القدس - كشفت وسائل إعلام إسرائيلية، الاثنين، أنّ المقترح الذي عرضه المفاوضون الأميركيون على الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، بشأن إقامة كونفدراليّة بين الضفّة الغربية والأردن، هو مقترح إسرائيلي بالأساس. ووفق صحيفة هآرتس فإن المقترح يقوم على أن تكون الضفة الغربية تحت الرعاية الأمنية الأردنيّة، على أن تضم إسرائيل القدس والمستوطنات إليها، مع عدم الإشارة إلى مصير غور الأردن، إن كان سيبقى تحت الاحتلال الإسرائيلي أو سيكون خاضعا للكونفدراليّة المقترحة. وفي ما يتعلق بقطاع غزّة، لن يكون جزءا من هذه الكونفدراليّة، إنما سيتم إخضاعه لرعاية أمنيّة مصريّة، رغم أن كافة الاتفاقيّات الموقعة بين السلطة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، تعتبر القطاع والضفة الغربية “وحدة واحدة”. وكان الرئيس محمود عباس قد كشف عن هذا المقترح خلال لقائه في رام الله الأحد بوفد من حركة “السلام الآن” وعضوين من الكنيست الإسرائيلي. وقال عباس إن مستشار الرئيس الأميركي دونالد ترامب جاريد كوشنير والمبعوث الخاص للشرق الأوسط جيسون غرينبلات طرحا عليه قبل أشهر إمكانية تحقيق كونفدرالية مع الأردن، حيث أجاب بأن ذلك ممكن شريطة أن تنظم إسرائيل إليها، متسائلا “هل سيقبل الإسرائيليون بذلك؟” والكونفدرالية هو في الأصل رابطة لمجموعة من الدول المستقلة ذات السيادة تفوض بموجب اتفاق بينهما على إسناد بعض الصلاحيات لهيئة أو هيئات مشتركة لتنسيق سياساتها في عدد من المجالات وذلك دون أن يشكل هذا التجمع دولة أو كيانا وإلا أصبح شكلا آخرا يسمى بالفدرالية، ولكن المقترح الإسرائيلي الأميركي يبدو أنه يناقض أو بالأحرى يشوه هذا المفهوم. وبحسب صحيفة هآرتس الإسرائيليّة لا يعرف ما إذا كانت الضفة الغربية ستحصل على اعتراف إسرائيلي أولًا، ومن ثم سيُعلن عن قيام كونفدراليّة، كشأن أردني- فلسطيني، أم أنه سيتم التوقيع على الاتفاق الكونفدراليّ بين القيادة في الضفة الغربيّة وبين الحكومة الأردنيّة، دون الاعتراف بدولة فلسطين. أفيغدور ليبرمان: علينا في ما يتعلق برام الله وقطاع غزة التصرف بشكل أحادي أفيغدور ليبرمان: علينا في ما يتعلق برام الله وقطاع غزة التصرف بشكل أحادي وقد سارع الأردن على لسان المتحدثة باسم الحكومة جمانة غنيمات إلى إعلان رفض المقترح، مؤكدا على أنه يتمسك بحل الدولتين. واعتبرت الصحيفة أن سبب رفض الأردن للمقترح الإسرائيلي هو الخشية من أن يكون ذلك تطبيقا لـ”الوطن البديل” على أرضها، ومن أن يشكّل الفلسطينيّون أغلبيّة السكان، إضافةً إلى أن الأردن سيتحوّل، بموجب هذا الاتفاق، إلى “حارس حدود لإسرائيل”. بالمقابل فإن الرئيس محمود عباس لا يرفض فكرة إقامة كونفدرالية مع الأردن شريطة أن يسبقها إعلان لدولة فلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، الأمر الذي طبعا تعارضه إسرائيل فطرحها لهاته المسألة الهدف الأساس منه هو قبر فكرة حل الدولتين. وصرح وزير العلوم الإسرائيلي أوفير أوكينيس، الاثنين أن حل الدولتين القاضي بإقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل “مات”. وقال أوكينيس في مقابلة مع هيئة البث الإسرائيلي الاثنين، إن “حل الدولتين مات”. وأضاف “لن تقوم أبدًا دولة إرهاب فلسطينية في يهودا والسامرة”، في إشارة إلى الضفة الغربية. وتابع أوكينيس “أن البديلين هما إما الحكم الذاتي أو كونفدرالية مع الأردن، لكن احتمال تحقيق البديل الأخير ضئيل”. وتقوم فكرة الحكم الذاتي على إدارة الحياة البلديّة في أجزاء من الضفة الغربية لا تشمل المستوطنات أو القدس، دون أن يكون هناك أي تمثيل في المجتمع الدولي، واقتصاد يعتمد أساسا على الأردن. ويرى مراقبون أن إسرائيل تدفع باتجاه فرض هاذين الخيارين معولة على دعم مطلق من قبل الإدارة الأميركية الحالية، ترجم في اعتراف الأخيرة بالقدس عاصمة لإسرائيل وأخيرا وليس آخرا محاولتها إسقاط مطلب “حق العودة” عبر وقفها لدعم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا بالكامل. ويشير هؤلاء إلى أن إسرائيل كما إدارة ترامب تحاولان فرض الخياران كأمر واقع على الفلسطينيين المنقسمين على أنفسهم، والمجتمع الدولي الذي يقف عاجزا. وأعلن وزير الدفاع الاسرائيلي الاثنين أن لا جدوى من التفاوض مع الفلسطينيين حول قطاع غزة أو الضفة الغربية المحتلة وأن على إسرائيل التصرف بشكل أحادي، في إشارة إلى الجهود المصرية الأممية لإبرام اتفاق لوقف لإطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة. وصرح ليبرمان في مؤتمر صحافي في القدس “أنا على اطلاع بكل المفاوضات وأعرف كل الوسطاء وكل ما يحصل”، بحسب ما نقل عنه مكتبه. وأضاف “لن تؤدي هذه المفاوضات سواء كـانت حـول رام الله أو غـزة إلى نتيجة”. وتابع “كل المفاوضات أدت إلى طريق مسدود وبالتالي علينا في ما يتعلق بالفلسطينيين حول رام الله وغزة التصرف بشكل أحادي وتحديد الواقع بشكل أحادي كما نراه نحن”.
مشاركة :