«بي بي سي» تنشر كيف أصبح «سيتي» أغنى نادٍ في العالم

  • 9/3/2018
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

متابعة: ضمياء فالح كتب صحفيا «بي بي سي» سيمون ستون ومات ديفيس: «في الأول من سبتمبر 2008 وافق سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، عبر مجموعة أبوظبي المتحدة على دفع 200 مليون إسترليني لشراء نادي مانشستر سيتي الإنجليزي، وبعد 10 أعوام من ذلك التاريخ أصبح سيتي أغنى ناد في العالم، ويملك المال لشراء أفضل المواهب الكروية على وجه الأرض، وأنفق سيتي على شراء لاعبيه 1.4 مليار وفاز ب 3 ألقاب دوري ممتاز وأصبح واحداً من القوى السوبر في القارة الأوروبية. هذه هي القصة على لسان من كانوا هناك في أكثر مواسم الصيف روعة. أغسطس 2008 الهروب والفوضى هرب التايلندي تاكشين شيناواترا، مالك سيتي السابق، في أغسطس 2008 من بلاده بعد اتهام زوجته بالاحتيال وكانت تقدر ثروته حينها بمليار استرليني من الأموال المجمدة أغرقت ملكيته للنادي في بحر من الفوضى. الفريق أنهى الموسم الماضي بالخسارة 1-8 أمام ميدلزبره تحت قيادة سفن جوران ايركسون ثم استبدل بمارك هيوز، وكلف المالك المدير التنفيذي جاري كوك بالبحث عن حلول ويعلق الأخير: كانت هناك فوضى، الجميع كان يتعلق بحطام السفينة ولم يكن هناك أمل كبير بالنجاة، مالياً كان الفريق مفلساً. لم نستطع دفع الفواتير ولا أجور الموظفين والعمال فالأموال مجمدة. كان وضعاً مأساوياً يجبرك على الاقتراض من أي مكان حتى إننا استدنا من أعضاء مجلس الإدارة. لم تكن خطة لقيادة ناد بل خطة للبقاء على قيد الحياة. العثور على مشتر لأسهم النادي لم يكن خياراً مطروحاً، يجب أن يشتري أحد ما النادي 100 بالمئة، لحسن الحظ كانت مجموعة أبوظبي المتحدة في السوق تبحث عن نادي كرة. الحلم الذي بعناه للمجموعة كان أكثر من 24 لاعباً، كانت شراء فرصة لإبداع شيء مميز. لم ندرك كمجموعة حجم الصفقة ولا توقعنا ما سيحدث من طفرة في النادي. سبتمبر 2008..الراحة والخلاص والنقلة يتذكر جاري كوك المدير التنفيذي للنادي: «الشعور الذي انتابنا عندما علمنا بفرصة عقد صفقة البيع كان الارتياح من عبء ثقيل، والراحة لأننا سندخل عصراً جديداً والراحة من التخلص من الواقع ونسيان الماضي ومرارته والراحة لأننا سنحصل على مال نعيش منه. في تلك المرحلة كان الاتفاق كله مكتوباً في ورقة واحدة، والطريف أنه كان جزءاً من الاتفاق أن تتوفر سلفة قرض من المالكين الجدد تسمح لنا بشراء لاعب واحد كي نؤكد طموحاتنا المستقبلية وكان اللاعب هو روبينيو».ويتذكر مدافع سيتي السابق نيدوم أونوها: «بيع النادي كان صدمة بحد ذاته، جنون مطبق، فجأة من الفقر نتحول لأغنى ناد في العالم. كانت صدمة ليس فقط للاعبي الفريق بل لكل العالم».ويضيف كومباني من جانبه: «كان هناك الكثير من الرجال الشرق أوسطيين في النادي، ثم تناقص العدد يوماً بعد آخر وبعدها لم نعد نرى أحداً منهم، كنا نتساءل من سيدير النادي، الأمر الآخر هو قرب نهاية موسم التنقلات الصيفية والحديث عن وصول روبينيو ثم فجأة أجد نجم الريال يجلس معنا في غرفة الملابس، علمنا حينها أن مشروع المالك الجديد في منتهى الجدية. أكتوبر 2008.. روبينيو معنا والحلم حقيقة يروي كوك قصة المهاجم البرازيلي روبينيو ويقول: كان لدينا المال لشراء اللاعب لكننا لم نكن نملك الوقت الكافي، 24 ساعة ويغلق باب الانتقالات كنا نسارع الوقت، إذا فشلنا في شراء روبينيو ربما تنهار صفقة البيع برمتها، كنا نقدم عروضاً مجنونة للاعبين مجانين لكن كان علينا تنفيذ رغبة المالك الجديد في جلب «لاعبين شهيرين» وروبينيو كان النموذج والعينة أو الماركة المطلوبة. ويضيف: الشيء الذي أتذكره جيدا عن ذلك اليوم هو ردة فعل المشجعين، شعروا كأن عبئاً أزيح عن كاهلهم. ويعلق أونوها: كنت في منزلي أشاهد آخر الأخبار على التلفاز وجاء خبر عاجل أن سيتي اشترى روبينيو، شعرت كأن روحي خرجت من بدني من شدة الفرح، تسمرت في مكاني ولم أصدق أن روبينيو وقع لسيتي ثم تذكرت أنني لاعب في سيتي، قلت في نفسي «واو، غدا سألعب بجوار من كنت أشاهده في ريال مدريد»، في اليوم التالي لعبت مع زميلي الجديد روبينيو وكان مذهلا ولا يصدق، تلك الصفقة رفعت النادي لمستوى جديد تماما، فلم يسبق للنادي أن وصله لاعب كهذا في تاريخه الطويل بالدوري الممتاز، هذا لاعب جاء لسيتي من ريال مدريد العملاق ليلعب معنا، صحيح أن روبينيو مجرد إنسان لكنه كان أول «جالكتيكو» في نادينا، مهما حاولنا التعامل معه بشكل طبيعي لم نستطع منع أنفسنا من معاملته بشكل مختلف». تغير المناخ سريعا في النادي بوصوله، الفريق كان جيدا قبله لكن مع وصوله أصبح فيه جوهرة. ويضيف كومباني من جانبه: «شيء لا يصدق وخارج المنطق، نجم في ناد لم يعرف من قبل نجما عالميا ولا حتى في أيام عزه، الجميع شعر بأن الفريق ملزم بالنجاح».يروي موظف العشب لي جاكسون: «طرق أحدهم على باب مكتبي وقال لي عرضنا 30 مليون لشراء برباتوف، قلت له «دعك من هذا الحديث، دفعنا للتو 6 ملايين لشراء كومباني من أين لنا ب30 مليون استرليني؟» وفجأة سمعت أن كوك في مدريد لشراء روبينيو». يناير 2009.. الجيران المزعجون وندم كاكا في يناير 2009، أول موسم انتقالات بعد شراء سمو الشيخ منصور بن زايد للنادي، فشل سيتي في شراء البرازيلي كاكا من ميلان مقابل 100 مليون استرليني لكنه اشترى لاحقا الأرجنتيني كارلوس تيفيز من مانشستر يونايتد، ونشر سيتي لافتة سماوية كبيرة بصورة تيفيز وتحتها «مرحبا في مانشستر» دفعت سير أليكس فيرجسون مدرب مانشستر يونايتد إلى وصف سيتي ب «الجيران المزعجين». وفي الصيف التالي اشترى «سيتي» يايا توريه من برشلونة ثم دافيد سيلفا، وفي 2011 وصل الأيقونة الأرجنتينية أجويرو. ويتذكر كوك: «فجأة، الجميع بدأ يهتم بمانشستر سيتي والجميع يريد أن يسمع أخباره، نحن لم نعتد على ذلك لذا كنا نتحدث بصوت مرتفع بعض الشيء عن طموحاتنا، كنا بحاجة للهدوء والمحافظة على رباطة الجأش رغم أن هذا صعب عندما تعيش القصة بتفاصيلها. كنا نريد لطموحاتنا أن تترجم على أرض الواقع بسرعة وكنا نريد أن نصبح أفضل فريق كرة وعندنا أفضل مرافق وأفضل بنية تحتية. ذهبنا لنعرض على كاكا 100 مليون لينضم إلينا، كان كاكا تصريح علني آخر بعد روبينيو عن جدية مشروعنا، وتحولنا لأداة يستخدمها اللاعبون حول العالم لإعادة التفاوض في عقودهم مع أنديتهم، أتساءل الآن إن كان كاكا تمنى عودة عقارب الساعة إلى الوراء كي يلتحق بسيتي» وختم كوك: «روبينيو كان محطة، تيفيز كان محطة لكن وجه النادي تغير بيايا توريه وسيلفا في 2010». كومباني: كنت مشدوهاً بكل ما أسمعه كان الإنجليزي مارك هيوز على رأس الفريق عندما اشترى النادي البلجيكي فنسنت كومباني من هامبورج مقابل 6 ملايين استرليني، وانضم كومباني كلاعب وسط في البداية، لكنه تحوّل لواحد من أهم مدافعي الدوري الممتاز وكابتن للفريق، ويقول اللاعب: «لم أكن أعلم بخطة البيع عندما انضممت للفريق، تحدثوا معي كأي لاعب آخر عن مشروع النادي وخططه المستقبلية وحاجتهم لي لتكملة هذا المشروع. وكلاعب كنت استمع ولا أصدق كل ما يقال لي، كنت محظوظاً بشراء سمو الشيخ منصور بن زايد للنادي وتحقيق كل الوعود التي سمعتها قبل توقيعي العقد».

مشاركة :