لماذا تقلق أسواق العملات كثيراً حيال الأزمة الأرجنتينية؟

  • 9/5/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

لا تزال الأرجنتين تواجه أزمة اقتصادية إثر الهبوط الحاد في قيمة العملة المحلية «البيزو»، مما أدى بدوره إلى تقلبات في أسواق العملات، وطرح تقرير نشرته «فاينانشيال تايمز» عدة تساؤلات عن أسباب القلق حيال هذه الأزمة. وأعلن الرئيس الأرجنتيني موريسيو ماكري، أن حكومته ستتخذ عدة تدابير تقشفية منها زيادة الضرائب على صادراتها من بعض السلع، وجاء ذلك وسط عدم يقين لدى المستثمرين وشكوك بشأن قرض صندوق النقد الدولي الذي تقدر قيمته بخمسين مليار دولار. وكان ماكري قد صرح نهاية أغسطس الماضي أنه طلب من صندوق النقد الدولي الإسراع في وتيرة تسليم دفعات القرض لمواجهة أزمة هبوط البيزو ومحاولة استعادة ثقة المستثمرين والأسواق. 6 تساؤلات مهمة بشأن الأزمة الاقتصادية في الأرجنتين • أين تكمن مخاوف المستثمرين؟ - أكثر المخاوف التي تؤرق المستثمرين هي مدى قدرة الأرجنتين على الوفاء بالتزاماتها المالية في السنوات المقبلة من عدمه ومدى قدرتها أيضاً على تفادي التعرض لركود اقتصادي وكبح التضخم قبيل الانتخابات الرئاسية العام المقبل. - أفاد محللو «أكسفورد» بأن الأرجنتين في حاجة لتمويل يقدر بـ 77 مليار دولار لبقية عام 2018 ولعام 2019، وهو رقم يشكل تحدياً أمام «بوينس آيرس» مع الأخذ بعين الاعتبار أن 80 في المئة من الديون السيادية المستحقة على الدولة اللاتينية مقوّمة بالدولار الأميركي. - تسبب الهبوط الحاد للبيزو أمام الدولار في 30 أغسطس في زيادة أعباء الدين وخدمته على كاهل الأرجنتين، وبهذا المعدل، ربما يصل حجم الدين الحكومي إلى 90 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي هذا العام. - على أثر ذلك، زادت تكلفة التأمين ضد التعثر في سداد الديون بشكل حاد، مما جعل المستثمرين يرون الأرجنتين ثاني أكثر الدول المعرضة لمخاطر ائتمانية شديدة حول العالم بعد فنزويلا. • هل رفع الفائدة إلى 60% كاف لوقف هبوط البيزو؟ - واصل البيزو الأرجنتيني هبوطه الحاد في 30 أغسطس رغم قرار البنك المركزي رفع معدل الفائدة إلى 60 في المئة، لكن تشديد السياسة النقدية من المحتمل أن يدعم البيزو. - يقلق المستثمرون من أنه رغم قيام البنك المركزي بدوره، فإن وقف هبوط البيزو يعتمد على تفسيرات الحكومة ومنح المزيد من التفاصيل بشأن قدرتها على خفض العجز المالي والوفاء بأهداف صندوق النقد الدولي. - أكدت الحكومة الأرجنتينية أنها ستخفض دعم الطاقة وتقلل أجور موظفي القطاع العام من بين إجراءات أخرى، ولا تزال هناك شكوك حيال إمكانية خفض الإنفاق وتفادي أزمة سياسية. • ما شعور مواطني الأرجنتين حيال كل ذلك؟ - منذ بدأت أزمة هبوط البيزو أوائل مايو الماضي، كان الأرجنتينيون يترقبون الأوضاع المتأزمة بحذر، وفي ظل أزمة اقتصادية طال أمدها، يرى المواطنون أن الدولار هو أكثر شيء قيم يمكن أن يكون في حوزتهم. - هناك تشاؤم شديد إزاء الأزمة الاقتصادية في الأرجنتين بين الأوساط العامة وشكوك حول قرض الإنقاذ المالي من صندوق النقد لاسيما أن ذلك يأتي بعد تاريخ طويل من المشكلات والتقلبات الاقتصادية التي تعانيها «بوينس آيرس» والتي انتهت بانهيار اقتصادي عام 2001. • ما فرص «ماكري» في الفوز بانتخابات الرئاسة المقبلة مجدداً؟ - يمثل العام زمناً طويلاً في عالم السياسة بالأرجنتين، ووسط ترقب انتخابات الرئاسة المقبلة في 27 أكتوبر، لا توجد توقعات جوهرية بشأن شخصية بعينها يمكنها الفوز حتى الرئيس الحالي «ماكري». - كانت الأنظار تتجه نحو الرئيسة السابقة كريستينا فرنانديز دي كيرشنر بأنها يمكنها الفوز بسهولة وهزيمة ماكري في الانتخابات الرئاسية، لكن فضيحة الفساد التي تعرضت لها أخيراً قللت حظوظها في إمكانية الترشح. - ربما تؤدي الإجراءات، التي تتخذها حكومة «ماكري» في إشعال بصيص أمل لدى الأرجنتينيين وأن بإمكانهم الخروج من شبح الأزمة الاقتصادية والسيطرة على التضخم، مما يعزز فرص فوز «ماكري» فضلاً عن أن شخصاً لن يريد الترشح لقيادة اقتصاد يعاني ركوداً تضخمياً. • قرض بـ 50 مليار دولار... ماذا يريد صندوق النقد في المقابل؟ - أكدت مديرة صندوق النقد الدولي كريستين لاغارد، أن فريقها يتعاون عن كثب مع الحكومة الأرجنتينية لمراجعة خطتها الاقتصادية عبر سياسات نقدية ومالية وجهود حثيثة لدعم التمويل الحكومي. - رغم ذلك، هناك غموض حيال ممارسات صندوق النقد ومطالبه لـ«بوينس آيرس» وسط تكهنات بأن لاغارد تريد زيادة أكبر في معدل الفائدة لترويض التضخم، إضافة إلى خفض كبير في الموازنة الحكومية لاستعادة ثقة الأسواق وتقليص خدمة الديون. - صرح وزير الاقتصاد الأرجنتيني أن الحكومة تستهدف عجزاً في الموازنة بنسبة 1.3 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي هذا العام، لكن محللين أكدوا ضرورة وجود جهد أكبر لتقليص العجز بشكل أسرع من المخطط. - حاول الصندوق تجميل صورته من خلال القول، إنه يريد دعم الأرجنتينيين للخروج من أزمتهم ومن غير المرجح أن يطلب فوراً المزيد من الإجراءات التقشفية أو خفض سريع للإنفاق. • هل ستظل الأزمة منحصرة في الأرجنتين؟ - رغم أن الأرجنتين وقعت تحت براثن برامج صندوق النقد الدولي في وقت سابق هذا العام، فإن مشكلاتها تفاقمت في الآونة الأخيرة بسبب الهبوط الحاد الذي تعرضت له الليرة التركية أمام الدولار مما أثار تذبذبات شديدة في الأسواق الناشئة خلال الشهر الماضي. - يتبادل البيزو والليرة مركز الأسوأ أداء بين عملات الأسواق العالمية هذا العام، ويأتي ذلك مع تحول الأنظار نحو تغيرات جوهرية في السياسات النقدية لاسيما من جانب الفدرالي الأميركي، الذي يمضي قدماً في رفع الفائدة، كما يسعى المركزي الأوروبي إلى إنهاء برنامج التيسير الكمي بنهاية 2018. - تثبت الأزمة الاقتصادية في الأرجنتين المزيد من التحديات في الأسواق العالمية لاسيما بين الاقتصادات الناشئة.

مشاركة :