قالت مصادر في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وقطاع النفط إن السعودية تريد أن يبقى سعر الخام بين 70 و80 دولارا للبرميل في الوقت الحالي مع سعي المملكة لإحداث توازن بين تعظيم الإيرادات وكبح الأسعار حتى إجراء انتخابات الكونغرس الأميركي. وبعد إعلان خطط إدراج شركة أرامكو في 2016، بدأت المملكة الدفع باتجاه ارتفاع أسعار الخام لأسباب منها المساعدة على تعظيم قيمة الشركة المملوكة للدولة قبل الطرح العام الأولي الذي كان مقررا في الأصل في 2018. وقالت المصادر إنه برغم تعليق خطة الطرح العام الأولي لأرامكو، فلا تزال السعودية ترغب في إبقاء أسعار النفط مرتفعة قدر الإمكان من دون مضايقة واشنطن. وتريد السعودية السيولة لتمويل سلسلة من المشروعات الاقتصادية. ويطرح تحديد سعر مستهدف غير رسمي بين 70 و80 دولارا للبرميل احتمال قيام المملكة بتعديلات دورية على انتاجها للتأثير على سعر الخام مع استجابة السوق لعوامل أخرى تؤثر في العرض والطلب في العالم. وقال مصدر إن السعودية ربما قامت بذلك الأسبوع الماضي. والطموح في سعر بين 70 و80 دولارا للبرميل مشابه لهدف منتجين آخرين في منظمة أوبك. فالجزائر، على سبيل المثال، تقول إنها تعتبر 75 دولارا للبرميل سعرا عادلا. وقال مندوب لدى أوبك من خارج دول الخليج «الجميع يتحدثون عن مثل هذه الأرقام». وذكر مصدر في قطاع النفط أن خطط إنتاج المملكة من الخام جرى وضعها بما يتوافق مع احتياجات الزبائن وان الطلب على النفط لم يتحقق كما كان متوقعا. وقال المصدر «يمكننا أن نزيد الإنتاج إلى ما يصل إلى 11 (مليون برميل يوميا) أو حتى إلى 12، لكن أين سيذهب وقتها؟ لا يمكننا أن ندفع بالنفط في السوق». وفي تقرير لشهر أغسطس، قال معهد أكسفورد لدراسات الطاقة إن السعودية تحاول إدارة أسعار برنت في نطاق ضيق للغاية يتراوح بين 70 و80 دولارا للبرميل وان هذه ليست بالمهمة السهلة. وقال المعهد إن الاستراتيجية تتمثل بشكل أساسي في وضع سقف للخام في ظل مخاوف بشأن تأثير ارتفاع الأسعار على الطلب مع تصاعد الحرب التجارية بين واشنطن وبكين، وفي إيجاد أرضية تمثل حدا أدنى للأسعار من أجل الحفاظ على الإيرادات واستقرار السوق. على صعيد متصل، قالت شركة أرامكو إنها زادت سعر بيع خامها العربي الخفيف في الشحنات المتجهة إلى الزبائن في شمال غرب أوروبا في أكتوبر المقبل بمقدار 1.45 دولار للبرميل ليصل إلى سعر برنت مخصوما منه 1.80 دولار للبرميل. وخفضت أرامكو سعر البيع الرسمي لخامها العربي الخفيف في الشحنات المتجهة إلى الزبائن الآسيويين لشهر أكتوبر بمقدار 0.10 دولار عن سبتمبر ليصل إلى علاوة قدرها 1.10 دولار للبرميل فوق متوسط الأسعار المعروضة لخامي عمان ودبي. وجرى تحديد سعر الخام العربي الخفيف في الشحنات المتجهة إلى الولايات المتحدة لشهر أكتوبر عند دولار واحد فوق مؤشر أرجوس للخامات العالية الكبريت، بزيادة 0.10 دولار للبرميل عن الشهر السابق. من جانب آخر، قال الأمين العام لمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) محمد باركيندو إن استهلاك النفط العالمي سيصل إلى 100 مليون برميل يوميا في وقت لاحق هذا العام، وهو وقت «أقرب كثيرا» مما كان متوقعا من قبل. وقال باركيندو في مؤتمر للنفط والكهرباء في كيب تاون بجنوب أفريقيا إن الثقة بدأت تعود في قطاع النفط، وأن أوبك تبحث سبل إضفاء المزيد من الطابع المؤسسي على إعلان تعاون بخصوص إنتاج النفط بين أوبك وعدد من المنتجين المستقلين. وتابع «في المستقبل، ستكون الأولوية… لضمان استدامة الاستقرار ونشر الثقة في القطاع وتحفيز مناخ يساعد على عودة الاستثمارات». وأضاف باركيندو إن النزاعات التجارية العالمية ستؤثر سلبا على الطلب على الطاقة في نهاية المطاف، لكنه يأمل بأن تنقشع «سحابة الضبابية» قريبا. وقال «النزاعات التجارية المتصاعدة بين بعض من أهم الشركاء التجاريين في العالم ستؤثر سلبا في نهاية المطاف على النمو (الاقتصادي العالمي) وبالتالي على الطلب على الطاقة». وانخفضت أسعار النفط أمس مع وصول عاصفة مدارية إلى الساحل الأميركي المطل على خليج المكسيك مصحوبة برياح عاتية وأمطار غزيرة، لكن تأثيرها على الإنتاج لم يكن قويا مثلما كان متوقعا في البداية. وبحلول الساعة 0517 بتوقيت غرينتش أمس، بلغ خام غرب تكساس الوسيط الأميركي في العقود الآجلة 69.31 دولارا للبرميل، منخفضا 56 سنتا أو 0.8 في المئة عن التسوية السابقة. وتراجع خام القياس العالمي مزيج برنت في العقود الآجلة 37 سنتا أو 0.5 في المئة إلى 77.80 دولارا للبرميل. (عواصم – رويترز)
مشاركة :