قالت صحيفة «واشنطن بوست»، إن وكالة «الأونروا» لغوث وتشغيل اللاجئين تلبي احتياجات اللاجئين الفلسطينيين منذ ما يقرب من 7 عقود، لكن إذا حصل الرئيس الأميركي دونالد ترمب على ما يريده فسوف تتوقف قريباً عن العمل.صرّحت إدارة ترمب، الجمعة، أنها ستتوقف عن تمويل وكالة الأمم المتحدة، التي أُطلقت في عام 1949 لتوفير احتياجات أكثر من 700 ألف فلسطيني فرّوا أو أُجبروا على ترك منازلهم في ما يُعرف الآن بإسرائيل. وأضافت الصحيفة الأميركية، في تقرير لها، أن هذه الخطوة ضد «الأونروا» ليست سوى أحدث ضربة يتلقاها الفلسطينيون من ترمب. ويأتي ذلك في أعقاب تخفيضات في مساعدات التنمية الأميركية للفلسطينيين في الضفة الغربية وغزة، وكذلك قرار الإدارة العام الماضي بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، والذي يُنظر إليه على نطاق واسع على أنه رفض للمطالبات الفلسطينية بأن تكون القدس الشرقية مقراً لحكومتهم في المستقبل. وتابعت الصحيفة: «لقد أدى نهج إدارة ترمب إلى عزل السلطة الفلسطينية التي أصابها الضرر بالفعل، والتي يقودها محمود عباس، الذي يُعتبر المحاور الرئيسي في أي اتفاق سلام مع إسرائيل. وفي الوقت الذي يصرّ فيه مساعدو ترمب على أنهم يسيرون في طريقهم نحو صفقة كبرى جديدة، أصبح من الواضح تماماً أن البيت الأبيض متفق مع أيديولوجية نتنياهو وحكومته التي تضم وزراء يزعمون علناً أن الفلسطينيين لن يكون لهم دولة خاصة بهم». واعتبرت الصحيفة أن هذا النهج قد يكون له عواقب وخيمة على المدى القصير بالنسبة للفلسطينيين الذين يعتمدون على مساعدات «الأونروا»، مشيرة إلى أن خطوة ترمب فاجأت حتى المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، التي تخشى حدوث أزمة إنسانية، ويشاركها في هذه المخاوف كثيرون في واشنطن. واستدركت الصحيفة: «لكن هناك مخاطر طويلة المدى لإسرائيل كذلك؛ فقد مرر نتنياهو قانون الهوية الوطنية المثير للجدل الذي يُضعف حقوق الأقليات. وفي الخارج، يغازل نتنياهو القادة المستبدين الراغبين في دعم إسرائيل في المحافل الدولية، حتى لو كان لديهم سجلات تتبع معاداة السامية. علاوة على ذلك، سعى جاهداً لتحويل التركيز بعيداً عن السلام مع الفلسطينيين إلى تهديد إيران. وسعى لترشيد العلاقات مع دول عربية مثل مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة». ونقلت الصحيفة عن الكاتب أنشل فيفر -في صحيفة «هاآرتس»- قوله: «علناً، يقول الدكتاتوريون العرب إن السلام الكامل مع إسرائيل لن يكون ممكناً إلا عندما تُحل القضية الفلسطينية. لكن على نحو خاص، فإنهم يقتربون باستمرار من إسرائيل». وأضاف فيفر: «في الواقع، مصالحهم المشتركة في مواجهة إيران وتنظيم الدولة تتفوق بسهولة على أي تضامن عربي حقيقي مع الفلسطينيين». ونقلت الصحيفة عن ناثان ثيرال -الخبير في العلاقات الإسرائيلية الفلسطينية السياسة- قوله: «إن التحالف بين حلفاء إسرائيل والقوميين المتطرفين في أوروبا والولايات المتحدة أصبح موضوعاً مركزياً لرسائل حملة المقاطعة (بي. دي. أس). وفي هذا الصدد، كان عهد ترمب جيداً للحركة».;
مشاركة :