طالبان أفغانستان تعلن وفاة مؤسس شبكة حقاني

  • 9/5/2018
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

كابول - (أ ف ب): توفي جلال الدين حقاني الذي اعتبرته وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية بمثابة عميل قيم في الماضي قبل أن يؤسس جماعة متطرفة تبنت العنف وتحولت هدفاً للولايات المتحدة في جنوب آسيا، بعد معاناة طويلة مع المرض، وفق ما أعلنت حركة طالبان الأفغانية الثلاثاء.واعتبر جلال الدين الذي شكل شبكة حقاني التي تحمل اسمه وعرفت باستخدامها المكثف للانتحاريين ضد المدنيين الأفغان وعناصر الأمن وقوات حلف شمال الأطلسي بقيادة الولايات المتحدة، شخصية رئيسية كرست الجهاد في المنطقة التي تعاني من النزاعات منذ 40 عاماً.وتعد جماعته في قلب التوترات الإقليمية حيث تشتبه واشنطن وكابول منذ زمن بارتباط شبكة حقاني بالمؤسسة العسكرية الغامضة في باكستان.وبرز جلال الدين الذي يعتقد أنه ولد في أفغانستان قبل أن يهاجر إلى المناطق القبلية في باكستان كقائد للمسلحين المتطرفين الأفغان الذين قاتلوا الاحتلال السوفيتي في الثمانينات بمساعدة الولايات المتحدة وباكستان.وعرف عن جلال الدين تنظيمه وجرأته ومهارته في التجارة حيث كان يطلق عليه "تاجر المعادن" لإعادته بيع أجزاء الدبابات التي دمرت في أرض المعركة.وتحول إلى عميل قيم بالنسبة لوكالة الاستخبارات المركزية في واشنطن "سي آي إيه" حيث زاره عضو الكونغرس تشارلي ويلسون شخصياً، الذي ساعد في تزويد الـ"المجاهدين" بالسلاح.وبعد عقود، استخدم جلال الدين الذي كانت إطلالاته الإعلامية كثيرة، مهاراته باللغة العربية لإقامة علاقات جيدة مع المقاتلين الإسلاميين العرب، بمن فيهم أسامة بن لادن، الذين تدفقوا إلى المنطقة خلال الحرب.وتولى منصباً وزارياً في نظام طالبان الذي تولى السلطة في أفغانستان عام 1996 ليصبح الوحيد بين كبار قادة "المجاهدين" الذي ينضم إلى الحركة حيث كان مقرباً من مؤسسها الملا عمر الذي قتل في 2016.ومنذ سقوط نظام طالبان في 2001 إثر الغزو الأمريكي، لم يعد جلال الدين يظهر في العلن إلا قليلاً في وقت بدأ الخوف يتزايد من شبكة حقاني.واتهمت المجموعة التي أدرجتها الولايات المتحدة على لائحة الإرهاب في 2012 بشن اعتداءات مروعة في أنحاء أفغانستان منذ عهد طالبان حيث إنها بين أكثر المجموعات المؤثرة والشرسة التي تنشط في المنطقة.وقال جلال الدين الذي يعتقد أنه في السبعينات أو الثمانينات من عمره في إحدى المرات إن تناول العسل هو سر العمر المديد.وكان مريضاً منذ سنوات وقد نقل القيادة إلى نجله سراج الدين الذي يتولى حاليا كذلك منصب نائب زعيم طالبان.وأفادت طالبان في بيان على موقع "تويتر" بأن جلال الدين حقاني "كان بين أهم الشخصيات الجهادية المتميزة خلال حقبته".وأكدت عائلته وفاته في رسالة بعثت بها إلى الصحافيين عبر تطبيق "واتس آب". لكن لم يتضح أين ومتى توفي، إلا أن تقارير غير مؤكدة أشارت إلى أنه كان في باكستان خلال السنوات الأخيرة.وسرت شائعات تحدثت عن وفاته في الماضي، بما في ذلك تقارير انتشرت بشكل واسع في 2015. لكن هذه المرة الأولى التي تؤكد فيها طالبان وعائلته الخبر.وقلل محللون أفغان وأجانب من أهمية تأثير وفاة جلال الدين على عمليات شبكة حقاني.وقال المحلل مايكل كوغلمان من "مركز ويلسون" في واشنطن "نظراً لطول الفترة التي قضاها مريضاً، لن يكون لوفاته هذا التأثر الكبير على الحرب".وفي 2011، وصف الأميرال الأمريكي مايك مولين شبكة حقاني بأنها "الذراع الحقيقية" للاستخبارات الباكستانية.ولطالما ضغطت واشنطن على إسلام أباد للتحرك أمنيا ضد المجموعة وألغت مؤخرا مساعدات بقيمة مئات ملايين الدولارات لباكستان على خلفية غياب التحرك "الحاسم" من قبل الأخيرة ضد المجموعات المقاتلة.لكن إسلام أباد نفت مراراً الاتهامات بأنها تأوي المقاتلين المتطرفين لديها.وقال دبلوماسي أجنبي في كابول إن سراج الدين يدير شبكة حقاني "بدعم مهم من وكالة الاستخبارات المركزية الباكستانية".وعدا عن التفجيرات المدمرة، اتهم مقاتلو حقاني باغتيال كبار المسؤولين الأفغان وخطف غربيين للحصول على فديات.وبين هؤلاء الرهائن، الكندي جوشوا بويل وزوجته الأمريكية كيتلين كولمان وأبناؤهما الثلاثة الذين أفرجت الجماعة عنهم العام الماضي إلى جانب العسكري الأمريكي بوي بيرغدال الذي أطلق سراحه في 2014.وفي كابول، يعتقد أن المجموعة تقف خلف العديد من الهجمات التي وقعت في العاصمة مؤخراً وتبناها الجناح المحلي لتنظيم الدولة "داعش".ويعتقد بعض المحللين أن عناصر حقاني يتعاونون مع تنظيم الدولة "داعش"، المنخرط في الوقت ذاته في حرب عصابات مع طالبان.

مشاركة :