“اِغضبْ كما تشاءُ.. واجرحْ أحاسيسي كما تشاءُحطّم أواني الزّهرِ والمراياهدّدْ بحبِّ امرأةٍ سوايا..فكلُّ ما تفعلهُ سواءُ..كلُّ ما تقولهُ سواءُ..فأنتَ كالأطفالِ يا حبيبينحبّهمْ.. مهما لنا أساؤوا..” ينتشر عطر هذه الكلمات للشاعر نزار قباني التي تلقيها فاطمة العلي معلنًا بدء الأمسية التي ينظمها فريق فكر لمناقشة كتاب “ما بعد المريخ والزهرة” لـ”جون جراي” أمام الجمهور الذي يأخذ في التزايد مع كل أمسية. ثم يناقش الأستاذ علي السالم جوانب مهمة في العلاقة الزوجية مما تطرق إليها الكتاب. “برأيكم، ما الأسباب التي تؤدي إلى الطلاق في مجتمعنا؟” يطرح علي السالم سؤالًا تلو سؤال، ينتعش لها الجمهور رجالًا ونساءً مشاركين بآرائهم ورؤاهم التي تثري الحوار. ومن أسباب الطلاق حسب آرائهم: عدم التوافق الفكري والانسجام بين الطرفين؛ لأن الزواج في مجتمعنا يتم بين عائلتين وليس بين فردين، وتدخل الوالدين في اختيار الزوجة وعدم تقبل الزوجين للاختلاف بينهما، وعامل الصدفة في الزواج التقليدي. ثم يتطرق إلى ضرورة أن يوازن كل من الزوجين بين الجانب الذكوري والجانب الأنثوي في ممارساتهما داخل الحياة الزوجية، بينما يؤدي الاختلال في ذلك التوازن إلى مشاكل وضغوط في العلاقة. وامتدادًا لذلكـ يقول أحد المشاركين: إن المرأة تحمل جانبًا رجوليًّا ولا تستطيع أن تحصل عليه إلا من خلال ارتباطها بالشريك، كما يحمل الرجل جانبًا أنثويًّا ولا يمكن أن يحصل عليه إلا بارتباطه بالمرأة، وعلى لسان محمود درويش يضيف: “.. ولستُ أنا مَن أنا الآن إلا إذا التقت الاِثنتان: أنا وأنا الأنثوية”. كما يتحدث السالم عن صورة التقدير والاهتمام التي يرغب كل من الزوجين أن يحققها له الآخر، فالمرأة تريد من زوجها أن يهتم بكل التفاصيل الصغيرة التي تقوم بها ويقدرها، أما الرجل فيريد من زوجته أن تقدر نتائج أعماله التي ينجزها، ولا يتأتى ذلك إلا بفهم كل منهما لطبيعة الآخر. وراح بعض الحاضرات يروين تجاربهن مع التقدير. وفي الختام، تم تكريم المحاور من قبل مدير جمعية الثقافة والفنون الأستاذ علي الغوينم الذي بدوره دعا إلى مزيد من هذه الفعاليات الجاذبة .
مشاركة :