فيصل عابدون دراسات عديدة تشير إلى أن القيادات العليا في «داعش» ربما تخطط لإعادة إنتاج تنظيمها المتضعضع واستئناف عملياته العسكرية على مستوى أوسع، رغم الهزائم الساحقة التي مني بها على كافة الجبهات، وفقدانه المخزون البشري ومصادر التمويل والأرض التي يقف عليها. وهي دراسات تهدف في الأساس إلى اتخاذ الحيطة والحذر وتسليط الضوء على هذا التنظيم الدموي في مرحلته الراهنة، وتمحيص خياراته المستقبلية ووضع التدابير الاستباقية لإحباطها قبل أن تنمو ويتجدد خطرها على العالم. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مسؤول أمني القول إنه وبعد أربع سنوات وفقدان التنظيم المدن التي كان يسيطر عليها في العراق وتراجع قدراته في سوريا، أصبح على قادته البحث عن «أسلوب جديد، خصوصاً لكسب العناصر بعد فقدانهم لأغلب مقاتليهم». ويؤكد خبراء أن التنظيم قام بتغييرات جوهرية في هيكليته الإدارية، شملت تقليص المراكز الإدارية التي كانت تضم 35 ولاية إلى ست. وتحدث التنظيم في مجلته الدعائية الأخيرة عن حصيلة الأعمال العسكرية، مشيراً إلى ست ولايات لا تزال ينشط فيها. ويحذّر المسؤول الأمني من أن «داعش» باتت تحوّل اهتمامها عالمياً، بعد أن خسرت حواضنها في العراق وسوريا في محاولة لإيجاد موطئ قدم جديد في الدول الغربية. ويعزز هذا الزعم أكثر التصريحات التي أدلى بها وزير الخارجية البريطاني جيرمي هانت عن أن هزيمة التنظيم بشكل نهائي لا تزال أمراً بعيد المنال. ونقلت صحيفة «ديلي ميل» عن هانت، قوله إن «التنظيم الإرهابي كان قد طرد من جل الأراضي تقريباً في سوريا والعراق، لكنه استفاق من جديد وتحوّل إلى شبكة إرهابية سريّة منتشرة في عدد من دول العالم. وقال الوزير البريطاني أيضاً إن «داعش» رد على فقدان أراضيه في سوريا والعراق بالتحوّل إلى شبكة إرهابية سريّة مع فروع عديدة في أفغانستان وليبيا واليمن والصومال. ودعا في هذا الإطار إلى تشديد إجراءات مكافحة استخدام شبكة الإنترنت من قبل عناصر التنظيم لنشر أفكارهم المتطرفة وجمع الأموال. تحذيرات الوزير هانت ليست قصصاً من نسج الخيال، فهي تتحدث عن خطر حقيقي يتشكل باستمرار. ففي مطلع الأسبوع الحالي حكم القضاء البريطاني بالسجن مدى الحياة على شاب من أنصار التنظيم كان يخطط لاغتيال رئيسة الوزراء تيريزا ماي وتفجير العديد من المباني حول وستمنستر. وكان الوزير هانت أكد أن حوالي 900 شخص، لهم صلات بالمملكة المتحدة، سافروا للقتال في حروب التنظيم. Shiraz982003@yahoo.com