تسعى الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني لإعادة الروح إلى قلعة عسفان الأثرية والسوق الشعبي ومنطقة بئر التفلة المحيطتان في القلعة التي شيدت قبل قرون، وكانت تشرف على الطريق المؤدية إلى المدينة المنورة وتوفر الحماية لطرق القوافل القريبة التي تمر في المنطقة وقوافل الحجاج التي تتجه من جدة إلى المدينة من طريق الهجرة النبوية. ويعمل فرع الهيئة في منطقة مكة المكرمة على تطوير القلعة والمنطقة المحيطة فيها، بالتعاون مع بلدية عسفان، في إطار سعيهما للمحافظة على المواقع الأثرية والتراثية. وقال المدير العام لـ«السياحة والتراث الوطني» في مكة المكرمة محمد عبدالله العمري إنه «أعدت التصاميم والتصورات الخاصة بهذا النوع من التطوير لطرحها من قِبل بلدية عسفان للاستثمار، على أن تكون هذه المواقع مؤهلة بمواقف السيارات والمحال التراثية، والمطاعم الشعبية، والجلسات والغرف الفندقية»، لافتاً إلى العمل المشترك مع بلدية عسفان في البحث عن أفضل السبل لتطوير المواقع السياحية والأثرية، وتشجيع أصحاب الأعمال للدخول فيها، داعياً المستثمرين إلى أن يتقدموا لاستثمار هذه المواقع لما لها من جدوى اقتصادية وخدمية. ويقع مركز عسفان في موقع استراتيجي بالقرب من محافظة جدة، والمدينة الصناعية، وجامعة جدة، وكذلك على الطريق الرئيس بين مكة المكرمة والمدينة المنورة. وصمدت قلعة عسفان قروناً، ولكن عند إنشاء طريق الهجرة السريع تم قَص جزء منها من جهتي الشرق والغرب، ما أدى إلى تساقط أجزاء من أعمدتها، وتحديداً مدخل الحجرات. إلا أن بلدية عسفان أولت القلعة التاريخية الاهتمام في الأعوام الأخيرة، وقامت بإعادة بناء ما سقط من الأعمدة وترميمها. وأنشئت درجاً للصعود لها. ولا تعرف العلاقة بين القلعة والحصن الذي ذكره كل من ابن جبير في رحلته في القرن السادس الهجري قبل الخلافة العثمانية، وعاد ومر به في القرن الثامن الهجري ابن بطوطة، ولعلها بنيت على أنقاضه أو أنه موجود في مكان آخر. والقلعة مبنية من الأحجار التي جلبت من مناطق صخرية، إذ اكتُشف أن الأحجار الموجودة في القلعة تختلف عن أحجار الجبل الذي بنيت عليه على هيئة مربع وتمتاز بنوعية جيده من صخور البازلت التي تأتي فوق تلال الكثانة المرتفعة والتي تتاخم الحرة الشرقية الموجوده في السهل الساحلي والذي يفصل بين الحرتين الشرقية والغربية وادي الحمران الذي يقع شمال غرب القلعة، وفقاً لموسوعة «ويكيبيديا». وفي القلعة أربعة أبراج على الزوايا، وبرجان إضافيان على كل جدار. وما تزال بعض جدران وأبراج القلعة بحال جيدة نسبياً، إلا أن جزءاً من التلة التي تقوم عليها القلعة أزيل بفعل أعمال البناء في الطريق المجاور لها، وأصبحت القلعة الآن على حافلة التلة.
مشاركة :