مقاعد المتفرجين لا تصنع أبطالا

  • 12/28/2014
  • 00:00
  • 30
  • 0
  • 0
news-picture

يخطئ كثيرون عندما يعتقدون أن المنتجات الشهيرة والنجاحات الكبيرة بدأت على نحو خلاق ومبتكر. لو راجعنا بدايات كثير من المشاريع لاكتشفنا أن أحد أسباب استدامتها ولمعانها يعود إلى بدايتها البسيطة وإيمان أربابها بها. يضايقني عندما ألتقي صديقا أو غير صديق ويخبرني عن مشروع ادخره طويلا في داخله لأنه ينتظر اللحظة المناسبة لإشاعته. يعتقد البعض أن العمل لا بد أن يخرج إلى العالم مثاليا وبديعا لكي يبقى ويستمر. في حين أن الحقيقة التي تكشفها قراءة تاريخ عديد من الأعمال المميزة أنه رافقت ولادتها جملة من الأخطاء والارتباك. من الضروري أن نقوم بدراسة جدوى مشاريعنا ووضع استراتيجية لها. لكن من غير المرضي أن نتأخر في إعلانها بحثا عن كمال لن يتم وقناعة لن نصل إليها. أفضل طريقة لصقل أي مشروع هي الزج به في الميدان. فهو المختبر الحقيقي لأي فكرة. مقاعد المتفرجين لا تصنع بطلا. ادخل وجرب فقد تنجح وقد تفشل أيضا. لا أتذكر لاعبا أبدع لأنه يراقب لاعبا ماهرا. بينما أتذكر كثيرا من اللاعبين الذين بدأوا بشكل متواضع وسجلوا نجاحات خلدت أسماءهم. في أكتوبر عام 2010 عندما أطلق كيفن سيستروم ومايك كريجر تطبيق إنستاجرام، لتبادل الصور والفيديو عبر تطبيق في الأجهزة الذكية، كان الهدف الأساس للتطبيق أن يقوم بتحديد المواقع عبر الأجهزة المحمولة، يسجل فيه المستخدم دخوله لأي مكان معروف مسبقا، عن طريق صفحة الهاتف المحمول الخاصة بالخدمة على غرار تطبيق "فورسكوير". لكن كيفن ومايك حرصا على أن يضيفا خاصية إضافة الصورة مع تحديد الموقع. ولاحظ المؤسسان أن المشتركين في تطبيقهما الجديد انصرفا عن تحديد الموقع واهتموا بخاصية الصورة، فتجاوبا مع هذا الاهتمام فركزا على الصورة. وقررا أن يدعما التطبيق بـ (فلاتر) تقوم بالتأثير على ألوان الصورة. ففوجئا بإقبال لم يتوقعاه. هل كان كيفن ومايك قادرين على الوصول إلى النتيجة الهائلة تلك لو أنهما لم يطلقا مشروعهما؟ لا أعتقد. وحدها التجارب التي تنضج مشاريعنا.

مشاركة :