د.فتحي حسين يكتب: قرارات العفو الرئاسي لمصلحة الوطن

  • 9/5/2018
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

الانسانية التي يتمتع بها الرئيس عبد الفتاح السيسي في المواقف العديدة التي شاهدها الجميع خلال السنوات الاربعة الاخيرة فيما يتعلق بمبادرات العفو الرئاسي عن المحكوم عليهم تدعونني الي ان اطالبه باستمرار اصدار مثل هذه قرارات لصالح المحكوم عليهم من الشباب المتحمس الذي يعشق وطنه حتي الثمالة ويتمني ان يراه في اعلي المراتب بين الدول , ربما قادهم حماسهم الزائد والعفوي النابع من غيرتهم علي وطنهم وجرئتهم غير محسوبة العواقب الي هذا المصير المحتوم وهو غياهب السجون !وقد نصت معظم دساتیر دول العالم على منح رئیس الجمهوریة حق العفو، عن العقوبات الصادرة فى حق بعض الاشخاص بشرط أن یخدم قرار العفو مصلحة الوطن، أو یسهم فى استقرارالمجتمع، كأن یكون المعفو عنه قد قدم خدمات لوطنه فیصدر القرار كمكافأة له، أو یكون قد دخل السجن بسبب رأى أو اختلاف سیاسى ، فیصدر قرار العفو لرفع الظلم أو القهر عنه، وهو ما حدا بالمشرع الدستورى المصرى الى تنظیم هذا الحق ، فنص فى المادة -155 -منه على أن لرئیس الجمهوریة بعد أخذ رأى مجلس الوزراء العفو عن العقوبة أو تخفیفها,للمحكوم علیهم ، ولا یكون العفو الشامل الا بقانون یقر بموافقة أغلبیة أعضاء مجلس النواب..! فجميع حكام مصر من ملك ورؤساء جمهورية أصدروا المئات من قرارات العفو عن سجناء فى المناسبات الوطنية، والأعياد الإسلامية، ولم يحدث فى تاريخ مصر منذ عهد الملك فاروق الأول، أن صدرت قرارات بأسماء السجناء المقرر العفو عنهم، لكن تصدر القرارات بالشروط الواجب توافرها فى السجناء المقرر العفو عنهم، والمواد القانونية التى تستند إليها قرارات العفو، على أن تتولى النيابة العامة، ووزارة الداخلية ممثلة فى مصلحة السجون تحديد من تنطبق عليهم هذه الشروط، وتلك المواد، وتفرج عنهم مباشرة. لكن الرئيس المعزول محمد مرسى، هو الرئيس الوحيد الذى أصدر فى ولايته القصيرة، 5 قرارات عفو رئاسى عن سجناء بأسمائهم والتى وصلت إلى 810 أشخاص، فى نحو 5 شهور، وكأنه يطلق سراح الإرهابيين والمجرمين لـ«يحملوا الإرهاب لمصر»، على عكس ما كان يزعم في حملته الانتخابية قبيل حكمهم الاسود للبلاد التى كانت ترفع شعارًا كذبًا هو "نحمل الخير لمصر"!!!وتعد مبادرة العفو التي يتبناها الرئيس عبد الفتاح السيسى مؤخرا من ابرز المبادرات التي أدخلت السرور والبهجة في صدور العديد من العائلات والاسر بعد الافراج عن ذويهم من الشباب المتحمس تزامنا مع الاحتفالات والاعياد والمناسبات المختلفة التي تمر بها البلاد .كما أن القانون الجديد نص على العفو عن بعض السجناء ممن قضوا ثلاث أرباع مدتهم فى القضايا المختلفة، حسب ما قضوه من مدد، و الرئيس من وقت لآخر ينظر إلى البعض الشباب الذين غرر بهم فى قضايا تظاهر وما شابه، ما داموا لم يتورطوا فى أعمال عنف أو إرهاب. وهناك العديد من الشباب المنضبط المجتهد الذي حصل علي اعلي الشهادات العلمية في الداخل والخارج ولكن ربما اخذته الحماسة بكلمات وتعليقات دون قصد او تعمد وربما لخدمة وطنه في المقام الاول فهو مثل ملايين الشباب الذي يبحث عن ذاته وكيفية الحفاظ عليه وعلي استقراره وتقدمه ! ومن بين هؤلاء الشباب الطبيب الشاب شادي الغزالي حرب استاذ الجراجه المساعد الذي حصل علي الزمالة من بريطانيا وهو أستاذ الجراحة المساعد بكلية طب القاهرة، والحاصل على زمالة كلية الجراحين الملكية بلندن ودكتوراه الجراحة من جامعة القاهرة، والذي كان له دور بارز في ثورة 25 يناير لا احد ينكرها هو ومجموعة من الشباب المتحمس الواعي قبل ان يسرقها الاخوان بعد ذلك وكان من المعارضين لفكرة توريث الحكم في البلاد , واستمر حماس ودور شادي في النضال ضد الاخوان اثناء وجودهم في الحكم حتي نجحت ثورة 30 يونيو المجيدة في التخلص منهم نهائيا وعاد الطبيب الشاب إلى عمله بالقصر العينى، ولكن استمر حماس شادي في النقد والإدلاء بالرأي بشكل ربما يشوبة الفجاجة نسبيا أدى إلى القبض عليه واحتجازه فى أحد السجون رهن التحقيق، بتهمة إثارة الرأى العام ! ربما أساء الطبيب الشاب استخدام الألفاظ ولكنه نال جزاءه بالسجن منذ شهور وقرار العفو الرئاسي ينبغي ان يشمله ويشمل اخرين مثله لانه سوف ينقذ أسرته وزوجته واطفاله الذين يعيشون بعيدا عن حضن الآب وعن مستقبله الطبي للطبيب الشاب المنتظر وابحاثه المستمرة في مجال الكبد ولكن الذي يشفع لشادي وغيره انهم لم تلوث أيديهم بالعنف والدماء , لذا فقرارات العفو الرئاسي والإفراج عن من يستحقون من الناحية الانسانية اولا وقبل اي شيء اخر .!

مشاركة :