صادف يوم أمس السبت الذكرى السادسة للحرب الأولى ضد قطاع غزة المحاصر، التي شنتها (اسرائيل) في 27/12/2008 واستمرت 22 يوماً، مخلفة نحو 1400 شهيد. في ذلك اليوم وعند الساعة الحادية عشرة والنصف تقريباً شن طيران العدو أكثر من 60 غارة في آن واحد مستهدفاً كافة محافظات القطاع، ما أثار حالة من الذعر والرعب. وتركز القصف في ساعاته الأولى على المقرات الامنية ومواقع المقاومة. وأدى القصف إلى استشهاد أكثر من مئة من قوات الشرطة والأمن الفلسطينية وعلى رأسهم اللواء توفيق جبر مدير شرطة غزة الى جانب وزير الداخلية سعيد صيام والشيخ نزار ريان، فيما ارتفعت حصيلة الشهداء إلى أكثر من 420 وأكثر من 2000 جريح كثير منهم من أفراد الشرطة الفلسطينية في اليوم الاول للقصف. وشهدت تلك الحرب الإجرامية الاجتياح البري لقطاع غزة. ففي الساعة التاسعة من ليل 3 يناير 2009 بدأ الهجوم البري بتدفق بأعداد كبيرة من الجنود الإسرائيليين. بدأ الاجتياح البري العسكري الإسرائيلي على القطاع، بقرار من المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر خلال جلسة سرية عقدها بمشاركة قوات من أسلحة المشاة والمدفعية والهندسة ووحدات خاصة وبوارج ودبابات ومدفعية شاركت الطيران في إغراق القطاع بالصواريخ والقذائف، ارتكب من خلالها الجيش الإسرائيلي مجازر إحداها في مسجد إبراهيم المقادمة، حيث قضى 16 شهيداً بينهم 4 أطفال و60 جريحاً، كما استدعى الجيش آلافاً من جنود الاحتياط للمشاركة في عملية الإجرامية معلناً أن الغزو سيستمر أياماً. وانتهت تلك الحرب على غزة بعد 22 يوماً ولكنها لم تكن الأخيرة حيث خاض القطاع بعدها حربين بفارق زمني سنتين من كل عام فعادت وشنت دولة الاحتلال حربا استمرت ثمانية ايام هي حرب 2012 وحرباً ثالثة استمرت 51 يوماً انتهت منذ ما يقارب الأربعة شهور وكانت الأشد بطشاً وتدميراً ضد المدنيين العزل والبنى التحتية للقطاع المحاصر. ولكن تلك الحروب أخفقت في كسر إرادة المقاومة لدى الغزيين الذين أظهروا شجاعة نادرة أمام واحدة من أعتى الجيوش وحشية في العالم.
مشاركة :