إسطنبول - ترى أوساط سياسية تركية أن تنفيذ طائرات روسية الثلاثاء غارات على مواقع في محافظة إدلب يؤكد فشل محاولات تركيا في إقناع روسيا برؤيتها لتفكيك هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا)، وأن عملية القصف لا تعدو أن تكون رسالة ضغط على أنقرة لإعلان دعمها للهجوم الذي تستعد قوات النظام لشنه على المحافظة. وتأخذ الرسالة الروسية لأنقرة بعدا قويا خاصة أنها تأتي قبل القمة الثلاثية التي ينتظر أن تحتضنها العاصمة الإيرانية طهران في السابع من الشهر الجاري، وهي خطوة ذكية من موسكو لتأطير أجندة القمة ودفع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى التوقف عن تسويق خطاب يوهم بأنه يمسك بالملف. وكشفت تصريحات ستيفان دي ميستورا، المبعوث الأممي إلى سوريا، عن وجود خلاف روسي تركي وراء تجدد القصف أياما قليلة قبل القمة الثلاثية. واعتبر دي ميستورا في تصريحات له أن أنباء الضربات الجوية في إدلب ربما تكون دلالة على أن المحادثات الروسية التركية لا تسير على نحو جيد، مشددا على أن تلك المحادثات تمثل الأساس لتقرير مصير المحافظة الخاضعة للمعارضة دون إراقة دماء. وكثيرا ما أوحى أردوغان بأن إدلب ما بعد تفكيك هيئة تحرير الشام ستبقى تحت الرعاية التركية إلى أن يتم إقرار الحل السياسي، وهي فرضية تنفيها روسيا باستمرار بالتأكيد على ضرورة عودة المحافظة إلى سيطرة الرئيس السوري بشار الأسد، ثم تأتي لاحقا مرحلة التفاوض على شكل الانتقال السياسي. دي ميستورا: الضربات الجوية في إدلب دلالة على أن المحادثات الروسية التركية لا تسير على نحو جيد دي ميستورا: الضربات الجوية في إدلب دلالة على أن المحادثات الروسية التركية لا تسير على نحو جيد وأرسلت إيران بدورها رسالة واضحة لأردوغان الثلاثاء بأن لا حل سوى بإخراج المجموعات المتشددة من المحافظة، وهو ما يعني أن الأمر سيتم عن طريق الخيار العسكري، وليس عن طريق تسوية سياسية مع النصرة تتم من خلالها إعادة تعويم عناصرها الفاعلة في التشكيلات الإسلامية الأخرى التي ترعاها تركيا. وقال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إن بلاده تبذل جهودا لإخراج المسلحين من آخر معقل للفصائل المقاتلة في سوريا “بأقل تكلفة بشرية”. ونقلت وكالة إرنا عن ظريف قوله “نبذل جهدنا لحل الوضع في إدلب عبر خروج الإرهابيين من هذه المنطقة بأقل نسبة من التكلفة البشرية”. وأشارت أوساط سورية مقيمة بمدينة إسطنبول إلى أن قيادات من المعارضة لم تخف شكوكها من البداية في قدرة تركيا على حماية المحافظة وتجنيبها مصير الغوطة الشرقية ودرعا، وأنها حذرت من الانسياق وراء وعود أردوغان وشعاراته التي أفضت إلى أن تغامر الفصائل بنقل مقاتليها وتجميعهم في منطقة واحدة ستسهل على النظام وروسيا مهمة محاصرتهم ودفعهم إلى الاستسلام والقبول بمصالحات صورية، أو تصفيتهم. ويبدو أن العجز عن إدارة الأزمة مع روسيا، دفع الأتراك إلى التحرك باتجاه الولايات المتحدة في وقت لم يعد خيار إدلب سوى بيد روسيا وقوات الأسد، فضلا عن البرود الشديد في العلاقة بين واشنطن وأنقرة. وبحث وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، ونظيره الأميركي مايك بومبيو بشأن منطقتي إدلب ومنبج في سوريا. وحذر الرئيس الأميركي دونالد ترامب سوريا وإيران وروسيا الاثنين من شن عملية عسكرية قد تؤدي إلى “مأساة إنسانية”. لكن تصريحات المسؤولين الأميركيين بمن فيهم ترامب تكتفي بالتحذيرات من أزمة إنسانية والدعوة إلى “عمليات أكثر دقة” لتجنيب المدنيين خسائر أكبر.
مشاركة :