عرض الرئيس الصيني شي جينبينغ أمس تمويلاً جديداً لأفريقيا قيمته 60 بليون دولار، وشطب جزءاً من ديون الدول الأكثر فقراً في القارة، فيما حذر من توجيه التمويل إلى «مشاريع عديمة الجدوى»، مؤكداً مساعدة «من دون شروط»، على وقع انتقادات الغرب. وفي كلمته خلال افتتاح «المنتدى الاقتصادي السابع للتعاون الصيني- الأفريقي»، الذي تستضيفه الصين ويحضره قادة 53 دول أفريقية، تعهد شي بتنمية يراها ويلمسها المواطنون في القارة، وفي الوقت ذاته تكون صديقة للبيئة ومستدامة. ونفت الصين ممارسة ديبلوماسية «مصيدة الدين»، ويأتي عرض شي بعدما تعهد بمبلغ مماثل في القمة السابقة في جنوب أفريقيا قبل 3 سنوات. وأضاف شي أن «التمويل الجديد يشمل 15 بليون دولار على شكل مساعدات وقروض من دون فائدة، وقروضاً ميسرة وخطاً ائتمانياً بقيمة 20 بليون دولار، وصندوقاً خاصاً للتنمية الصينية الأفريقية بـ10 بلايين دولار، وصندوقاً خاصاً للواردات من أفريقيا قيمته 5 بلايين دولار». وقال إن «الشركات الصينية ستلقى تشجيعاً على استثمار ما لا يقل عن 10 بلايين دولار في القارة خلال السنوات الـ3 المقبلة». وأكد شطب ديون حكومية من قروض صينية من دون فائدة تُستحق نهاية العام الحالي لدول أفريقية فقيرة ودول نامية بلا حدود بحرية في القارة أو جزر صغيرة. وقال: «يجب أن يحقق التعاون الصيني الأفريقي مزايا ملموسة للشعوب في الصين وأفريقيا تكون ظاهرة للعين وملموسة». وذكر أن الصين ستنفذ 50 مشروعاً للتنمية الخضراء وحماية البيئة في أفريقيا مع التركيز على مكافحة التغيرات المناخية والتصحر وحماية الحياة البرية. وتعهد شي، من دون الخوض في تفاصيل، بأن تؤسس الصين صندوقاً للسلام والأمن ومنتدى مرتبطاً بذلك مع مواصلة المساعدات العسكرية المجانية للاتحاد الأفريقي. وتعهد المسؤولون الصينيون بدرجة أكبر من الحذر لضمان أن تكون المشاريع مستدامة، في وقت تدافع الصين عن استمرارها في إقراض القارة متعللة بأن أفريقيا لا تزال في حاجة لتنمية البنية التحية بتمويل من خلال القروض. وشدد على أن «التعاون الصيني مع أفريقيا يستهدف العقبات الرئيسة أمام التنمية، ولا ينبغي إنفاق الموارد الخاصة بالتعاون بيننا على أي مشاريع عديمة الجدوى، بل على المواضيع الأكثر أهمية». وأكد مسؤولون صينيون أن القمة ستعزز دور أفريقيا في مبادرة الحزام والطريق لربط الصين براً وبحراً بجنوب شرقي آسيا وآسيا الوسطى والشرق الأوسط وأوروبا وأفريقيا من خلال شبكة بنية تحتية على غرار طريق الحرير القديم. وذكر شي أن الخطة التي تعهدت بكين تنفيذها بـ126 بليون دولار، ستساهم في إتاحة مزيد من الموارد والمنشآت لأفريقيا والتوسع في الأسواق المشتركة. واستثمرت الصين بلايين الدولارات سنوياً في أفريقيا منذ العام 2015، خصوصاً في البنية التحتية والمناطق الصناعية. لكن هذه الاستثمارات، التي رحبت بها الدول الأفريقية الراغبة في التنمية الاقتصادية، أدت أيضاً الى زيادة ديونها لبكين. وأعرب صندوق النقد الدولي عن قلقه وركز خصوصاً على جيبوتي، حيث ارتفع الدين الخارجي من 50 في المئة من إجمالي المحلي إلى 85 في المئة خلال عامين. ووفق المكتب الأميركي «مبادرة الأبحاث الصينية- الأفريقية» التابع لجامعة «جونز هوبكنز» في واشنطن، فإن الصين أقرضت أفريقيا 125 بليون دولار بين عامي 2000 و2016. ورفض الرئيس الرواندي بول كاغامي، الذي تتولى بلاده حالياً الرئاسة الدورية لـ «الاتحاد الأفريقي» الانتقادات حول وجود «فخ ديون» مفترض. وقال في حديث إلى «وكالة أنباء الصين الجديدة» إن الهدف وقف تقدم العلاقات التجارية الصينية- الأفريقية. وأضاف: «الجانب الآخر من المسألة هو أن هؤلاء الذين ينتقدون الصين حول مسألة الديون يقدمون تمويلاً قليلاً جداً». ورفض رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا القول إن المساعدة الصينية للقارة السوداء تشكل «استعماراً جديداً».
مشاركة :