دبي: يمامة بدوان نجحت دولة الإمارات خلال سنوات قليلة، في تكريس دورها باستكشاف الفضاء، وأن توجد لنفسها موطئ قدم راسخة بشكل قوي في السباق العالمي لاستكشاف الفضاء الخارجي، وأن تكون عضواً فاعلاً عالمياً، عبر مشاريعها المهمة، وفي مقدمتها «مسبار الأمل» الأول عربياً وإسلامياً لاستكشاف المريخ، بقيادة فريق إماراتي، والأقمار الصناعية «خليفة سات» و«دبي سات 1 و2»، ومشروع بناء أكبر مدينة فضائية على الأرض، التي تشكل نموذجاً عملياً صالحاً للتطبيق على الكوكب الأحمر، وأخيراً برنامج الإمارات لرواد الفضاء المعني بتجهيز 4 إماراتيين لإرسالهم للفضاء خلال 4 أعوام.وتحرص القيادة الرشيدة للدولة، على استشراف كل مقومات المستقبل، بما توفره من دعم غير محدود مادي ومعنوي، خاصة أن الاستثمارات الإماراتية في القطاع الفضائي بلغت 20 مليار درهم خلال الـ 10 سنوات الماضية.وجاء إعلان صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، أمس، عن اسمي رائدي الفضاء الإماراتيين اللذين اختيرا بعد مراحل طويلة وشاقة واختبارات مكثفة، لتأكيد نجاح الدولة في سباقها مع الزمن.جاء إعلان صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، أمس، عن اسمي رائدي الفضاء الإماراتيين اللذين اختيرا بعد مراحل طويلة وشاقة واختبارات مكثفة، لتأكيد نجاح الدولة في سباقها مع الزمن في ترسيخ مكانتها العالمية باستكشاف الفضاء.ويعود ذلك إلى تأسيس مؤسسة الإمارات للعلوم المتقدمة والتكنولوجيا «إياست»، حيث قامت حكومة دبي عام 2006 بهدف الاستعداد للبدء في تأسيس قطاع الفضاء والتقنيات المتقدمة بإنشاء «إياست» واضطلعت بأهداف غير اعتيادية، تمثلت في التركيز على برامج نقل المعرفة، وإعداد الفرق الأولى من الخبراء والمهندسين الإماراتيين المتخصصين في العلوم المتقدمة والتكنولوجيا وعلوم الفضاء، وإطلاق المشاريع العلمية الطموحة لدولة الإمارات، وأطلقت المؤسسة أول قمرين صناعيين تمتلكهما دولة الإمارات في المدار «دبي سات 1» و«دبي سات 2»، وبدأت في تصنيع «خليفة سات» القمر الصناعي الثالث الأكثر تطوراً لدولة الإمارات على أرض الإمارات.وفي مرسوم تاريخي أصدره صاحب السموّ الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، في 16 يوليو/تموز 2014، جاء إنشاء وكالة الإمارات للفضاء، ليبدأ العمل على مشروع إرسال أول مسبار عربي وإسلامي إلى كوكب المريخ، أعقب ذلك، تأسيس مركز محمد بن راشد للفضاء عام 2015 بمرسوم أصدره صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، ونص على دمج مؤسسة الإمارات للعلوم والتقنية المتقدمة مع المركز.وبدأ مركز محمد بن راشد للفضاء بإعداد الاستراتيجيات، لتأسيس قطاع الفضاء الإماراتي على أسس راسخة وإطلاق المشاريع الفضائية النوعية، التي تدعم مشاريع الفضاء العالمية وتكمل الجهود الدولية في استكشافات الفضاء الخارجي والكواكب الأخرى.وتشمل مهام المركز، طبقاً للمرسوم، تأسيس الشركات التقنية والاستثمار في مشروعات الأقمار الصناعية، وإطلاق المشروعات التخصصية وتمويل البحوث والدراسات في قطاع الفضاء.ويعد برنامج الإمارات الوطني للفضاء أكبر خطة استراتيجية وطنية، تهدف إلى دفع دولة الإمارات إلى الأمام في قطاع استكشاف الفضاء، خلال القرن المقبل، وأطلق البرنامج الوطني للفضاء في إبريل/نيسان 2017 صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وصاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وتضمن خطة لـ100 عام، تهدف إلى بناء أول مستوطنة بشرية على الكوكب الأحمر، بحلول 2117، والوصول بمسبار الأمل الإماراتي إلى كوكب المريخ عام 2021 تزامناً مع الذكرى الخمسين لقيام دولة الإمارات.وتشمل أهداف البرنامج الوطني للفضاء إطلاق «برنامج الإمارات لرواد فضاء»، لتأهيل رواد فضاء إماراتيين، وبناء أرضية صلبة لكوادر إماراتية تخصصية في علوم الفضاء، وإرسال أول رائد فضاء إماراتي إلى محطة الفضاء الدولية خلال الفترة المقبلة، حيث كلف مركز محمد بن راشد للفضاء إدارة البرنامج، كذلك إطلاق «مجمع تصنيع الأقمار الاصطناعية» ضمن المركز، لتكون دولة الإمارات أول دولة عربية تصنع أقمارها الاصطناعية بشكل كامل.ويشمل البرنامج الوطني للفضاء أيضاً «مشروع المريخ 2117»، الذي يتضمن الكثير من المبادرات العلمية، تمهيداً للإعداد لأول مستوطنة بشرية على كوكب المريخ خلال المئة عام المقبلة، وتتضمن المبادرات إنشاء أول مدينة علمية في الإمارات لمحاكاة الحياة على كوكب المريخ، وتضم متحفاً للمريخ، ومختبرات متخصصة، ومختبراً لتجارب انعدام الجاذبية.كما يشمل البرنامج، إطلاق البرنامج العربي لاستكشاف الفضاء، وهو برنامج لنقل المعرفة والخبرات في علوم وتقنيات الفضاء مع جامعات ومؤسسات الدول العربية، للاستفادة من أبرز العقول العربية في هذا المجال.وأكد المهندس سالم حميد المري، مساعد المدير العام للشؤون العلمية والتقنية في مركز محمد بن راشد للفضاء، أن برنامج الإمارات لرواد الفضاء، مستدام، كونه لا يرتبط بفترة زمنية محددة، الأمر الذي يضع دولة الإمارات على خريطة الدول المتقدمة في مجال صناعة واستكشاف الفضاء، وبالرغم من خبرتها غير الطويلة في هذا المجال، فإنها تمكنت من وضع اسمها بين مصاف الدول الرائدة في هذه الصناعة المتميزة، وإثبات قدراتها، عبر تصنيع الأقمار الصناعية بأيد إماراتية 100%، ومنها «خليفة سات»، الذي يعد فخر الصناعة الإماراتية، كونه جرى على أراضي الدولة وبأيد وعقول مواطنيها، والمتوقع إطلاقه نهاية أكتوبر/تشرين الأول المقبل.وأضاف أن 0.1% من إجمالي المتقدمين للبرنامج، نجحوا في الوصول إلى المرحلة النهائية، إلا أن البرنامج لن يتوقف عند اختيار أول 4 رواد فضاء، بل ستنظم حملات لاستقطاب رواد جدد في المستقبل، لتأكيد أنه مستدام.
مشاركة :