سكك حديدية توسع نفوذ إيران إلى سواحل المتوسط عبر العراق

  • 9/3/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تعمل إيران على متابعة مشروع سكك حديدية توصلها بسواحل البحر الأبيض المتوسط في سوريا عن طريق العراق، وذلك بهدف استكمال مشروع ممرها البري الاستراتيجي بهدف توسيع انتشارها العسكري ونفوذها الأمني والاقتصادي. وفي هذا الإطار، أعلن المدير العام للدائرة الدولية، التابعة لوزارة الطرق والبناء الإيرانية، تيمور بشير كنبدي، في تصريحات لوكالة "مهر"، السبت، أن الاتفاقية الأخيرة بين إيران والنظام السوري بشأن إعادة الإعمار نصت على أن إيران ستبدأ بخط حديدي عبر البصرة العراقية إلى سوريا عن طريق البوكمال ثم دير الزور. وقال المسؤول الإيراني إن بلاده "تولي أهمية استراتيجية أيضاً لمشروع ربط إيران بدول شرق المتوسط عن طريق خط حديدي". وأكد أن "المقاولين الإيرانيين سيتولون بموجب اتفاقية بين البلدين في صيانة البنية التحتية للمواصلات في سوريا، خاصة السكك الحديدية". وأوضح أن "بلاده أجرت مباحثات مع النظام السوري والحكومة العراقية حول هذا الخط الحديدي الذي سوف يمر بمدينة البصرة العراقية، ومنها إلى منطقة البوكمال ثم مدينة دير الزور في سوريا". وحول أهداف المشروع قال إن "هذا الخط سيساهم في قطاع النقل الإيراني، ويطور السياحة الدينية بين إيران والعراق وسوريا". وكانت وكالة "تسنيم" الإيرانية أعلنت في 14 أغسطس/آب الماضي، أن إيران وسوريا، أعلنت عن عزمهما مد سكة حديدية بين البلدين بمشاركة العراق "لمواجهة العقوبات الغربية". وبحسب الوكالة، فقد تم ذلك خلال لقاء عمل عقد بين وزير نقل النظام السوري علي حمود ومعاون وزير الطرق وبناء المدن الإيراني أمير أميني، حيث بحثا الخط الحديدي الذي سيمتد من مدينة الشلامجة جنوب إقليم الأهواز في إيران، إلى ميناء البصرة العراقي، ومن ثم إلى الأراضي السورية. أهداف المشروع وفي يونيو/حزيران الماضي، أعلن نائب الرئيس الإيراني، إسحاق جهانغيري، أن أحد الأهداف الرئيسية لمشروع السكة الحديدية التي تربط بين إيران وسوريا، هو إقامة أفضل العلاقات التجارية والاقتصادية بموازاة العلاقات السياسية بين البلدين، وذلك لدى استقباله وزير الاقتصاد والتجارة في حكومة نظام الأسد، محمد سامر الخليل. وأشار جهانغيري إلى أن الشركات الإيرانية مستعدة للمشاركة والحضور النشط في "إعادة إعمار سوريا". من جانبه، رحّب الخليل بمشروع ربط كل من سوريا والعراق وإيران بسكة حديدية واحدة، مبدياً جاهزية النظام السوري لاستقبال الشركات الإيرانية وافتتاح فروع لمصارف إيرانية في سوريا. وزعم الوزير أن خطوة السكك الحديدية المشتركة "بإمكانها أن تؤدي إلى اتفاق تجاري ثلاثي بين طهران ودمشق وبغداد". مشروع ميناء بحري كذلك تدرس إيران إنشاء ميناء بحري في الحميدية بمدينة طرطوس غرب سوريا، وتطوير عمل المرافئ والسفن وتأمين التسهيلات لزيادة حركة النقل والتبادل التجاري بين سوريا وإيران في إطار سعيها للحضور الفعال على مياه المتوسط في سوريا، على غرار روسيا التي تمتلك قاعدتين عسكريتين هناك. معارضة إسرائيل ويعزز هذا المشروع في حال استكماله مخاطر نقل المزيد من الصواريخ والسلاح وتعزيز نفوذ إيران القائم في سوريا، فيما شددت إسرائيل على أهمية بقاء القوات الأميركية شرق سوريا، منعاً لتدشين هذا الممر العسكري الإيراني. وخلال الأشهر الأخيرة، قلص حضور القوات الأميركية في سوريا حضور إيران العسكري المكثف في بادية الشام، حيث تنتشر وحدات من الحرس الثوري والميليشيات الأفغانية والعراقية التابعة لها قرب معبر التنف على المثلث الحدودي بين سوريا والأردن والعراق، بهدف تأمين الخط البري الاستراتيجي "طهران – بغداد – دمشق - بيروت". ويأتي هذا الانتشار الذي يقوده قائد فيلق القدس بالحرس الثوري، قاسم سليماني، بهدف اكتمال مشروع "الهلال الإيراني" الذي عبر عنه مسؤولون إيرانيون مراراً وقالوا إن سيطرة إيران وصلت حتى شواطئ المتوسط. أهداف توسعية ولا يخفي كبار مسؤولي النظام الايراني أهدافهم التوسعية، حيث صرح آية الله أحمد علم الهدى، عضو مجلس خبراء القيادة الإيرانية وممثل المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، في محافظة خراسان، أن "حدود إيران أصبحت بالعراق والشام وسواحل المتوسط". وتقوم إيران بتمويل مثل هذه المشاريع وهي في حالة اقتصادية متدهورة وتخرج الاحتجاجات بين الفينة والأخرى بسبب ارتفاع الأسعار والغلاء والبطالة وفقدان القوة الشرائية. ويقول محللون إن إيران بعدما ثبتت أقدامها في كل من العراق وسوريا من خلال التدخل العسكري والنفوذ السياسي الأمني والسياسي والثقافي الذي أنفقت عليه مليارات الدولارات، تتجه الآن نحو جني ثمار هذا التدخل، حيث أكد أمين مجلس تشخيص مصلحة النظام الإيراني، محسن رضائي، في تصريحات سابقة في مطلع مايو/أيار الماضي، أن بلاده ستستعيد كل دولار أنفقته في سوريا والعراق. وقال رضائي وهو القائد السابق للحرس الثوري الإيراني، إن إيران استخرجت مناجم الفوسفات بمقدار مساعداتها المالية لسوريا، وتحاول الاستثمار في الصناعة والزراعة في سواحل المتوسط لجني المليارات. وتأتي هذه التصريحات بينما تقود إيران المعارك في سوريا منذ عام 2012، وأنفقت على تواجد الحرس الثوري والميليشيات التابعة التي تقدر بحوالي 70 ألف مقاتل كلفتها 6 مليارات دولار سنوياً، بحسب ما كشفت المندوبة الأميركية في الأمم المتحدة نيكي هيلي، خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي في 5 يناير/كانون الثاني الماضي. هذا بينما تعالت أصوات الشعب الإيراني خلال الاحتجاجات للمطالبة بوقف دعم الإرهاب بالمليارات وتمويل الميليشيات في سوريا و العراق واليمن.

مشاركة :