أجرى وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو ونظيره الأميركي مايك بومبيو اتصالا هاتفيا أمس (الثلاثاء) تم خلاله التطرق إلى الأزمة التي تشهدها العلاقات بين بلديهما، إضافة إلى مستجدات الملف السوري.وبحسب مصادر دبلوماسية تركية، جرى الاتصال بناء على طلب من بومبيو.ورغم التوتر في العلاقات بين أنقرة وواشنطن، فإنهما تتعاونان معا في تنفيذ خريطة الطريق في منبج، شمال سوريا، التي تم التوصل إليها في اجتماع وزيري الخارجية بواشنطن في 4 يونيو (حزيران) الماضي، والتي تقضي بإخراج عناصر «وحدات حماية الشعب» الكردية من المدينة وتسيير دوريات عسكرية أميركية وتركية في محيطها والإشراف على تحقيق الاستقرار فيها لحين تشكيل مجلس محلي من سكانها لإدارتها.ومع تصاعد احتمالات هجوم النظام السوري على إدلب التي تنسق تركيا فيها مع كل من روسيا وإيران، حيث نشرت 12 نقطة مراقبة في إطار اتفاق مناطق خفض التصعيد، الذي تم التوصل إليه في آستانة برعاية الدول الثلاث، بدأت أميركا تنشط في شرق الفرات مؤكدة أنها ستعزز وجودها في المنطقة.في الوقت ذاته، واصل الجيش التركي إرسال تعزيزات عسكرية إلى المناطق الحدودية مع سوريا.ووصلت أمس (الثلاثاء) قافلة عسكرية إلى محافظة كليس، الحدودية مع سوريا جنوب تركيا، كما تم نقل كثير من المركبات إلى داخل الشمال السوري، في خطوة عدّت مصادر عسكرية أنها تأتي في إطار الاستعدادات لمواجهة موجة نزوح ضخمة من إدلب حال بدء النظام هجومه عليها.وضمت القافلة العسكرية التركية 8 شاحنات محملة بدبابات، وعربات عسكرية، وانتقلت إلى منطقة إلبيلي، الحدودية مع سوريا.وقالت مصادر عسكرية تركية لصحيفة «حرييت» إن التعزيزات الجاري الدفع بها إلى بعض مناطق الشمال السوري والحدود التركية – السورية، تهدف إلى الاستعداد لهجوم وشيك لقوات النظام السوري على إدلب السورية، التي تبعد نحو 30 كيلومتراً عن الأراضي التركية، ويوجد بها نحو 10 آلاف مقاتل مرتبطين بـ«جبهة النصرة»؛ فرع تنظيم القاعدة.وحذرت الحكومة التركية، أكثر من مرة، من التداعيات الإنسانية بعد شن هجوم واسع النطاق على إدلب، حيث يوجد نحو 3 ملايين شخص، وفقا للأمم المتحدة، لكن أنقرة تقدر العدد بـ3.5 مليون شخص، ووسعت تركيا مخيم اللاجئين في منطقة أطمة السورية الحدودية تحسبا من موجة نزوح واسعة جديدة.في الوقت ذاته، بدأت عودة السوريين الذين أمضوا عطلة عيد الأضحى في المناطق التي تخضع لسيطرة القوات التركية والجيش السوري في أعزاز، والباب، وجرابلس، وغيرها من الأماكن المحررة.وتسمح قوات الشرطة التركية للمواطنين السوريين بالدخول إلى الأراضي التركية عقب عمليات تدقيق إقاماتهم الشخصية.وتعمل كل من قوات الشرطة التركية، ومؤسسات المجتمع المدني على نقل العائدين إلى الأراضي التركية عبر معبر «أونجو بينار» الحدودي بولاية كليس، جنوب تركيا.وذكرت إدارة معبر «أونجو بينار» التركي، أن عدد السوريين الذين عبروا إلى مناطقهم المحررة بلغ 35 ألفاً و840 سورياً في الفترة ما بين 1 و18 أغسطس (آب) الماضي.
مشاركة :