قال الرئيس الأرجنتيني ماوريسيو ماكري إنه سوف يفرض ضرائب على الصادرات لتعزيز العائد الذي تحتاجه البلاد بشدة، وذلك بعد أن انهارت عملة البيزو وتزايدت مخاوف المستثمرين إزاء قدرة الحكومة على تمويل نفقاتها. وقال ماكري في كلمة استغرقت 30 دقيقة تقريبا اليوم إن الحكومة سوف تلغي نحو نصف الوزارات الحالية لتقليل النفقات. وقال رسوم الصادرات هي "ضريبة سيئة، سيئة للغاية ولكن هذه حالة طارئة ونحتاج إلى عائداتها". وتابع الرئيس: "في هذه الشهور هبت كل العواصف معا ولكن مما لا شك فيه يجب ألا نفقد الأمل"، مضيفا أن الحكومة ستتخذ خطوات لمساعدة الفقراء للتكيف مع الأزمة. واستطرد: "نعلم أنه في ظل انهيار (البيزو) سيزيد الفقر ولكن يجب أن نكون موجودين لهؤلاء الأكثر احتياجا في هذا الوقت". وتفيد التقديرات بأن ثلث الأرجنتينيين على الأقل يعيشون تحت خط الفقر. وتهدف التدابير للإشارة إلى التحول في استراتيجية الحكومة قبيل محادثاتها المقررة غدا الثلاثاء، مع صندوق النقد الدولي لتسريع صرف دفعة من قرض بقيمة 50 مليار دولار. وكانت حكومة ماكري تعهدت بخفض العجز السنوي الرئيسي إلى أقل من 3ر1 بالملئة من إجمالي الناتج المحلي بحلول 2019 ،بموجب اتفاق مع صندوق النقد الدولي جرى ابرامه في حزيران/يونيو. وقال ماكري: "صفعة الخمسة أشهر الماضية كانت قوية، مجددا قال العالم لنا أننا نعيش أقل من إمكانياتنا". وعزا الأزمة إلى عوامل داخلية وخارجية من بينها جفاف وزيادة معدل الفائدة الأمريكي وصراعات تجارية. وعقد الرئيس ماكري سلسلة اجتماعات خلال اليومين الماضيين مع وزراء الحكومة وحلفائه الأساسيين في حكومة ائتلاف يمين الوسط. يذكر أن البيزو الأرجنتيني فقد حوالي 50% من قيمته منذ بداية العام الحالي، في حين طالبت حكومة ماكري قرضا بقيمة 50 مليار دولار من صندوق النقد الدولي في أيار/مايو الماضي. وقد تراجع البيزو إلى مستوى قياسي جديد بعد أن طالب ماكري صندوق النقد بتقديم موضع صرف الدفعة الأولى من القرض في الأسبوع الماضي. ويواجه الاتفاق مع صندوق النقد الدولي معارضة شعبية قوية في الأرجنتين التي كانت قد أشهرت إفلاسها في .2001 ويعتقد الكثيرون في الأرجنتين أن الصندوق أطال أمد الأزمة الاقتصادية من خلال فرض إجراءات تقشف صارمة على البلاد. وقد احتج عشرات الآلاف من الأرجنتينيين على القرض الأخير بعدما طلبه الرئيس ونظم العمال في حزيران/يونيو الماضي إضرابا عن العمل استمر 24 ساعة أصاب البلاد خلالها الشلل التام.
مشاركة :