السيسي: ثورات الربيع العربي أفرزت فراغاً ملأته تيارات دينية لا تكترث بالحفاظ على الدولة

  • 9/3/2018
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

قال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي «إن الفراغ الذي أفرزته ثورات الربيع العربي تم ملؤه من قبل بعض التيارات الدينية المعروفة بالإسلام السياسي، سعت إلى استغلال الفرصة للوصول إلى الحكم وتولي السلطة، من دون اكتراث منها بأهمية الحفاظ على الدولة الوطنية أو سقوطها»، لافتاً إلى فهمها (تلك التيارات) الخاطئ لحقيقة الواقع الذي تعيشه المنطقة وشعوبها ولمفهوم الدولة. وشدد على أن الشعب المصري اختار بإرادته الواعية طريق الإصلاح لينأى بمصر عن خطر الانزلاق والانهيار. وزار السيسي، في ثاني أيام الزيارة الخامسة إلى الصين، أكاديمية الحزب الشيوعي المسؤولة عن تدريب المسؤولين والقيادات وتأهيلهم لتولي المناصب العليا. وقال الناطق باسم الرئاسة المصرية السفير بسام راضي «إن السيسي تفقد متحف الأكاديمية والتقى رئيسها وقادتها، وألقى كلمة أمام لفيف من قادة الأكاديمية وطلابها وقادة الحزب الشيوعي الصيني». واستعرض السيسي التطورات التي شهدتها بلاده خلال السنوات الأخيرة، مشيراً إلى أنه «في ظل الأحداث التي وقعت منذ عام 2011، جاء تركيز الدولة المصرية خلال السنوات الأربع الأخيرة على الحفاظ على أركانها والحيلولة دون انهيارها»، وذلك من خلال إعادة بناء المؤسسات، فضلاً عن إعادة الاستقرار والأمن والتصدي للإرهاب. وقال الرئيس المصري: «لا شك في أن تحقيق التنمية التي تحتاجها شعوبنا وتستحقها، مرهون باستعادة الاستقرار السياسي في المنطقة، ووقف هدر الدم والطاقة والموارد الذي تعرضت له شعوبها ولا تزال». وأضاف «أن الصراحة تقتضي أن نعترف بأن السنوات الماضية عرضت النظام الإقليمي العربي لأزمات حادة، لعلها الأخطر منذ انتهاء حقبة التحرر الوطني، وبات مستقبل بل ووجود الدولة الوطنية ذاتها مهدداً، بفعل ضغوط داخلية وتدخلات خارجية تهدد بتقويضها، وتفضي لفراغ استراتيجي أثبتت التجارب أنه لطالما مثل البيئة الملائمة لنشوء التوترات الطائفية والأعمال الإرهابية التي تواصل مصر التصدي لها بصرامة ومن خلال مقاربة شاملة تضم بجانب النواحي العسكرية والأمنية، الأبعاد الاجتماعية والثقافية والفكرية». وأشار إلى أن مصر تمسكت بأن مفتاح الخروج من المأزق الليبي هو المعالجة الشاملة لأزمة غياب الدولة، من خلال حكومة تمثل كل الليبيين وتمارس سلطاتها على جميع أنحاء ليبيا، وجيش قوي يواجه الإرهاب ويحمي الاستقرار، وانتخابات حرة تستكمل المؤسسات التشريعية للدولة. وشدد على أنه لا وقف لنزيف الدم في سورية، إلا بحل سياسي يبدأ بإعادة كتابة الدستور السوري بالطريقة التي تؤدي لإعادة بناء النظام السياسي والدولة الوطنية، وتلبي الطموحات المشروعة للشعب السوري الشقيق. وبخصوص اليمن، قال إنه «لا مخرج إلا بالحل السياسي، وبإنهاء كافة محاولات طرف معين الاستقواء بأطراف غير عربية لفرض إرادته على سائر بني وطنه بقوة السلاح». وزاد أنه «لا مجال لإنهاء أقدم صراعات المنطقة، إلا بإعطاء الشعب الفلسطيني حقه في دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية في إطار المرجعيات الدولية والقرارات الأممية ذات الصلة». في غضون ذلك، ألقى وزير الخارجية المصري سامح شكري كلمة أمام الاجتماع الوزاري التحضيري السابع لمنتدى التعاون الصين - أفريقيا، أكد فيها أن النظام الدولي الراهن تكتنفه العديد من التجاذبات السياسية المتصاعدة ذات الأثر السلبي على منظومة التعاون الدولي. وأضاف شكري «ما يزيد الموقف تعقيداً ويضاعف من جسامة التحديات ارتفاع أخطار الإرهاب والتطرف، وانتشار أنشطة جماعات الجريمة المنظمة عبر الوطنية»، معرباً عن التقدير لدور الصين كشريك استراتيجي لأفريقيا.

مشاركة :