بعد عقد من اندلاع الأزمة المالية.. الخطر يهدد الاقتصاد العالمي

  • 9/5/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

قبل عشر سنوات انهار النظام المالي الأميركي، نتيجة استثمارات غامضة ومكونات مسممة للاقتصاد. اليوم، تحمل الأخطار التي تلقي بثقلها على الاستقرار الاقتصادي أسماء أخرى معروفة: الصين، انتشار الأسواق الناشئة، بريكست... ودونالد ترمب. في السنوات التي تلت الأزمة المالية عام 2008، والتي تسببت بخسارة عشرات ملايين الأشخاص منازلهم، وفقدان عشرات الملايين وظائفهم، ودمرت تريليونات الدولارات من الثروات، استعاد الاقتصاد العالمي عافيته. وتشير توقعات صندوق النقد الدولي إلى نمو الاقتصاد العالمي بنسبة 3.9% هذا العام والتالي، ما يؤكد على متانة التعافي على مستوى العالم. لكن مع وجود الولايات المتحدة وسط نزاعات تجارية متعددة، فإن تحديثات تلوح في الأفق. وحذر كبير الاقتصاديين في الصندوق موريس أوبستفلد من أن «خطر تفاقم التوترات التجارية الحالية... هو أكبر تهديد في المدى القريب على النمو العالمي». وعبر أقوى البنوك المركزية في العالم، الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، عن رأي مماثل، محذراً من أن «تصعيداً في الخلافات التجارية العالمية يمثل خطراً مترتباً محتملاً على النشاط الفعلي». أميركا أولاً منذ توليه مهامه في البيت الأبيض رافعاً شعار «لنعيد للولايات المتحدة عظمتها» قلب الرئيس دونالد ترمب العلاقات التجارية رأساً على عقب، فشنّ هجمات لم تفرق بين الحليف والخصم. وأحد أبرز أهدافه كان اتفاقية التبادل الحر لأميركا الشمالية (نافتا)، الاتفاق الذي يعود لـ 25 سنة مع جيرانه كندا والمكسيك، والذي وصفه بـ «المخادع» والكارثي» للولايات المتحدة. وأصر ترمب على إعادة التفاوض على «نافتا»، وبعد أن باتت اتفاقية أخرى جاهزة عملياً، تسببت تصريحاته التي تنتقص من كندا -أكبر الشركاء التجاريين للولايات المتحدة- الأسبوع الماضي بإخراج المفاوضات عن مسارها. وهاجم الاتحاد الأوروبي ووصفه بالمنافس، في وقت تواجه بروكسل المجهول فيما يتعلق بـ «بريكست»، أما فيما يتعلق بالصين، فقد فرض ترمب مجموعة من الرسوم الجمركية العقابية للضغط عليها للقيام بتنازلات. ويمكن أن تدخل حملته الشرسة ضد بكين مرحلة جديدة هذا الأسبوع، مع فرض رسوم على سلع تصل قيمتها إلى 200 مليار دولار. وبدأت عواقب ذلك تتردد في ثاني اقتصاد في العالم، وإذا ما تصاعدت قد تؤثر على الاستثمارات والموردين والثقة. الأزمة التالية عندما انهار مصرف «ليمان براذرز» في 15 سبتمبر 2008، بدا حجم الكارثة واضحاً. فقد استُثمرت مبالغ طائلة في أدوات مالية بالغة التطور قائمة على كذبة: رهون عقارية بفائدة منخفضة جداً لفترات طويلة، سمحت للعديد من الناس شراء منازل دون اعتبار قدرتهم على السداد. ولكن عندما بدأ الاحتياطي الفيدرالي في رفع الفائدة في 2004، انهار البناء الورقي. والآن بعد سنوات من فائدة عند صفر%، فإن الاحتياطي الفيدرالي يرفع الفوائد مجدداً. وخبراء «الركود الكبير» غير متأكدين متى ستتفجر الأزمة الكبيرة المقبلة. مؤشرات وقال آرون كلاين، الخبير حول القوانين في معهد بروكينغز: «لذا لا أعرف ما الذي سيسبب الأزمة المقبلة، لكني متأكد بأنها لن تكون الزهور الهولندية... ولا الرهون العقارية». وتساءل الخبير في المخاطر السياسية إيان بريمير من «يوريجيا غروب» ما إذا كانت القوى العالمية اليوم سترد بالفعالية نفسها كما في 2008 أو بعد هجمات 11 سبتمبر الإرهابية.;

مشاركة :