إرم ذات العماد تستمتع بالفرجة على شايلوك الكويتي؟!

  • 9/4/2018
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

أكثر من آية قرآنية قاطعة بتحريم الربا «وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا» (275: البقرة).. «يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ» (276: البقرة).. «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا مُضَاعَفَة» (130: آل عمران)… والربا هو أن يستغل الغني حاجة الفقير، فيقرضه مبلغا من المال مشترطاً إرجاع مبلغ يزيد على المبلغ المقترض.. وقد ثارت ضجة كبيرة من قبل ما أسموا أنفسهم برجال «الصحوة» عن البنوك التقليدية، واقراضها الأموال للغير بفائدة ثبتها القانون، لتنشئ في ما بعد ما سمي بالمؤسسات المصرفية الإسلامية، وإذ بها تتقاضى ما يعادل فوائد البنوك الربوية، ولكن تحت مسميات أخرى ابتكرها لها رجال الصحوة وأنا شخصياً لا أرى غباراً في اقتضاء المؤسسات المالية التقليدية والإسلامية للفوائد على مبلغ مالي مقابل مبلغ آجل.. فالمال كسلعة مقيم بذاته وقيمة مبلغ من المال اقرضه لك الآن من المؤكد أنها ستختلف إذا أرجعته لي بعد سنة، يكفي أنك قد حرمتني من صرفها وتمتعت أنت بصرفها أو المتاجرة بها، وهذا له قيمة من دون جدال. *** لكن حديثنا اليوم لا يتصل بالمؤسسات المالية المحترفة كالبنوك التقليدية والاسلامية، موضوعنا يتصل بما أسماه كتابنا الكريم والعرب والعجم «بالمرابين».. بكل ما تعنيه الكلمة من معنى.. وهم من يستغل حاجة الناس فيقرضهم أموالاً بشروط «شايلوكية» وهو لفظ مأخوذ من شايلوك المرابي اليهودي، بطل إحدى روائع شكسبير المسرحية (تاجر البندقية).. الذي يشترط أن يقطع رطلاً من لحم المقترض اذا فشل في سداد قرضه… شايلوك الكويتي يعلن عن نفسه وعمله من دون خجل أو وجل بوسائل التواصل الاجتماعي وغيرها، وتجري العملية التي ينغمس بها أحفاد الشيطان هؤلاء بالتالي: «يعلن شخص عن استعداده لتكييش القروض.. فيكون على سبيل المثال أن شخصا مطلوبا لأحد البنوك بمبلغ 20 ألف دينار على سبيل المثال، فيعلمونه أنهم سيسددون عنه القرض مقابل 10 – 15 في المئة خلال أسبوع، وذلك بعد دراسة وضعه، وغالباً ما يكون لهم شركاء مخبرون في البنوك المحلية، وبعد أن يسددوا قرض البنك للمقترض، يتقدم الأخير بطلب قرض جديد على سبيل المثال بـ30 ألفا، فيقوم بدفع الـ20 ألفا التي اقترضها منهم وفوائدها التي تبلغ حوالي الـ3 آلاف دينار، فتبقى لديه 7 آلاف دينار من قروض البنك، ويرجع من جديد مطلوبا للبنك بـ30 الف دينار… وهكذا، ويقوم المرابون لضمان حقوقهم باجبار المقترض على توقيع كمبيالات لهم بمبالغ مضاعفة، ويحجزون جواز سفره أو جنسيته ومستندات مهمة أخرى.. واذا تأخر بالسداد، فتزيد الفوائد عليه ويطالب بسداد كامل قيمة الكمبيالة.. وهكذا.. أحد الاعلانات المستفزة يقول: تسديد القروض البنكية – اتصل بنا – سداد المديونيات والتعثرات – استخراج قروض جديدة – نتعامل مع البلاك ليست… أي حتى من تضع البنوك على اسمه حظراً يمنع من اقراضه، يقوم هؤلاء باقراضه بشروط تقصم الظهر! السؤال هنا للبنك المركزي ذي البناء الشامخ على شارع الخليج، والذي لقبته يوماً وبحق «بإرم ذات العماد» لماذا لم تتحركوا حتى الان في مواجهة هؤلاء المرابين المستغلين لحاجات المحتاجين، والا رقابتكم انتقائية على ناس وناس؟! ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم. علي أحمد البغلي Ali-albaghli@hotmail.com

مشاركة :