أكدت وزارة الخارجية الفلسطينية، اليوم الإثنين، أن مجموعة المفاهيم والمواقف التي ساقها جرينبلات مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لشؤون المفاوضات الدولية في مقال نشره بصحيفة “يسرائيل هيوم” اليمينية، تُشكل “وصفة” واضحة المعالم لوأد أية فرصة لتحقيق السلام الدائم، ولا تتجاوز بأي حال كونها تكراراً ممجوجاً للمواقف الإسرائيلية القديمة التي تخدم مصالح اليمين الحاكم في إسرائيل القائمة على تكريس الاحتلال وابتلاع الأرض الفلسطينية والاستيطان فيها، وتطيل عُمر الصراع. وقالت الوزارة في بيان صحفي، اليوم الإثنين، “إن جرينبلات أكد من جديد وبما لا يدع مجالاً للشك تبني الإدارة الأمريكية المُطلق للرواية الإسرائيلية ومفرداتها، معترفاً بصراحة ووضوح تمسك إدارة ترمب بانقلابها الفج على الشرعية الدولية وقراراتها ومرجعيات عملية السلام الدولية”. وأشارت الخارجية إلى أن حديث جرينبلات يدفع للتساؤل: عن أي سلام يتحدثون؟، خاصة وأنه يتعمد تجاهل حقيقة أن السلام يُصنع بين طرفي الصراع وليس عبر جُملة كبيرة من الإملاءات على طرف دون الآخر، وأضاف البيان أن مبعوث المفاوضات الأمريكي يتهرب من تحميل إدارته المسؤولية الكاملة عن نتائج القرارات المنحازة التي اتخذتها بشأن القدس وقضية اللاجئين والموقف من وكالة “الأونروا” وغيرها من القرارات، وأدت بمجملها إلى هروب السلام وتراجع فرص تحقيقه أمام الجدران والحواجز العالية التي وضعتها إدارة ترمب في طريق قطار السلام. وأضافت الوزارة أن هذا ما يعنيه جرينبلات بقوله إن “إسرائيل لم تعد هي المشكلة، وإن الدولة اليهودية يمكن أن تكون جزءاً من حلول دول المنطقة، وإن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ليس جوهر الصراعات، وأيضا حديثه عن أن حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي لن يساهم في حل الصراعات الأخرى، هذا بالإضافة إلى تأكيده وإصراره على أن القدس كانت وستبقى عاصمة إسرائيل”. وأوضحت أن “حديث جرينبلات ينطوي إما على جهل مطبق بحقائق الصراع، أو أوسع وأعمق حالة استغباء للعالمين العربي والإسلامي وللعالم أجمع”. مؤكدة على أن غطرسة القوة وشريعة الغاب والتلاقي بين أيديولوجيا التيار المسيحي وأيديولوجية اليمين الحاكم في إسرائيل أوصلت جرينبلات إلى هذه الحالة من الاستخفاف بالمجتمع الدولي وشرعياته وقراراته الأممية، وهنا يبرز السؤال الذي نضعه برسم المجتمع الدولي: أين أنتم من هذا الانقلاب الفاضح الذي لا يطال بتداعياته السلبية والكارثية الشعب الفلسطيني وقضيته وحقوقه فحسب، بل يصل إلى دول العالم كافة، ويهدد بنتائجه مرتكزات المنظومة الدولية برمتها؟!
مشاركة :