دعت الباحثة اليمنية في منظمة العفو الدولية، رشا محمد، الولايات المتحدة إلى التوقف عن تقديم السلاح للتحالف السعودي في اليمن. وقالت في مقال لها بصحيفة «واشنطن بوست»، إنه لشيء «مؤسف» أن تكون الذخائر التي تستهدف المدن اليمنية هي ذخائر أميركية. وأوضحت الباحثة اليمنية -حسب تقرير ترجمه موقع «الخليج أونلاين»- أنها تحدثت إلى مدير مستشفى قريب من الموقع الذي استُهدفت فيه حافلة الأطفال في منطقة صعدة، مطلع الشهر الماضي، وقُتل فيه قرابة 40 طفلاً، حيث أبلغها أن «الانفجار كان كبيراً. وبدلاً من وصول جثث الأطفال، لم تصل سوى أطراف مشوهة ومقطوعة. لقد أُنهيت حياة العديد من الأطفال».وأثبتت التقارير أن السلاح المستخدَم في عملية القصف كان عبارة عن قنبلة موجهة بدقة مصنّعة في شركة لوكهيد مارتن الأميركية. وتقول الباحثة اليمنية: «للأسف أنه جرى اكتشاف العديد من الذخائر الأميركية بعد عمليات قصف قامت بها طائرات التحالف السعودي في اليمن؛ فقد عُثر على بقايا من أسلحة أميركية في عمليات قصف استهدفت أسواقاً ومدارس ومستشفيات. فبعد أربعة أعوام من عمر الحرب في اليمن، فإن منظمة العفو الدولية زارت العديد من المواقع وتحققت من عشرات المواقع التي استُهدفت في ثماني محافظات يمنية». وأضافت: «كثيراً ما كنا نكتشف بقايا ذخائر مصنّعة في الولايات المتحدة، فضلاً عن ذخائر مصنّعة في بريطانيا والبرازيل. وبالمثل اكتشف محققون من الأمم المتحدة و(هيومن رايتس ووتش)». وتابعت الباحثة في منظمة العفو الدولية: «لذا، لم يكن مفاجئاً أن تصدر هيئة المفوضية التابعة للأمم المتحدة تقريراً هذا الأسبوع تضمّن توصية صارخة بدعوة الدول إلى الامتناع عن تقديم الأسلحة التي يمكن استخدامها في الحرب باليمن، وعلى رأس تلك الدول الولايات المتحدة، التي قد تكون -وبسبب دعمها للسعودية بالسلاح- متورطة في جرائم حرب». وتصف الباحثة إحدى الحالات فتقول: «إن المنظمة وثّقت قصفاً بقنبلة موجهة بالليزر أميركية الصنع، استهدفت منازل قريبة من صنعاء، وذلك في 25 أغسطس من العام 2017. وفي 16 أغسطس 2016، استُهدف مستشفى أطباء بلا حدود؛ ما أدى إلى مقتل 11 شخصاً، بينهم موظفون من المنظمة، وأصيب 19 آخرون، وهو ما دفع بالمنظمة إلى سحب موظفيها من اليمن». وعلى الرغم من توافر أدلة كثيرة على أن الأسلحة المستخدمة من قبل السعودية في اليمن هي أسلحة أميركية- تقول الباحثة- فإن إدارة ترمب «لا تبدو نادمة» على دعمها السعودية، رغم أن العديد من المسؤولين الأميركيين متضايقون من التقارير التي تفيد بمقتل يمنيين بأسلحة أميركية. وتستمر الضغوط على إدارة ترمب من قبل «الكونجرس» والعديد من المسؤولين الأميركيين من أجل وقف الدعم المقدم للسعودية، بعد تأكيدات عن انتهاكات لحقوق الإنسان قامت بها الرياض، فضلاً عن تقارير أشارت إلى عمليات اغتصاب تعرّض لها معتقلون يمنيون على يد القوات الإماراتية. ورغم ذلك، تحارب إدارة ترمب «الكونجرس» -كما تقول «رشا»- وترفض الضغوط لوقف الدعم المقدم للسعودية. وتختم الباحثة اليمنية كلامها بالقول: «إن من الضروري أن تفكر إدارة ترمب كيف تساهم في وقف القتل غير المشروع الذي تمارسه السعودية في اليمن، والذي أدى إلى سقوط الآلاف من المدنيين وتدمير المستشفيات والمدارس والمنازل، وتنهي أسوأ كارثة إنسانية في العالم».;
مشاركة :