أكد استشاري الطب النفسي الدكتور حميد أحمد عبدالله أن 95% من المقدمين على الانتحار مصابون بأمراض نفسية، و80% منهم يعانون من مرض الاكتئاب، مشيرا إلى أن الاكتئاب العادي نادر ما يتسبب للمرضى البحرينيين بالانتحار لأن الدين يبقى وازعا لديهم يحميهم من ذلك، فيكون تفكير المريض أنه حتى لو خسر حياته الدنيا فإنه لا يريد خسارة حياته الآخرة. واستدرك قائلا: «لكن في حال مصاحبة مرض الاكتئاب لأعراض ذهانية مع الأفكار الانتحارية ففي هذه الحالة يصبح وضع المريض خطيرا ومهددا بالإقبال على الانتحار رغم التدين، موضحا أن الجزء المسؤول عن التفكير السليم في العقل والحامل للعقائد الدينية يتضرر مع الأعراض الذهانية ويستوجب المريض العلاج بشكل مباشر لحمايته من الانتحار». وبين أن الإقدام على الانتحار يزداد عند بعض الفئات اذ أن العزاب مثلا أكثر قابلية للإقدام على الانتحار من المتزوجين، وكذلك بشكل عام من لا يملك دعما أسريا أو اجتماعيا أيضا معرضا بشكل أكبر من الذي يملك دعما أسريا واجتماعيا، كما أن الرجال معرضون للانتحار بنسبة أكبر من النساء. ووأضح «أن بعض النساء حتى لو حاولن الاقدام على الانتحار فإنهن يستخدمن أساليب «ناعمة» قد لا تؤدي في النهاية إلى الوفاة على عكس الرجال الذين يستخدمون أساليب أكثر قساوة يضمنون من خلالها الوفاة». وتزداد أيضا نسب الانتحار مع الزيادة في العمر وخصوصا بعد عمر الخمسين الا أن نسبة الانتحار بين الشباب بدأت في الازدياد في العالم ككل على الرغم من بقاء انخفاض نسبتها مقارنة بالأكبر سنا. ودعا الدكتور حميد الى توعية الناس بالأمراض النفسية وأن العلاج متوفر ومجاني في مستشفى الطب النفسي، بالإضافة إلى ضرورة تقديم الدعم النفسي والمعنوي للمرضى النفسيين ومعاملتهم بشكل جيد.
مشاركة :