يتطلع النجماوية في الموسم الجديد 2018/2019 إلى مواصلة ما كان عليه الموسم 2017/ 2018 والذي لم يكن موسما عاديا بالنسبة للفريق والذي أحرز فيه أغلى الكؤوس وحلّ ثانيا في بطولة الدوري، ودوري الموسم الفائت كان متباينا في نتائجه في النهاية ، وأن فارق النقاط بين المحرق والأندية الثلاثة التي تلته في الترتيب كان كبيرا، على العكس من النقاط التي فصلت بين الأندية الثلاثة (النجمة – المنامة – المالكية) التي تلته والتي لا تتعدّى النقطة فيما بينها، وبالطبع فإن الطموحات لهذه الأندية الأربعة اختلفت كثيرا عن الأندية الستة، ولكنها في فترة ما، وجدنا أن الطموحات لدى المحرق والنجمة أكبر ، قبل أن يدخل النجمة في حالة استرخاء، بمعنى أن الأندية التي نافست المحرق لها طموحات بطولية، وأيضا هي متباينة بين فريق وآخر، لأن العامل المادي شكل هاجسا كبيرا، لأن المادة لو وجدت لدى المالكية مثلا في الموسم الفائت لما كان خرج إلى المركز الرابع؛ بعد أن كان في الموسم 2016/2017 بطلا، ولكن تبقى الاشارة إلى أن المحرق اختلف عن بقية الأندية بأن البطولات التي يتحصل عليها تنبع من تفوق فني وتاريخي، وهي تسير في دماء منتسبيه من اداريين ولاعبين وجماهير، بينما رأينا أندية أخرى تريد بطولات معلّبة، لا يمكنها الثبات ولا الاستقرار، لأن النفس الطويل مطلوب، أمّا التذرع بأن عصر الاحتراف يتطلب عملية الاستقطاب المحلية الكبيرة، فهو لا يمكن البناء عليه! وعلى أية حال النجمة وهو يدخل الى الموسم الحالي بمتغيرات عديدة، تركت تأثيرها على الاستقرار، وتبقى النتيجة التي حصل عليها الموسم المنتهي تبقى جيدة ولكن يجب أن يبدأ من حيث ما انتهى عليه، هو كان يمكن أن تكون النتيجة لديه أفضل لو أن الفريق لم يدخل في حالة استرخاء بعد الفوز بأغلى الكؤوس، وباسترجاع نتائج الموسم الفائت يمكن القول بأن الخسارة الأولى للفريق في القسم الأول أمام المحرق وبثلاثية نظيفة؛ جعلت الفريق يستشعر بأن الوصول إلى درع الدوري يتطلب نفسا طويلا أكثر مما هو متاح له، وهي ليست مسئولية النجمة لوحده، لأن ابعاد المحرق أو وضع الفرامل أمامه لابد أن يشترك فيه غالبية الأندية، وليس ناد لوحده، والمشكلة أن الأندية تستصعب نفسها حين يفرق المحرق نقطيا، وترى أنه من الصعب عليها الاقتراب منه؛ خوفا من أن يفترسها، أوليس اطلاق كلمة الذيب عليه من قبل محبيه يعتبر اسما على مسمى؟! ولذا فإن الفوز بأغلى الكؤوس مثّل طموحا للفريق النجماوي الموسم الفائت، أكبر من درع الدوري، لأنه على الأقل يتم بخطوات أقصر؛ وبنفس أقل، مع الاشارة إلى البدايات للفريق في القسم الأول كانت مطمئنة، وبالذات النتيجة التي فاز بها على الرفاع وكان قوامها ستة أهداف نظيفة، وفيها رسالة واضحة لكل الفرق بأن يملك كتيبة متكاملة! النجمة بعد الصعود كان في الموسم 2016/2017 مع الكابتن علي عاشور متذبذبا، ولكنه مع ذات المدرب في الموسم 2017/ 2018 حاول أن يتلافى ذلك ، لأنه في الموسم الأول له بالدرجة الأولى كان يبحث عن التثبيت، و في الموسم الثاني يبحث عن بطولة، أي بطولة، ولذا فإن التصريح بدرع الدوري لم نسمع أنه تردد على لسان النجماوية؛ بل أن أغلى الكؤوس مثّل هدفا أساسيا، وأعتقد بأن عملية التدعيم التي قام بها النادي بطلب من الكابتن علي عاشور وبدعم من الاداري النشيط (جدا جدا) حمد بن سلمان؛ جعلت ادارة النادي وعلى رأسها عيسى القطّان يلبي الطلبات التي تقدم بها الجهاز الفني ، ولذا لا يختلف اثنان على أن اللاعبين الذين استقدمهم النجمة في غالبية المراكز كانوا متميزين في كل المراكز، بدءا من خط المقدمة الذي تقدمه أوتشيه (هداف الدوري) والسوري محمد فارس والاثنان سيفتقدهما الفريق في الموسم الحالي بذهاب للرفاع و الآخر أعير خارج البحرين، وذلك سيترك تأثيرا على فاعلية الهجوم ، و وباق من الموسم الفائت للحالي عزيز خالد وإبراهيم أحمد، وعلي مدن والأخير يمكن القول عنه بأنه واحد من نجوم الدوري، والبرازيلي أسيداس، والمدافعان كميل عبد الله و الذي كان إلى جانبه سيد مهدي باقر المحترف الموسم الحالي في النصر الكويتي، فضلا عن الحارس سيد شبر، من دون أن ننسى الصاعدين مثل سالم عادل و محمود عصام. طبعا الفريق احتل المركز الثاني بعد معاناة، بل أنه كاد أن يخرج من حسبة صعود منصة التتويج في الجولات الأخيرة، ولكن ربك لطف وقدّر فاعتلى للوصافة بفارق نقطة. ولعل المشكلة التي اريد لها الاشارة هنا ويجب أن يتخطى ذلك الموسم الحالي؛ بأنه يسجل من فرص صعبة وبالذات أنه يعتمد على شاكلة (4 / 2 / 3 / 1 ) أو ما تعرف بطريقة شجرة الأرز، والتي تلعب بها كل الفرق في الدوري تقريبا، وكان يركز على أوتشيه جعل الأخير تحت طائلة المراقبة، وبالذات أن صناعة فرص النجمة تأتي غالبا من الأطراف وحيث يتمركز السوري محمد فارس والذي هو الاخر سيغيب، وسيكون الاعتماد على ممادو إذا تمّ تثبيته، ومن خلال الكرات الثابتة التي يتولها علي مدن وكان ناجحا فيها، ولكن في المقابل تدخل في الفريق كثير من الأهداف السهلة ، وهذا يأتي غالبا لسوء التركيز بين العمق الدفاعي و الحارس سيد شبر، وهو ما على الكابتن العبيدي تحاشيه الموسم الحالي. ولابد أن تكون لديه مطالعة بين النتائج، لتكون مدخلا له الموسم الجديد، و نرى أنها اختلفت بين القسمين، فهو في القسم الأول جمع 20 نقطة، بينما في الثاني لم يجمع سوى 10 نقاط، وسجل في القسم الأول 19 هدفا ودخل مرماه 10 أهداف، بينما في القسم الثاني سجل 15 هدفا ودخل مرماه 16 هدفا. ونتائجه في القسم الأول كانت كالتالي: فاز على المالكية 3/1 و على الرفاع 6/0 وعلى الأهلي 1/0 و على الرفاع الشرقي 1/0 و على المنامة 2 / 1 و على الشباب 1/0، وتعادل مع الاتحاد 4/ 4 ومع الحد 1/ 1، وأعتقد بأن نتيجته مع الاتحاد مثّلت هاجسا لأن الأخير كان من دون حارسه الأساسي، وفي القسم الثاني فاز على الأهلي 3/2 وعلى الشباب 3/1 وتعادل مع المحرق من دون أهداف ومع المالكية 3/3 ومع الرفاع الشرقي 2/2 ومع الاتحاد 2/2، بينما خسر من الحد بهدف ومن الرفاع بهدفين و من المنامة 2/3 بمعنى أنه خسر 17 نقطة، بينما هي لم تتعدى في الأول سوى 7 نقاط!!! طبعا حال الفريق في الموسمين الأخيرين بالدرجة الأولى لم يختلف كثيرا، فكلاهما في القسم الأول كان أفضل من الثاني، لأنه في الموسم الذي سبق المنتهي كان ينافس للهروب من الهبوط، وهذا التذبذب يعود إلى عدم وجود النفس الطويل لديه، ولأن المنافسة تحتاج إلى وقت طويل، وهنا لابد أن تكون التقارير جاهزة للكابتن العبيدي. ولعل تفسير السبب الرئيسي وراء عدم مواصلة الفريق المنافسة على درع الدوري هو فوزه بأغلى الكؤوس، كما أشرنا أعلاه، لأنه يظهر أنه اكتفى ببطولة واحدة، والتي تكفل له التواجد الخارجي، وأنه في القسم الثاني كانت تصاحبه الإشاعات برحيل المدرب علي عاشور، وهو ما أدى لظهور الأمور السلبية، ومن ثمّ اتخاذ الإدارة قرارها، مع انه بعد فوزه بأغلى الكؤوس؛ قيل بالتجديد له. طبعا النجمة كان في الموسم الفائت يعتمد في التسجيل على أوتشيه، وحين يصوم الأخير عن التسجيل يتأثر الفريق من ناحية النتائج، وهنا يتطلب أن يضع العبيدي الحلول المناسبة، وليس بيده سوى مامادو القادم من الدوري اللبناني ولعل تفوق الفريق في الموسم الفائت أن اختيار اللاعبين من قبل الجهاز الفني ذاته ونائب رئيس الجهاز حمد سلمان كان ذكيا وبما ينفع استراتيجية المدرب، فحين يكون لديك سبعة لاعبين في المنتخب الوطني فهذا يعني أن الادارة بذلت جهدا كبيرا، لأن استقطاب لاعبين من هذه النوعية يحتاج لمبالغ كبيرة، والموسم الحالي ربما يكون الأمر مختلفا، ولكن العبيدي ليس غريبا على الدوري البحريني، والفريق ضمّ اليه علي منير وحسن الشيخ وعبد الله الدوسري. وأن الحماس ورغبة الفوز الموجودة لدى اللاعبين؛ مثّلت عنصرا مهما ويمكن أن تتكرر الموسم الحالي، وحين يكون الفكر العالي الذي يحمله الجهاز الفني بقيادة العبيدي ومعاونيه سيد محمود جلال ويوسف يعقوب والدور المميز للإداري حمد سلمان، يمكن أن يتكرر الموسم الحالي، وأعتقد أن مباراة كأس السوبر أمام المحرق ستمثل اختبارا حيّا للفريق قبل الدخول في الدوري العام، كما سيختبر نفسه في الجولات الثلاث الأولى قبل أن يلتقي المحرق ثانية في الجولة الر ابعة.
مشاركة :