ذكرنى تعانق الأعياد الدينية فى مصر فترة أعياد الأضحى المبارك وموسم الحج إلى الأراضي المقدسة لأداء فريضة الحج، والمسيحيون بعيد السيدة العذراء..وعيد التجلي المبارك.. وهى جميعا مظاهر للبهجة انقضت أيامها سريعا.والاحتفال لنعبر جميعا عن حبنا لهذا الوطن الذى يعيش فينا كما سبق وكرر هذه العبارة الخالدة البابا/شنودة الثالث والذى اعتقد انه رغم رحيله منذ ٦ سنوات..لكنه مازال يعيش بيننا بأفكاره وآرائه الداعية إلى الوحدة الوطنية والتعايش فى هذا البلد العريقة والمتسامح...وحيث يمضى البابا تواضروس على نفس النهج ونفس الانتماء ولعل الوحدة الوطنية التى تعيش فى جنبات هذا البلد،وعبر مدنه وقراه-ورغم محاولات الوقيعة والفتن بين أبناء هذا الشعب الواحد-لعل هذه الوحدة ليست شعارا نرفعه فى سياستنا العربية والأفريقية وأمام العالم بأسره..أو كلمات نتغنى بها ونتباهى ونفتخر..ولكنها نموذج حياة وميثاق عمل وقضية أمن قومى تمثل خطا أحمر لا يجوز المساس به أو الاقتراب منه...خاصة وقد عاشت بيننا أكثر من ١٤ قرنا من الزمان..ودخلت الآن مسيرة القرن الـ15 فى صمود ونضال غير مسبوق لدى انفسنا والاخرين فى العالم. من حولنا. انتقال نموذج الوحدة للخارج ولعل تلك المسحة الجميلة من المحبة والود والتسامح وذات النكهة المصرية قد عبرت حدود الوطن لنرى مظاهرها وتاثيرها قد امتد لشمال افريقيا والسودان والبلدان الشام وما يجاورها..وكذا لاثيوبيا واريتريا فى منطقة القرن الافريقى قلب القارة...وذلك قبل ان تنتقل لباقى جنبات افريقيا ولدول المهجر واوروباوالعالم من حولنا..حقيقة اختلفت سنوات التحرك والعمل المصرى النشيط فى الخارج وعلى ايدى ابناء الكنيسة المصرية المجيدة بدءا من القرن الاول فى النوبة والسودان وامتدادا للمدن الخمس الغربية فى الشمال الافريقى...حتى جاء التحرك الاهم فى القرن الرابع الميلادى عندما دخلت المسيحية رسميا لكل من اثيوبيا واريتريا على ايدى مصرية ترسخ لدى كل منهما مبادىء الايمان السليم وتعلمهما اصول وقواعد الرهبنة وتنقل لهما الادبيات الصامدة حتى الان فى عقيدة الايمان الارثوذكسي القويم ومنهما بالطبع الى باقى انحاء افريقيا والعالم..\الاسلام حافظ على الوحدة المصرية:وعندما دخل الاسلام الى مصر فى القرن السابع الميلادى حافظ ليس فقط على الهوية الوطنية المتأصلة فى جنبات هذا البلد العريق ؛بل وعلى جذور المحبة والتسامح وترسخت الوحدة بين أبناء هذا الشعب الواحد...بمسلميه ومسيحيه.حقيقة لا تستطيع التفرقة بين ابناء هذا الشعب الواحد فليس هناك سمات اثنية او جغرافية او خلقية وراثية او حتى لغوية تفصل هذا عن ذاك...ولعل التفرقة الوحيدة التى تستطيع رصدها هى ذهاب البعض الى الجامع والبعض الآخر الى الكنيسة...ولعل مايثبت صحة مقولة الوحدة الوطنية فى مصر هو تشابه معظم الطقوس المتبعة فى الاحتفال بأولياء الله الصالحين كالسيدة العزراء ومارى جرجس او مارى مينا وغيرهم وتشابهم الى حد كبير مع احتفالات سيدنا الحسين او السيدة زينب والسيد البدوى وغيرهم؛وتطبيعها للنهج والثقافة المصرية ودمغها بالندور والعشور وغيرها من اوجه التشفع او الدعاء باسماءهم لذا قد لا تختلف الموالد الاسلامية والمسيحية فى الشكل كثيرا اللهم الا فى مضمون الصلوات والابتهالات..وليعبرا بصدق عن الروحانية والتوحيد تماما كما تم التعبير عنهما منذ وجود اخناتون اله التوحيد وقبل قدوم الديانات بدهور من الزمان.لذا فان دعم مؤسسات مصر الدينية شيىء هام بالنسبة لقوة مصروسياستها الناعمة ووحدتها الوطنية وما يعنيه هذا من ضرورة الحفاظ على الكنيسة القبطية والازهر الشريف كرمزين هامين للتعاون والوحدة والاخاء بين أبناء هذا الشعب الواحد وتعظيم عملهما سواء داخل مصر او خارجها..وتصدير نموذجها للتعايش بين المسلمين والمسيحين الى افريقيا والعالم اجمع.
مشاركة :