"حيرة ماكرون بخصوص روسيا واضحة الأسباب"، عنوان مقال ميخائيل روستوفسكي، في "موسكوفسكي كومسوموليتس"، حول الأسباب التي تجعل الرئيس الفرنسي يخشى روسيا ويريد صداقتها في آن. وجاء في المقال: "يحلم بوتين الشرير والدموي بتدمير الاتحاد الأوروبي"، "لكننا بصرف النظر عن ذلك، بصدد بناء شراكة استراتيجية معه". إذا جمعنا تصريحي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اللذين يفصلهما بضعة أيام فقط، فإن سياسة باريس الخارجية في الاتجاه الروسي، تبدو كما جاء فيهما بالضبط. تأرجح الرئيس الفرنسي، يعكس الوضع الصعب جدا، الذي يعانيه الاتحاد الأوروبي الآن، والذي يمنح بعض الأمل في حدوث تحول هام في العلاقات بين روسيا وأوروبا. السلبية المرتبطة بروسيا، لم تغادر أذهان الزعماء الأوروبيين بعد. ففي برلين وباريس يرون في روسيا البوتينية "جارا خطيرا"، يلعب خارج القواعد. ولكن أحدا في الاتحاد الأوروبي لا ينتظر شيئا آخر من روسيا البوتينية منذ زمن بعيد. أمّا الذي شكّل مفاجأة بل صدمة مزعجة للأوروبيين فهو سلوك ترامب. فقد انقلب "الصديق والشريك الوفي" فجأة إلى منافس في الأعمال يلعب بلا قواعد. بالطبع، لا يمكن الحديث عن أي انهيار قريب للناتو أو للمنظومة السياسية والاقتصادية كلها. إلا أن الصورة المألوفة بالنسبة للسياسيين الفرنسيين والألمان فقدت كليتها وانسجامها. وهذا ما أدى إلى تأرجح وحيرة، من نمط سلوك ماكرون بخصوص روسيا. وكلما اتضح أكثر عدم توازن سياسة واشنطن وعداونيتها في عيون الأوروبيين مقارنة بتوازن سياسة موسكو واعتدالها، كان الوضع أفضل لروسيا ولاقتصادها ومواقفها السياسية في العالم. الاتحاد الأوروبي، لا يمكن في حال من الأحوال أن يدافع عن روسيا في وجه الهجمات الاقتصادية والسياسية الأمريكية. ولكنني آمل في أن يحمي الاتحاد الأوروبي مصالحه الاقتصادية الخاصة من الولايات المتحدة، وهذا بدرجة ما يتوافق مع مصالح روسيا. المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة
مشاركة :