كابول - (رويترز): تولى الجنرال الأمريكي سكوت ميلر قيادة قوات حلف شمال الاطلسي في أفغانستان أمس الاحد في الوقت الذي تواجه فيه واشنطن تساؤلات متزايدة ازاء استراتيجيتها لحمل طالبان على إجراء محادثات تهدف إلى انهاء الصراع المندلع منذ 17 عاما. ويتولى ميلر القائد السابق لقيادة العمليات الخاصة المشتركة بالجيش الأمريكي منصبه في وقت يمتزج فيه الامل بالخوف لدى الحكومة المدعومة من الغرب في كابول. وقال ميلر خلال مراسم تغيير القيادة بمقر مهمة الدعم الحازم بقيادة حلف شمال الاطلسي «كي تكون ناجحا عليك التعلم باستمرار والتكيف مع العدو والاجواء... ليس هناك مجال للركون إلى الامر الواقع. لا يمكن أن نستسلم لمشاعر الرضا عن الذات». ومر عام الان على استراتيجية الولايات المتحدة الرامية إلى تصعيد الضغط على حركة طالبان بتكثيف الضربات الجوية وارسال الاف من القوات الاضافية لتدريب القوات الافغانية وتقديم النصح لها إلا أنه ليست هناك مؤشرات حتى الان على نجاحها. ويسجل عدد الضحايا من المدنيين أرقاما قياسية كما أن هناك هجمات متكررة على مدن رئيسية مثل كابول وجلال اباد ورغم أن حركة طالبان لم تتمكن من السيطرة على أي مراكز حضرية رئيسية الا أنها تسيطر على مناطق كبيرة في الريف. وأفاد تقرير للمفتش العام بوزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) في يونيو أنه ليست هناك أدلة واضحة على أن «الإجراءات لزيادة الضغط على طالبان لها أثر كبير». وفي الوقت ذاته تتراجع قدرات القوات الافغانية بسبب الخسائر الكبيرة في الارواح وزيادة معدلات التهرب من الخدمة العسكرية واستمرار المشاكل اللوجيستية وتلك المتعلقة بالتنظيم التي تعرقل منذ فترة طويلة فاعلية القوات. وزادت الآمال في إجراء محادثات سلام بعد وقف غير مسبوق لإطلاق النار خلال عطلة عيد الفطر في يونيو إلا أن هجوما كبيرا شنه المسلحون على مدينة غزنة الشهر الماضي ألقى بظلاله على هذا التفاؤل. وقال الجنرال جون نيكولسون القائد المنتهية ولايته خلال المراسم «أعتقد أن بعض أعضاء طالبان يريدون السلام أيضا لكن يجري تشجيعهم على مواصلة القتال» وحث المسلحين على الاستماع إلى دعوات احلال السلام من الشعب الافغاني. وقال «حان الوقت كي تنتهي هذه الحرب في أفغانستان». مثل نيكولسون أمضى ميلر سنوات في أفغانستان قبل توليه قيادة القوات الأمريكية وقوات التحالف هناك ومر بمختلف المراحل خلال ما تعد الان أطول حرب أمريكية. وكان ميلر ضمن أول قوات أمريكية تصل إلى أفغانستان عام 2001 في إطار حملة للإطاحة بحكم حركة طالبان في أعقاب هجمات 11 سبتمبر في الولايات المتحدة. وبعد نحو عقد من الزمان خدم خلال زيادة عدد القوات التي أمر بها الرئيس الأمريكي آنذاك باراك أوباما والتي شهدت زيادة عدد قوات حلف الاطلسي في أفغانستان إلى أكثر من مائة ألف في محاولة للقضاء على التمرد كما كان هناك في الفترة من عام 2013 وحتى 2014 التي شهدت سحب معظم القوات الدولية. وتقبلت واشنطن فكرة أن تحقيق انتصار عسكري بكل معنى الكلمة ليس ممكنا وركزت على حمل طالبان على الجلوس إلى طاولة المفاوضات. الا أن التساؤلات تتزايد بشأن ما إذا كانت الاستراتيجية تؤتي ثمارها وسط تقارير بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نفد صبره جراء عدم احراز تقدم واضح.
مشاركة :