة، فاشتغلت لها ومعها السوشال الميديا الحماسوية منذ لحظة خروجها من السجن حتى اللحظة التي خسرت فيها عهد مجمل التعاطف العربي الذي صنعته لها الميديا الحماسوية، وربما كانت نفس هذه الميديا بل بالتأكيد انها الميديا التي تسببت في خسارتها ذاك التعاطف الذي انقلب نتيجة تصريح لها وتهئنة بالعيد الى سيلٍ غاضبٍ من عهد ومن تهنئتها لهذه الشخصية التي خصتها عهد دوناً عن القطاع القريب منها والبعيد الذي تعاطف معها وأبرزها وأظهرها وناصرها حتى صارت شخصية تتصدر وسائل الإعلام. الحكاية باختصار أن عهد جلست أمام كاميرا السوشال ميديا بذات المظهر المعهود لها والمعتاد في لباس أقرب الى «الكجول» مع الشعر الغجري والمنكوش بالأشقر والجينز «كأنها تريد تعميمه لتقليدها». وأرسلت ذلك اليوم تهنئة خاصة ومبروزة «لسماحة السيد حسن نصرالله» كما قالت والتهنئة بحلول عيد الأضحى. هذه التهنئة الخاصة والتي لم تذكر فيها عهد حرفاً واحداً او مجرد تهنئة وشكر لعشرات العرب الذين وقفوا معها وأظهروها وناصروها، ثم صعقتهم عهد التميمي بتهنئة حسن نصر اللات الذي بات منبوذاً من مجمل المواطنين العرب في كل مكان، للدور الذي ندب نفسه القيام به «وكيلاً وذراعاً ضارباً للنظام الايراني الطامع فينا نحن العرب». عهد وبسرعة صدمت مشاعر الناس وفقدوا الثقة فيها واهتزوا غضباً منها ليس لأنها لم تهنئهم بالعيد بل لأنها اختارت الانحياز لعدوهم حسن نصر اللات. وهذا الانحياز والانتصار لنصر اللات من عهد نفسها هو سبب الصدمة وانفلات مشاعر وتعاطف الناس معها الى ثورة عارمة على موقفها غير المتوقع على الاطلاع وهي التي اعتبروها «ابنتهم» فإذا بها تصدم مشاعر الأبوة باختيار من يلعب مع أعدائهم لتقدم له الولاء والشكر والعرفان في تنكر منها لقطاع عريض من الشعوب العربية والإسلامية. الإشكالية أننا أمام لعبة بروباغندا إعلامية استثمرت الميديا والسوشال ميديا تحديداً لاستغلال ما بدا «براءة» في ملامح عهد لاستدرار التعاطف الشعبي العربي الذي كان جاهزاً للاستجابة والاندفاع في تعاطف كبير لم يقرأ ولم يلمح ما بدا انه لعبة بروباغندا سياسية لجهة معينة. عهد أداة إذن تم ترسيم دورها الذي قامت به بالشكل المطلوب، واستثمرت الجهة السياسية التعاطف مع عهد ليستفيد منه حسن نصر اللات كما خطط له القائمون على اللعبة ليفيدوا نصر اللات ويستفيدوا. لكنهم لم يحسبوا حساباً لردة فعل الرأي العام العربي والإسلامي حين تكشفت لهم اللعبة، فأنكروا بقوة وعبر السوشال ميديا موقف عهد وكلامها وانحيازها. فأسقط في يد اللاعب بعد افتضاح الملعوب، والخاسر الأكبر عهد ووالدها وأسرتها الصغيرة فلسان حالهم يقول الآن «يا فرحة ما تمت»....!! استعادة الشعبية يبدو أنها مشكلة نصر اللات لاسيما في السنوات الأخيرة، حيث انحدرت الى الحضيض في الشارع العربي والإسلامي، وهو ما يستشعره نصر اللات ومجموعته الإعلامية. والحصار الشعبي المضروب حول نصر اللات في الوطن العربي أفقده مساحاتٍ شعبوية كانت له يوماً لكنها لم يتصور في أسوأ كوابيسه أن يكون منبوذاً الى هذه الدرجة لدى الرأي العام العربي، الذي كان يراهن عليه في لعبة المزايدات والسمسرة التي يلعبها المتحلقون حول طهران والمتنافسون على الحظوة في قم وعند المرشد. عهد التميمي اسم من المجهول خرج وإلى المجهول عاد.

مشاركة :