كتب - عبدالمجيد حمدي: كشفت السيدة مايا عيتاني اختصاصية التغذية العلاجية للأطفال أن 44 % من الأطفال في قطر يعانون من السمنة أو زيادة الوزن، لافتة إلى أنه بالنسبة للأطفال الذين يعانون السمنة فتبلغ نسبتهم 28%، أما الذين يعانون من الوزن الزائد ولم يصلوا إلى مرحلة السمنة فتصل نسبتهم إلى 16%. وقالت في حوار مع الراية إنّ 67% من الأطفال يتناولون الوجبات السريعة مرتين في الأسبوع على الأقلّ، وإن 33% من الأطفال القطريين في المدارس يهملون أو لا يتناولون وجبة الإفطار، لافتة إلى أن 70% من الأطفال لا يتناولون طعاماً صحياً، ولا يلتزمون بغذاء صحي سليم، في حين أن 90% من الأطفال يتناولون وجبات خفيفة غير صحية بين الوجبات على مدار اليوم. وأضافت إن 80% من الأطفال لا يلتزمون بتناول الفواكه والخضراوات التي ينصح بتناولها على مدار اليوم، مطالبة جميع الآباء والأمهات بضرورة الانتباه لمثل هذه العادات الغذائية الخاطئة التي تؤثّر على صحة أطفالهم على المدى البعيد. أضافت إنّ هناك حالات لأطفال وصلت أوزانهم إلى 130 كيلو جراماً، تمّ استقبالهم في العيادات لتنظيم عاداتهم الغذائية والعمل على مُساعداتهم في التخلّص من الوزن الزائد أو على الأقلّ تثبيت الوزن، ومن ثم فإنّ الطفل بعد أن ينمو ويكسب بعض الطول فإنه سيتخلّص تدريجياً من الوزن الزائد. وأوضحت أنه فور استقبال الحالات فإنه يتم دراسة البيئة التي يعيش بها الطفل من خلال الحديث مع الأهل لمعرفة نمط الحياة التي يعيشها الطّفل، ومن ثم وضع خُطّة متكاملة للعمل على مُواجهة السمنة أو زيادة الوزن للطفل، لافتة إلى أنه قد نضطر في النهاية إلى اللجوء لعمليات قصّ المعدة، ولكننا لا ننصح بها إلا في نهاية المطاف في حال فشلت جميع المُحاولات مع الحالة. بحث حول التدخل بالمكملات لعلاج سوء التغذية تطرّقت إلى خُطّة لإجراء بحث حول الذين يعانون من مشاكل في الوزن والطول، حيث سيتم إجراء هذا البحث على 500 طفل من سن العامين حتى الرابعة عشرة، وسيستمرّ لمدة عامين، حيث سيتمّ منح الأطفال الذين يعانون سوء التغذية مكملات غذائية على شكل حليب يحتوي على بروتينات وأملاح معدنية لتناوله مرّة أو مرّتين في اليوم، بالإضافة إلى نصائح لزيادة السعرات الغذائية، ومن ثم رصد تأثير هذا التدخل على الوزن والطول أو النمو بشكل عام، ومقارنة النتائج بالنتائج العالمية. وقالت إن هناك تواصلاً مستمراً بين قسم التغذية العلاجية وبين المدارس، حيث يتم تنظيم ورش عمل ومحاضرات علمية للطلاب والمعلمين أو للأهل كذلك، وتتركز على التغذية السليمة وكيفية تجنّب الآثار السلبية لأنماط الحياة الخاطئة التي لا تعتمد على الغذاء الصحيّ وممارسة النشاط البدنيّ. تحذيرات من أدوية وهمية لتقليل وزن الطفل أوضحت أنّه لا توجد أدوية لتقليل الوزن للأطفال، وإن كان هناك بعض الأدوية التي قد تصلح للكبار في مسألة تخفيض الوزن، ولكن بالنسبة للأطفال فلم تظهر أي أدوية يمكن أن تسهم في التخلّص من الوزن الزائد، لافتة إلى أنه في حال كانت هناك مشكلة للطفل في الهرمونات فإنه في هذا الوقت يمكن أن تكون الأدوية مفيدة للعلاج، لأنه سيكون هناك سبب يتمّ علاجه بالأدوية، وبالتالي يتخلّص الطفل تلقائياً من الوزن الزائد. وأشارت إلى أن التعامل مع الحالات التي تعاني من السمنة أو الوزن الزائد للأطفال تكون من خلال دراسة حياتهم اليومية والأطعمة التي يتناولونها على مدار اليوم وتزويدهم بنظام غذائي كامل بعد وضع خريطة متكاملة للعيش بشكل صحي بعيداً عن العادات الغذائية الخاطئة التي تعد السبب الرئيسي في السمنة وزيادة الوزن. وحذّرت من الانسياق وراء الإعلانات الوهمية التي تروّج لأدوية ووصفات طبية لتقليل الوزن موضحة أن هذه الوصفات والأدوية الطبية عبارة عن وصفات ومنتجات تجارية وهمية، الهدف منها هو الربح والتجارة فقط، ولابدّ من الحذر من استعمال أدوية ومستحضرات مجهولة وغير مثبتة علمياً لتقليل الوزن. ونصحت بضرورة الحرص على ممارسة الرياضة والنشاط البدني بشكل مستمرّ‘ لأنه سيؤدّي إلى زيادة الحرق وتقليل السعرات الحرارية التي يتمّ تناولها ومن ثم نصل في النهاية إلى تقليل الوزن أو التخلّص من الوزن الزائد. وأشارت إلى أن إهمال وجبة الإفطار يعدّ من الأمور السلبية التي يجب التوقف عنه بالنسبة للكثير من الأطفال، حيث تعتبر وجبة الإفطار هي أهم وجبة للطفل على مدار اليوم، ويقصد بها تناول الإفطار في المنزل وليس في المدرسة بعد الخروج من المنزل، مؤكدة أن أهمية وجبة الإفطار لها مزايا كثيرة للطفل، حيث إنها تأتي بعد فترة صيام طويل بعد استيقاظ الطفل الذي قد يكون نائماً منذ ثماني أو تسع ساعات، وبالتالي فإنه لابد من تزويد الجسم بالطاقة اللازمة في الوقت المُناسب. وتابعت إن تناول وجبة الإفطار للطلاب يكسبهم النشاط ويمنع الكسل والخمول ويساعد في تقوية الذاكرة وقوة التحصيل، فضلاً عن أن تناول هذه الوجبة يقي الأطفال من زيادة الوزن وسوء التغذية، لافتة إلى أن الدراسات أثبتت أن الأطفال الذين يتناولون إفطارهم في المنزل قبل الذهاب للمدرسة يحصلون على درجات أو علامات كبرى في المدرسة. ولفتت إلى أن وجبة الإفطار يجب أن تتضمن على الأقل عنصرين أو ثلاثة من العناصر الغذائية اللازمة للجسم مثل تناول الجبن والحليب والخضراوات والفاكهة أو زبادي بالفواكه أو الحليب مع التمر، محذرة من الإكثار من تناول الكورن فليكس بشكل متواصل، خاصة في فترات الصباح أو الكيك والبسكويتات، حيث إن السكريات في فترة الصباح من الأمور الخطيرة التي تضرّ الجسم بشكل كبير، حيث إنها تؤدّي إلى الخمول؛ لأن السكريات تزيد من إفراز الأنسولين بالجسم ومن ثم تؤدّي إلى الخمول وزيادة الوزن. وقالت إن هناك 5 عيادات أسبوعية مخصصة لاستقبال حالات الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية والتي قد تكون عبارة عن الإصابة بالنحافة أو الإصابة بالسمنة، موضحة أن العيادات تستقبل حوالي 50 مراجعاً أسبوعياً. وتابعت إن الحالات التي تستقبلها العيادات تكون بسبب سوء التغذية والتي ينتج عنها السمنة أو النحافة بالإضافة إلى مشكلة الحساسية من بعض الأطعمة مثل حساسية البيض أو حليب الأبقار أو حساسية المكسرات، بالإضافة إلى الأطفال الذين يعانون من الشلل الدماغي والذين يحتاجون إلى نوعٍ معينٍ من التغذية وهي حالاتٌ قليلة.
مشاركة :